مفاجأة.. توقف توليد الكهرباء من سد النهضة منذ افتتاحه | خاص
كشف مصدر مطلع عن توقف تام لتجارب تشغيل أول توربين منخفض في سد النهضة الإثيوبي، عقب افتتاحه من قبل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قبل أيام.
وحسب المصدر فإن مرور المياه من الممر الأوسط لسد النهضة ما زالت مستمرة، ولم يتم تشغيل ممري الاستخدامات، مؤكدا أن تجارب توليد الكهرباء من سد النهضة متوقفة حتى اليوم.
في السياق ذاته، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إنه بعد مرور أسبوعين على التشغيل ما زال سد النهضة لم يعمل به أي توربين.
وأظهرت الأقمار الصناعية (Sentinel-2) اليوم 5 مارس 2022 تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط دون فتح أي بوابات سواء بتوربين أو دون توربين، ويظهر حوض استقبال مياه التوربين بمياه ساكنة تماما.
وذكر شراقي أن إثيوبيا فتحت بوابتى التصريف العام الماضي 14 أبريل لكي تبدأ في إنشاءات التخزين الثاني، ولم يسعفها الوقت وخزنت 3 مليار م3 وهو أقل من 25% من المستهدف، موضحًا أن الوقت يمر وفرصة التخزين الثالث تقل.
قطاع المياه في مصر يواجه تحديات عديدة
وفي وقت سابق، قال وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي، إن قطاع المياه في مصر يواجه تحديات عديدة على رأسها الإجراءات الأحادية للجانب الإثيوبى والزيادة السكانية والآثار السلبية للتغيرات المناخية ومحدودية الموارد المائية.
وأضاف عبد العاطي خلال لقائه مع آنيت ويبر المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لشئون القرن الإفريقي، أن تحقيق التعاون يتطلب وجود إرادة سياسية وجدية من الجانب الإثيوبي للوصول لاتفاق بخصوص ملء وتشغيل السد الإثيوبي مع ضرورة وجود تنسيق تام في ملء وتشغيل السدود الكبرى الواقعة على الأنهار الدولية، مشيرًا إلى أن إصدار بيانات مغلوطة عن السد وإدارة السد بشكل منفرد يؤدى لحدوث ارتباك في منظومة إدارة المياه في مصر والسودان، وإلحاق الضرر بدولتي المصب.
وأوضح أن الوصول لاتفاق بشأن سد النهضة من شأنه أن يمهد الطريق لتحقيق التعاون والتكامل الإقليمي، لافتا إلى أن لم تعترض على بناء السدود في دول حوض النيل بدليل أن هناك أكثر من 15 سدا مُقام في دول حوض النيل ومن بينهم سدود مقامة قبل إنشاء السد العالي، بل أسهمت مصر في إنشاء بعضها مثل خزان أوين بأوغندا حسب قوله.
ومن جانبها أشارت أنيت ويبر إلى سعى الاتحاد الأوروبي للدفع بمسار المفاوضات الخاصة بسد النهضة للوصول لاتفاق يُرضى جميع الأطراف ويضمن استقرار وتنمية الدول وتلبية متطلبات التكامل الإقليمي من خلال تحقيق الترابط بين المياه والطاقة وتكامل البنية التحتية والتجارة في ظل التغيرات المناخية.
خطاب مصر إلى مجلس الأمن الدولي
كما وجهت مصر خطابا جديدة إلى مجلس الأمن الدولي عقب إعلان إثيوبيا عن تشغيل أول توربين منخفض بسد النهضة.
وتقدم السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بخطاب إلى مجلس الأمن الدولي يتضمن رسالة وزيرة الموارد المائية والري المصري الدكتور محمد عبد العاطي إلى وزير المياه والطاقة الإثيوبي هابتامو ايتيفا جيليتا بشأن بدء إثيوبيا في تشغيل سد النهضة الإثيوبي بشكل انفرادي.
وطالب السفير في خطابه بتعميم هذه الرسالة باعتبارها وثيقة من وثائق مجلس الأمن فيما يتعلق بالبند المعنون السلام والأمن في إفريقيا.
وحصل القاهرة 24، على نص هذه الرسالة التي أكدت أن الإعلان الإثيوبي هو إجراء أحادي يُضاف إلى عمليات ملء 2020 و2021 من جانب واحد خرقا جوهريا آخر لاتفاق إعلان المبادئ المبرم في مارس 2015، الذي يقتضي من إثيوبيا بشكل واضح لا لبس فيه التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا بشأن قواعد المنظمة لملء سد النهضة وتشغيله قبل بدء عملية الملء والتشغيل.
وأوضح الخطاب أن إثيوبيا امتنعت عن إجراء الدراسات المطلوبة بشأن الآثار الهديرولوجية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية المترتبة على بناء سد النهضة وعن التشاور مسبقا مع البلدان الأخرى المشاطئة للنهر وفقا لالتزامات إثيوبيا بموجب القانون الدولي العرفي المستقرة، مشددا على ضرورة أن هذه الممارسات إلى جانب الاستمرار في ملء سد النهضة وتشغيله بشكل انفرادي في انتهاك لاتفاق إعلان المبادئ ستكون لها آثار سلبية مباشرة على حقوق مصر ومصالحها كدولة مشاطئة وستهدد بإلحاق ضرر كبير بها.
