عالم أزهري: حبس التجار طعام الناس عند انعدامه أو قلته ليرتفع سعره محرم.. والمحتكر ملعون
أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على سؤال ورد إليه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، نصه: ما هو الاحتكار، وما حكمه؟.
وقال العالم الأزهري، إن من المبادئ الفاضلة التي تأسست عليها الشريعة الإسلامية: السماحة والتيسير، مضيفا: السماحة في كل شيء: سماحة المسلم مع أسرته، سماحته مع أقاربه وجيرانه وزملائه في العمل، سماحة الدائن مع المدين، سماحة البائع إذا باع، وسماحة المشتري إذا اشترى.
وأضاف: بهذا جاء الحديث عن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روي عنه أنه قال رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى، وإذا اقتضى.
الاحتكار محرم.. والمحتكر ملعون
وتابع العالم الأزهري: والاحتكار محل السؤال هو: حبس التجار طعام الناس وأقواتهم عند انعدامها في الأسواق، أو قلتها وحاجتهم إليها ليرتفع سعرها ويغلو حينئذ يقومون ببيعها.
واستطرد: على أننا ننبه على أن الرأي الذي نرجحه ليس الاحتكار مقصورا على حبس الطعام أو الأقوات فقط بل يشمل كل ما كان الناس في حاجة إليها، ويحقق حاجاتهم ويضارون عند عدم بيعه كمواد البناء، ووقود السيارات مثلا ونحو ذلك مما لا تسير حياة الناس إلا به.
المحتكر ملعون
وواصل العالم الأزهري: والاحتكار بالمعنى السابق محرم، ودل على تحريمه بعض الأحاديث السابقة: 1- روى الإمام مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحتكر إلا خاطئ، 2- روى الحاكم في المستدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يُحتكر الطعام، 3- روى الحاكم في المستدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المحتكر ملعون.
الاحتكار من الكبائر
وأشار إلى أنه لهذه الأحاديث المتقدمة فإن ابن حجر الهيتمي الشافعي عدّ الاحتكار من الكبائر وذلك في كتابه: الزواجر على اقتراف الكبائر.
واختتم العالم الأزهري، كلامه قائلا: والحكمة من تحريم الاحتكار الحيلولة ومنع إلحاق الضرر بالناس عن طريق التضييق عليهم في حاجياتهم الأساسية، ومن شروط تحريم الاحتكار أن يتضرر الناس بحبس السلعة أيّا كانت، ومن شروط التحريم أيضا أن يكون المحتكر مالكًا للسلعة عن طريق الشراء، وأن يكون شراؤه لها وقت الغلاء بقصد حبس السلعة حتى يرتفع سعرها ويكثر الطلب عليها، وعلى ولي الامر أن يتدخل لمنع الاحتكار ويقوم بتعزير المحتكر، وهذا والله أعلم.