قبل انعقاد قمة المناخ.. كيف أعدت مصر خطتها للتوسع في اقتصاد الهيدروجين الأخضر؟
مع إعلان العديد من الشركات العالمية رغبتها في تنفيذ مشروعات للهيدروجين الأخضر في مصر، ظهرت فرص واعدة لتنفيذ مثل هذه المشروعات، لا سيما وأنها تأتي على رأس اهتمامات الحكومة خلال هذه المرحلة.
ما الهيدروجين الأخضر؟
هو الغاز الذي يتم توليده من مصادر الطاقة المتجددة بواسطة عملية التحليل الكهربائي؛ حيث يستخدم التيار الكهربائي لفصل ذرات الهيدروجين عن ذرات الأوكسجين في جزيئات الماء، وعندما يكون التيار الكهربائي المستخدم من مصدر متجدد كالرياح أو الشمس تتم عمليّة الإنتاج دون أي انبعاث لغاز ثنائي أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وبالتالي نطلق على الهيدروجين الناتج اسم الهيدروجين الأخضر.
والهيدروجين الأخضر وفق عدد من خبراء البيئة هو مثل الغاز الطبيعي لا ينتج أي غازات ضارة بعد عملية الاحتراق، حيث ينتج بخار الماء فقط، كما أن التوسع في استخدام تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر في إنتاج الطاقة سوف يساهم في تقليل نسبة التلوث في الكوكب بجانب أنه يقلل نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الموجودة في الجو، كما أنه يعتبر أفضل وسيلة في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ويتزامن ذلك مع توجه مصر نحو الاقتصاد الأخضر وتنظيم مصر لمؤتمر المناخ.
ووفق رئيس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، فإن مصر تعتزم الاستفادة من رئاستها لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في دورتها السابعة والعشرين COP27 وقيادتها للعمل المناخي العالمي بحياد وشفافية.
خطط مصر لإنتاج الهيدروجين الأخضر
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي في يوليو الماضي بإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، وتتطلع الحكومة إلى إطلاق مرحلة أولية من المشاريع التي قد تصل قيمتها إلى 3 - 4 مليارات دولار، وفقا لتصريحات سابقة لوزارة الكهرباء.
ومن المتوقع إلى حد كبير أن يكون لصندوق مصر السيادي، الذي تتمثل مهمته في تعزيز الاستثمار في العديد من القطاعات ذات الأولوية من خلال الشراكة مع مستثمري القطاع الخاص وإشراكهم في حصص الأغلبية، دورا في دراسة العديد من مشروعات الهيدروجين الخضراء.
تدرس شركة سيمنز مشروعا تجريبيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، بينما تقوم شركة إيني بإعداد دراسات جدوى حول إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق – الهيدروجين الأزرق ينتج من الهيدروكربونات حيث تحتجز نفايات الكربون. وستعمل مجموعة ديمي البلجيكية مع مصر على توليد الهيدروجين الأخضر بموجب مذكرة تفاهم مع وزارتي النفط والكهرباء والبحرية المصرية. وناقشت شركة هيونداي روتيم الكورية الجنوبية وشركة الطاقة الإيطالية سنام الأمر مع المسؤولين الحكوميين في مصر أيضا.
وتتعاون بعض الشركات المحلية في مجال الطاقة مع أخرى أجنبية في هذا الصدد: بما في ذلك شركة طاقة باور، التابعة لشركة طاقة عربية، التي وقعت مذكرة تفاهم مع شركة مان سوليوشنز الألمانية لإطلاق مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.
ويقول وزير الكهرباء محمد شاكر في وقت سابق إنه يرى الهيدروجين الأخضر وسيلة لتعزيز مساهمة الطاقة الخضراء في مزيج الطاقة في مصر.
ويقول محمد الخياط، الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إنه كلما زاد الطلب على الهيدروجين الأخضر، سيزداد الطلب على مصادر الطاقة المتجددة، نظرا لأن الهيدروجين الأخضر يعتمد فقط على مصادر الطاقة المتجددة.
