في ذكرى ميلاده.. كيف صور إبراهيم أصلان الأسرة المصرية في رواية حجرتان وصالة؟
ولد إبراهيم أصلان، الكاتب المصري، في مثل هذا اليوم 3 مارس عام 1935، الذي عبر أدبه عن واقع الحياة المصرية، وصاحب الأسلوب البسيط المؤثر في نفوس القراء وعقولهم.
عاش الكاتب إبراهيم أصلان حياة مليئة بالجهد والعمل، رغم أن والده أودعه الكتَّاب منذ الصغر ليشق طريق العلم؛ لكن رحلته التعليمية لم تكن منتظمة، فتارة يدرس في مدرسة تعليم السجاد، وتارة أخرى في مدرسة الصنايع، وبدا للجميع أنه لم يفلح، لكن بإصراره على خوض طريق الصحافة والكتابة ظهر لنا الأديب إبراهيم أصلان، صاحب رواية من أفضل 100 رواية في الأدب العربي والمصري.
حجرتان وصالة: قراءة في سجلات الحياة اليومية المصرية
في روايته «حجرتان وصالة»، برع إبراهيم أصلان في تصوير المواقف العادية اليومية بأسلوب شديد السخرية، يتقن به الواقع الذي يتعايش معه المجتمع المصري وتسجله ذاكرة الشخصية المصرية كل يوم، من خلال سكنه في شقة تحتوي على غرفتين وصالة، كأغلب البيوت والشقق الشعبية البسيطة.
ينقل لنا إبراهيم أصلان في هذه الرواية، قصة 28 موقفًا يعيشه الحاج خليل أبو سليمان، وهو الرجل المتقاعد الذي يسكن في شقة حجرتين وصالة، وله فيها العديد من الذكريات والمواقف التي تمر غالبًا على معظم الرجال المتقاعدين، كما يروي فيها حكايات الجيرة والأصحاب، والعلاقة بينه وبين زوجه وأبنائه، في سطور تحمل الكثير من الدف عن واقع حياةٍ مليء بالحب والحنان.
تشهد روايته فصولا من أواخر حياة رجل بسيط، يحب زوجته ويحترمها، يعيش ما تبقى له من الحياة بحيادية، ويسعد نفسه وأسرته، ويحزن لفقد شريكته، ويستجدي الود والتقدير من الناس بعدما رحل عنه أبناؤه للزواج بعد أن امتلأ البيت بهم في يوم، ويشهد حلاوة العِشرة بينه وبين زوجته المسنة قبل أن ترحل، ويصحبك إبراهيم أصلان في حكاية اعتيادية تعيشها الكثير من الأماكن المختلفة في العالم، ولكنه يطعمها بالبيت المصري الأصيل، مصطحبًا معه الحنان وأجمل الذكريات فيه.
وضع الكاتب إبراهيم أصلان يده على كل هذه التفاصيل وسردها لنا بحرفية شديدة، وأسلوب قوي عفوي ممزوج بقوة الحب وشاعرية الترابط الأسري، كأنه يحاول تجسيد صورة الحياة الأسرية في مصر بكلمات بسيطة، تتوارى خلف المسكن الذي يجمعهم: حجرتان وصالة.