بعد طرد روسيا من نظام سويفت.. هل ترضخ موسكو للعقوبات أم تبحث عن نظام بديل؟
نجحت مطالبات المسئولين في أوكرانيا، والضغط على الشركاء الأوربيين، بشأن تفعيل سلاح سويفت، ضد روسيا؛ في كبح جماح تقدمها العسكري في أوكرانيا، والذي ما زال مستمرًا حتى هذه اللحظة.
الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلفاؤهما توصلوا إلى اتفاق، بشأن عزل عدد من البنوك الروسية، عن نظام الدفع الدولي الرئيسي- سويفت، إلى جانب تجميد أصول البنك المركزي الروسي؛ ما يحد من قدرة روسيا على الوصول إلى احتياطاتها الخارجية، في إطار العقوبات.
ويهدف الاتفاق، إلى زيادة عزلة روسيا عن النظام المالي الدولي؛ وهو ما قد يشكل خطرًا عليها، حيث سيؤدي إلى عرقلة مدفوعات صادراتها من النفط والغاز الطبيعي، والذي يشكل عاملا مهما في إيرادات الدولة، إلى جانب منع الشركات المحلية والعالمية من تنفيذ تعاملاتها بشكل سهل، وهو ما قد يحدث اضطرابا في النظام المالي والاقتصادي الروسي.
بدائل جديدة لنظام سويفت
وفي حالة تنفيذ الاتفاق؛ قد لا يكون لروسيا ملجأً آخر، سوى الاعتماد على نظامها المالي البديل لـ سويفت، وهوSPFS والذي بدأت في إعداده منذ فرض عقوبات عليها في 2014، بعد دخولها شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
نظام روسيا المالي SPFS، لا يزال محدودًا، حيث يضم نحو 400 مستخدم، وفقًا للبنك المركزي الروسي، ويتم حاليا إجراء 20% من التحويلات المحلية من خلاله، لكن حجم الرسائل محدود، والعمليات محدودة بساعات أيام الأسبوع.
أيضا قد تلجأ روسيا إلى الصين- الحليف الأقوى في الأزمة- واستخدام نظام الدفع بين البنوك الجديدة في الصين، أو CIPS، كبديل لنظام SWIFT، وقد تضطر موسكو أيضًا إلى اللجوء لاستخدام العملات المشفرة، لكن هذه البدائل ليست جذابة.
ويلعب نظام سويفت، دورا محوريا في دعم الاقتصاد العالمي، ويطلق عليه: مجتمع الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، هو نظام مراسلة آمن، يجعل المدفوعات السريعة عبر الحدود ممكنة، ويدعم حركة التجارة الدولية، ويُمكِّنُها من الاستمرار بسلاسة.
ما هو نظام سويفت
ويسهل النظام- ومقره في بلجيكا- المعاملات بين أكثر من 11 ألف بنك ومؤسسة مالية في جميع أنحاء العالم، وتستخدم جميع البنوك تقريبا نظام سويفت؛ مما يعني أن عزل البنوك الروسية عن سويفت؛ هو تقييد شديد.
وقال مسؤول ألماني، إن البنوك المتضررة، هي كل تلك الخاضعة بالفعل للعقوبات من قبل المجتمع الدولي، وكذلك المؤسسات الأخرى، إذا لزم الأمر.
أما أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن قرار شَلَ أصول البنك المركزي الروسي؛ سيمنع الكرملين من استخدام أمواله في الحرب.
وأضافت، أنه ستكون هناك حملة على ما يسمى بـ جوازات السفر الذهبية التي تتيح للأثرياء الروس المرتبطين بالحكومة الروسية، أن يصبحوا مواطنين في بلادنا، ويتمكنوا من الوصول إلى أنظمتنا المالية.
فيما أشار رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى أن بريطانيا اتخذت إجراءات حاسمة، مؤكدا: سنواصل العمل معا لضمان دفع بوتين ثمن عدوانه.
ورد رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، على الإعلان، معبرا عن تقديره للعقوبات، ووصفها بأنها مساعدة حقيقية خلال هذا الوقت العصيب.
وتعد إيران هي الدولة الوحيدة التي مُنعت من نظام سويفت؛ بعد فرض المجتمع الدولي، عقوبات، بسبب برنامجها النووي؛ مما كبدها خسائر مالية قدرت بنحو 30% من تجارتها الخارجية.