بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.. مصير الأمن الغذائي بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تعتمد العديد من الدول حول العالم، على القمح المستورد من روسيا وأوكرانيا، ومن المتوقع معاناة بعض الدول حال استمرار توقف إمدادات الدول المصدرة للقمح، واستمرار الاشتباكات الروسية الأوكرانية.
تصدير الأغذية
ووفقًا لتحليل VOX، اعتماد العشرات من البلدان في جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشمال إفريقيا التي تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي بسبب توقف إمدادات روسيا وأوكرانيا الوفيرة من القمح والذرة والزيت النباتي.
وقال خبراء متخصصون في هذا الشأن، إن الصراع قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة الجوع العالمي.
وذكر تحليل VOX، أن بيانات تصدير الأغذية من مركز التجارة الدولي في عام 2020، أكدت أن أوكرانيا وروسيا يعتبران أكبر مصدرين للحبوب والزيوت النباتية الرئيسية، ويمثل البلدان غالبية صادرات زيت بذور عباد الشمس في العالم، في حين أن روسيا هي أكبر مصدر للقمح في العالم، بنسبة تقدر بحوالي 26 % من حجم الصادرات خلال عام 2020.
وقال ستيف تارافيلا، المتحدث الرسمي الأول في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن حالة صراع روسيا وأوكرانيا بدأت تطفو على السطح؛ في وقت لا يستطيع فيه العالم تحمله.
وشهدت أسعار القمح والذرة، ارتفاعا قبل الحرب وتحديدا في 24 فبراير، عندما غزت روسيا أوكرانيا، مما أدى لقفز العقود الآجلة للقمح في شيكاغو إلى أعلى مستوى لها منذ بداية العام، في حين أن مصر تعتمد على الواردات الروسية والأوكرانية بنسبة 70 % من إمدادات القمح.
ومع استمرار الحرب الروسية، ستعاني البلاد المستوردة للقمح من انعدام الأمن الغذائي الذي تعاني منه هذه البلدان بالفعل، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، والذي أكد أنه لا يحصل ما يقرب من نصف سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على ما يكفي من الغذاء، وفي بنجلاديش، لا يحصل أيضا 29 مليون شخص على ما يكفي من الغذاء، ويعاني أكثر من 30 % من الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية المزمن، في حين أن أكثر من ربع سكان نيجيريا - 55 مليون شخص، أي أكثر من إجمالي سكان أوكرانيا - لا يستهلكون كميات كافية من الغذاء.
أسعار القمح
وأوضح لأليكس سميث، محلل الأغذية والزراعة في معهد بريكثرو للأبحاث البيئية الذي يركز على التكنولوجيا، أن ارتفاع أسعار القمح في البلدان التي تعاني بالفعل من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي يمكن أن يكون مدمرًا بشكل خاص.
وذكر سميث، أن الصراع المستمر منذ فترة طويلة أدى لتفاقم انعدام الأمن الغذائي بالفعل، فإن هذا عنصر سيء مضاف إلى سيناريو سيئ بالفعل، ومن المرجح أن تتأثر الزراعة الأوكرانية بالصراع المباشر أكثر من روسيا حيث يُطرد المزارعون من مزارعهم، في حين أن إغلاق الموانئ يحد بالفعل من الصادرات.
وأضاف سميث، إنه من غير المرجح أن يتأثر المزارعون الروس بشكل مباشر بالصراع، لكن صادرات البلاد قد تتأثر بطرق أخرى.
وأفاد محلل الأغذية والزراعة، إن أسعار الغذاء العالمية في ارتفاع مستمر تقريبًا منذ يونيو 2020، لطالما كان الصراع سببًا في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
بينما أكد الباحثون في دراسة لـ 113 سوقًا إفريقيًا بين عامي 1997-2010، أن ردود الفعل موجودة بين أسعار الغذاء والعنف السياسي، وأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يزيد الصراع داخل الأسواق، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء.
وأظهر باحثون آخرون أن ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي بداية من عام 2014 في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء يُعزى إلى الصراع العنيف، الذي ازداد أهميته النسبية مقارنة بالجفاف في الفترة من 2009 إلى 2018، وتوجد أيضًا دورة تغذية راجعة.
حيث تساهم الزيادات في أسعار المواد الغذائية التي تدفعها الحرب في زيادة الصراع، حتى في الأماكن التي لم تكن متورطة في الحرب الأصلية نفسها.