زواج وإجهاض ومرض مناعي خطير.. الرحلة الكاملة لـ فتاة فيصل المشردة من هروب الأب إلى عُزلة المرض
حازت لقاء، المعروفة إعلاميا بـ فتاة فيصل المشردة، اهتمامًا كبيرًا من الرأي العام خلال الفترة الماضية، خاصة في ظل التطور المستمر في أخبارها واكتشاف مفاجآت عنها على فترات متقطعة، وتدخل عدة جهات للإعلان عن تفاصيل حياتها ومعلومات عنها، وقد أحدثت قصة لقاء، وما تلاها من أحداث تفاعلًا كبيرا على السوشيال ميديا، ويستعرض القاهرة 24، في هذا التقرير رحلة لقاء، من لحظة هروبها من المنزل حتى وصولها لدار الإيواء، وهروبها وإعادتها مرة أخرى.
زواج وإجهاض قسري
تحدثت لقاء في المقطع المنتشر لها، أنها تربت داخل دار للأيتام، ولا تعرف لها أهل، وأنها تزوجت بمعرفة تلك الدار، التي تواجدت بداخلها من رجل كان يعاملها بطريقة سيئة.
وقالت إنها لم تكن سعيدة معه، وبعد معرفته بحملها، رفض وجود الجنين، وأغصبها على التخلص منه، ثم ألقى بها في الشارع، واتخذت من رصيف شارع فيصل مأوى لها، بعد رفض دار الرعاية التي تتدعى أنها كانت موجودة بها، إعادتها للسكن بداخلها مرة أخرى.
في نفس اليوم، أعلنت مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، على لسان رئيسها محمود وحيد، في منشور لها على صفحة المؤسسة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن لقاء، تمت كفالتها من قبل سيدة تُدعى منال، وستقدم لها الرعاية الكاملة والسكن اللائق، وبعدها عدلت المنشور، لتعلن المؤسسة، تواصلها مع السيدة لنقل الحالة لدار الرعاية الخاصة بالمؤسسة، لكن الفتاة رفضت الأمر.
لقاء في رعاية مؤسسة معانا
في اليوم التالي، نشرت صفحة المؤسسة، وصول الفتاة لدار الرعاية الخاصة بها، وأنها تحت رعايتها، معلنة أن القصة التي أعلنتها لقاء، عن حالتها غير صحيحة بالمرة، فالفتاة معلومة الأهل، ولكنها تعاني من مشكلات صحية ونفسية مع وجود تفاصيل أخرى عن الحالة، تتحفظ المؤسسة عن روايتها.
وفي وسط تلك الأحداث، نُشرت فيديوهات للقاء، تظهر عملها كرقاصة، وسط تحفظ من رئيس مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، عن ذكر حقيقة تلك الفيديوهات، معلنًا خلال بث مباشر عبر صفحة المؤسسة، 3 فبراير الماضي، أنه لا يهتم بماضي بقاء، وكل ما يشغل باله هو توفير الرعاية اللازمة لها، وظهرت لقاء في هذا البث، معلنة أنها تشعر بالراحة خلال تواجدها داخل الدار، خاصة بعد عرضها على إخصائيين نفسيين، الذين قدموا لها المساعدات المطلوبة، ووفروا لها الأمان لتحكي قصتها لهم.
تصريحات غير حقيقية لأبيها الذي رفض ذكر اسمه
في الوقت ذاته، قال والد لقاء، الذي رفض ذكر اسمه، متعللًا بعمله داخل وظيفة حساسة، في تصريحات صحفية، إنه يبحث عن ابنته منذ 11 عامًاـ وأنها دائمة الخروج من المنزل منذ كانت في العاشرة من العمرـ وأن هناك حوالي 20 أسرة تبنتها، مضيفًا أن لقاء تعرضت لموقف في ميدان التحرير خلال أحداث ثورة يناير أثر على عقلها، وجعله يتوقف عند سن 14 عاما.
ورغم إعلان والد لقاء، أنه سيذهب لاستلامها من دار الرعاية إلا أن رئيس مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، أعلن أن والدها لم يتصل بها أو يزورها طوال فترة تواجدها داخل المؤسسة، وأنه حاول التواصل معه هو وزارة التضامن الاجتماعي، للقيام بإجراءات نقلها لمستشفى الصحة النفسية إلا أنه لم يرد على الاتصالات.
العزل الصحي يدفع لقاء للهرب
أجرت المؤسسة، وفق تصريحات محمود وحيد، رئيس مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان سواء، الصحفية أو ما نشرها في بث مباشر على صفحته، فحوصات وتحاليل طبية للقاء، تبين إصابتها باضطرابات نفسية ومرض مناعي معدي، يستوجب معه عزلها، وقت النوم في غرفة خاصة، مع استمرار تعاملها الطبيعي داخل دار الرعاية باقي اليوم، ولكن ذلك الأمر أصاب لقاء بالضيق؛ ما دفعها للهرب من المؤسسة يوم 16 فبراير قفزًا من فوق السور.
تمكنت الدار من إعادة لقاء مرة أخرى إليها مساء الجمعة 18 فبراير، بعدما تلقت السيدة منال، وهي المرأة التي تبنت لقاء، قبل نقلها لدار الرعاية، اتصالًا هاتفيًا من لقاء، تخبرها فيه بتواجدها في منشية ناصر، وعلى الفور أجرت السيدة وفق تصريحات صحفية لها، اتصالًا بقسم شرطة الهرم، والذي قدم فيه محمود وحيد، بلاغًا بهروب لقاء من الدار.
ذهبت السيدة لمكان تواجد لقاء وسلمتها بعدها لقسم الهرم الذي بدوره أرجعها لدار الرعاية الخاصة بمؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، وبسؤال لقاء عن سبب هروبها من الدار، أجابت بأنها ذهبت للقاء طفلها الذي تركته أمانة عند إحدى الأسر، وفق تصريحات منال ومحمود وحيد رئيس مؤسسة معانا.
مستشفيات وزارة الصحة ترفض علاج لقاء
وفي بث مباشر على صفحته مساء الجمعة، أعلن محمود وحيد، أن لقاء تعاني من اضطرابات عقلية ونفسية وأن وزارة التضامن الاجتماعي خاطبت مستشفى الصحة النفسية لاستضافة لقاء، تمهيدًا لبدء علاجها إلا أن المستشفى رفضت استضافتها مبررة أن مستشفى الحميات هي التي يجب أن تستضفها لتعالج أولًا من المرض المناعي المصابة به.
ورفض مستشفى الحميات والصحة النفسية، استضافة لقاء بجانب تجاهل الأب، اتصالات مؤسسة معانا ووزارة التضامن الاجتماعي، وهو ما أطل من أمد الإجراءات الخاصة ببدء لقاء، العلاج، لذا لجأ محمود وحيد رئيس مؤسسة معانا؛ لمخاطبة وزارة الصحة، بتوفير مكان لعلاج لقاء، سواء في مستشفى الحميات أو الصحة النفسية لأنها في حاجة لهما.