نوايا حقيقية أم مراوغة؟ | إثيوبيا تعلن تمسكها بالمفاوضات.. وخبراء: ينشرون معلومات مغلوطة
أثار حديث هبتامو إتافا وزير الري الأثيوبي، صباح اليوم الجمعة، أثناء حواره مع بعض القنوات الإخبارية جدلا كبيرا، بعدما أكد الوزير الأثيوبي أن بلاده متمسكة بالجلوس على طاولة المفاوضات، مع دولتي المصب، كما أنهم في انتظار بشغف كبير بدء تدخل السنغال باعتبارها رئيسا للاتحاد الإفريقي حاليا؛ للاجتماع بمصر والسودان.
وأوضح إتافا أن بلاده مستمرة في بناء وملء سد النهضة وتوليد الكهرباء، وهي النقطة التي اختلفت عليها الدول الـ 3 منذ 2015.
وخرجت دولتي المصب مصر والسودان، في تصريحات شديدة اللهجة خلال الـ 24 ساعة الماضية، لرافض القيادة المنفردة للسد، واستمرار الجانب الأثيوبي في نشر معلومات مغلوطة عن السد، فهل تعقد تصريحات الوزير الأثيوبي الوسط؟، أم أنها نوايا حقيقة، بلا مراوغة؟
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، لـ القاهرة 24 إن حديث أثيوبيا عن تمسكها بالمفاوضات هو خطوة جيدة، لكن نتمنى ألا تكون مثل أحاديثها السابقة بخصوص المفاوضات، والاستمرار في ملف سد النهضة منفردة.
وأوضح وزير الري الأسبق، أن موقف مصر ثابت، فهي ليست ضد بناء السد، ولكنها ضد حجب جميع البيانات الخاصة بالسد عن دول المصب، كما أن خطوة إثيوبيا في ملء السد وبدء تشغيل التوربينات دون الرجوع لدول حوض النيل، خالفت جميع الاتفاقات الدولية.
تمسك أثيوبيا بالتصريحات المغلوطة
وعن حديث وزير الري الأثيوبي وبدء تشغيل وتوليد الكهرباء، أكد علام أن الجانب الأثيوبي حر في تصريحاته، قائلا
إنه من المستبعد أن يتم توليد الكهرباء من سد النهضة بالملء الأول أو الملء الثاني فقط، لأن السد يحتاج إلى 74 مليار متر مكعب من المياه، وما تم تخزينه حتى الآن هو 8 مليارات متر مكعب فقط.
وأوضح وزير الري الأسبق، أنه من حق مصر والسودان التخوف من نقص حصص المياه، لأن الزيادة السكانية جعلت نصيب الفرد من المياه يقل بنحو كبير.
عبد العاطي: معلومات مغلوطة وإرباك دول المصب.. إثيوبيا تعقد الموقف
ومن جهته قال الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، في تصريحاته أمس، إن مصر ملتزمة بالجلوس على طاولة المفاوضات والوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
وأكد وزير الري، أن إصدار إثيوبيا لبيانات مغلوطة عن سد النهضة، وإدارته بشكل منفرد، يؤدي لحدوث ارتباك في منظومة إدارة المياه في مصر والسودان، وإلحاق الضرر بدولتي المصب، مضيفًا أن الوصول لاتفاق بشأن سد النهضة، من شأنه أن يمهد الطريق لتحقيق التعاون والتكامل الإقليميين.
السودان ترفض استمرار إثيوبيا في سد النهضة منفردة
وقال ضو البيت عبد الرحمن منصور وزير الري السوداني، إن السودان لديها مخاوف ومصالح حقيقية، في ملف سد النهضة، ولا يمكن تجاوزها إلا عبر اتفاق ملزم.
وأوضح وزير الري السوداني، أن بلاده ترفض تماما ما تقوم به أثيوبيا حاليا من حجب معلومات الملء، والتشغيل الخاص بسد النهضة الاثيوبي، مؤكدًا أن التوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي، سيفتح المجال لعلاقات مستقرة ومتطورة، بين الأطراف الـ 3 بما يخدم مصالحها.
وأشار إلى أن موقف السودان قائم على مرجعية القانون الدولي، وإعلان المبادئ المُوقع في مارس 2015 بين الدول الـ 3، مشددًا على التأكيد على حقوق إثيوبيا في التنمية دون إحداث ضرر بالسودان أو بمصالح شعبه.
خطاب مصري حاد اللهجة في مجلس الأمن
ووجهت مصر منذ أيام خطابا حاد اللهجة لمجلس الأمن الدولي، كان فحواه أن إثيوبيا امتنعت عن إجراء الدراسات المطلوبة بشأن الآثار الهيدرولوجية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية المترتبة على بناء سد النهضة، وعن التشاور مسبقًا مع البلدان الأخرى المشاطئة للنهر، وفقًا لالتزامات إثيوبيا بموجب القانون الدولي العرفي المستقرة.
وشدد الخطاب على أن هذه الممارسات إلى جانب الاستمرار في ملء سد النهضة، وتشغيله بشكل انفرادي، تُعد انتهاكا لاتفاق إعلان المبادئ، وستكون لها آثار سلبية مباشرة على حقوق مصر ومصالحها كدولة مشاطئة وستهدد بإلحاق ضرر كبير بها.