ما حكم قراءة الحائض للقرآن؟.. عالم أزهري يحسم الجدل
رد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية أصول الدين بالقاهرة، على سؤال ورد إليه، نصه: ما حكم قراءة الحائض للقرآن؟
وقال العالم الأزهري: إن لكتاب الله حرمة، وقداسة ومكانة عالية في نفوس المسلمين، وذلك يوجب تعظيمه، حيث قال تعالى: ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه.
وأضاف لاشين: وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الأمين جبريل بالوحي، تصبب عرقا في اليوم الشاتي - أي في يوم الشتاء - مما يدل على مهابة القرآن، وصدق الحق إذ يقول: إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا.
اختلف أهل العلم في حكم قراءة الحائض القرآن
وتابع العالم الأزهري، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: اختلف أهل العلم في حكم قراءة الحائض القرآن، ولو آية واحدة، إل رأيين، الأول، ذهب الجمهور من أهل العلم إلى حرمة قراءة الحائض شيئا من القرآن، واستدلوا على ذلك بحديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن، موضحًا أنه في الحديث نهي صريح لكل من الحائض والجنب عن قراءة شيء من القرآن.
وواصل العالم الأزهري: قياس الحائض على الجنب فكما يحرم على الجنب قراءة شيء من القرآن فإن الحائض مثله، لا تقرأ شيئا من القرآن، ووجه القياس العلة الجامعة بين الجنب والحائض وهي الحدث في كل.
ونوه لاشين إلى أن الرأي الثاني، فهو أن البعض الآخر من أهل العلم ذهب إلى إباحة الحائض من قراءة القرآن، وهو مذهب الإمام مالك.
وأضاف: واستدلوا على ما ذهبوا إليه بأن الأصل في القراءة الجواز ولا يعدل عن هذا الأصل إلا بدليل ولا دليل، وأن الله عز وجل أمر بقراءة القرآن مطلقا، أي سواء كانت المرأة غير حائض، أو كانت حائضا، ووعد على ذلك بالأجر الجزيل، والثواب العظيم ولا يمنع من القراءة إلا بدليل ولم يوجد.
وأكمل العالم الأزهري: ورد هؤلاء على أدلة الجمهور حيث قالوا إن حديث المنع من القراءة حديث ضعيف عند أهل العلم بالحديث، وأجابوا عن قياس الحائض على الجنب بأنه قياس غير صحيح؛ لوجود الفرق بين المقيس والمقيس عليه، حيث إن الجنب متمكن من إزالة المانع بالاغتسال وليس كذلك الحائض، فمهما اغتسلت لا يفيدها الاغتسال شيئا، ما دام أن دم الحيض موجود.
وأشار إلى أن الراجح هو أنه يمكن العمل بكل واحد من هذين الرأيين، فنعمل برأي الجمهور، إذا كانت القراءة بقصد التعبد المحض، ويمكن أن نفعل رأي القائلين بالجواز إذا كانت ثمة حاجة تدعو إلى ذلك، كأن تكون مدرسة قرآن، ومعلمة له أو كانت تمتحن فيه أو كانت حافظة له، وصاحبة ورد يومي، وتخشى إن لم تقرأ وردها أن يتفلت منها القرآن وتنساه.
واختتم لاشين: والفتوى السابقة إذا كانت القراء من غير مس للمصحف، أما إذا افضت التلاوة إلى مس للمصحف فلا يجوز، لقوله تعالى: لا يمسه إلا المطهرون.