لمصادفة الليلة يوم الجمعة
كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان.. الصيام والقيام وقراءة القرآن الكريم
كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان هو ما نوضحه لكم في هذا المقال عبر القاهرة 24، حيث ذهب أغلب جمهور العلم إلى جواز الاحتفال بليلة النصف من شعبان بتعظيم شعائر الله، وعلى إثر ذلك يتساءل المسلمون عن الكيفية الأفضل في إحياء هذه الليلة المباركة والتي تصادف ليلة الجمعة هذا العام.
كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان
قبل توضيح كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، لا بد من التنويه بأن دار الإفتاء المصرية كانت قد أعلنت غرة شهر شعبان 2022 يوم الجمعة الماضي 4 مارس لعام 1443 هجريا، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية عن فضل شهر شعبان واحتوائه على ذكرى تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في ليلة النصف من شعبان.
وبالحديث عن كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فقد وصف رسولنا الكريم شهر شعبان بالشهر الذي يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، ولذلك كان يكثر فيه من الطاعات، لأن عبادات الغفلة لها عظيم الأجر من الله عز وجل، وكان يكثر فيه من الصيام لأن أعمال العباد ترفع في هذا الشهر المبارك، ولذلك ينبغي على المسلم اغتنام شهر شعبان بأكمله دون تخصيصه في ليلة النصف فقط.
هناك الكثير من الأوجه الدينية التي تندرج تحت كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، حيث تلاوة القرآن بتدبر، والإكثار من ذكر الله بالتسبيح والاستغفار، والإكثار من الصلاة على النبي بعدد 100 مرة أو 1000 مرة، والإكثار ترديد من دعاء ليلة النصف من شعبان في جوف الليل وهو وقت استجابة النداء واستغاثة العباد بالله عز وجل لقضاء جميع الحوائج.
ولكل من يتساءل عن كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان ندعوكم لمعرفة الآتي:
الصيام
الصيام من أفضل العبادات المطلوبة في شهر شعبان لما ورد عن النبي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ".
وثبت في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ؟! قَالَ صلى الله عليه وسلم: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ).
ولذلك يمكن إحياء ليلة النصف من شعبان بصيام هذا اليوم باعتباره ضمن الأيام البيض المستحب صيامها، وباعتباره من الأيام المباركة التي ورد عنها حديث وإن كان ضعيف عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ".
قيام ليلة النصف من شعبان
قيام الليل في ليلة النصف من شعبان تحديدا بعدد ركعات معينة لم يرد في السنة النبوية الشريفة، وإنما كان رسولنا الكريم يقيم الليل في كل يوم وليلة لما فيها من فضل وخير كبير، فالقيام شرف المؤمن ونور في وجهه، ولكل من يسأل عن كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان عليه بقيام الليل.
وعن قيام الليل قال وقال عليه الصلاة والسلام: «أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس». وقال عليه الصلاة والسلام: «من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين».
تنقية القلب من الأحقاد في ليلة النصف من شعبان
كلمة السر في كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان تتمثل في إزالة الخصومة والمشاحنات في المقام الأول، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن)، وهو ما يؤكد ضرورة تنقية القلب من الأحقاد وإزالة الخصومة مع عباد الله والعزم على صلة الأرحام حتى يتقبل الله أعمال السنة كلها ويتقبل الإكثار من العبادات في ذلك اليوم.
قراءة سورة الكهف في ليلة النصف من شعبان
من المقرر أن يحين موعد ليلة النصف من شعبان 2022 يوم الجمعة الموافق 18 مارس بالتقويم الميلادي، على أن يتم إحياء الليلة بعد مغيب شمس يوم الخميس وهي ليلة الجمعة المستحب فيها قراءة سورة الكهف، وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين”، وهذا النور يقذفه الله في قلب القارئ، أو في بصره، أو بصيرته، أو في كل أحواله، أو هو نور يصعد له مع أعماله إلى السماء، أو تشاهده الملائكة، أو يسطع له في الآخرة نور، ويظل هذا النور طوال الأسبوع من الجمعة إلى الجمعة.
الإكثار من الصلاة على النبي في ليلة النصف من شعبان
بالحديث عن كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، لا بد من التنويه بأن الاحتفال يكون بالذكر والعبادات وليس بالمأكل ولا المشرب، فهي ليلة مباركة مليئة بالنفحات الربانية التي يمكن اغتنامها بالخلوة مع الله في جوف الليل للإكثار مما يحب الله ورسوله، وفي الصلاة على النبي يوم الجمعة تحديدا حديث نبوي شريف قال فيه النبي صل الله عليه وسلم: «إنَّ من أفضَلِ أيامِكُم يومَ الجُمُعة؛ فأكْثِرُوا على مِن الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ».
دعاء ليلة النصف من شعبان
الدعاء من أفضل العبادات اليسيرة التي يمكن اغتنامها في ليلة النصف من شعبان والتي توافق ليلة الجمعة بما فيها مضاعفة للأجر والحسنات، وقد قَالَ النبي صل الله عليه وسلم: «إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ، فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ، خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلَا سَمَاءٍ، وَلَا أَرْضٍ، وَلَا رِيَاحٍ، وَلَا جِبَالٍ، وَلَا بَحْرٍ، إِلَّا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ»
ويمكنكم الاطلاع على دعاء ليلة النصف من شعبان ليكون شكل من أشكال كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان في المنزل، فالراغب في الزواج أو الذرية أو قضاء الحاجات أو تيسير الأمور أو فك الكرب وراحة القلب عليه بالدعاء والإلحاح مع اليقين وحسن الظن بالله.
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
كل ما أوضحناه كم عن كيفية الاحتفال بليلة النصف من شعبان يندرج في الاعمال الصالحة والاستزادة في الطاعات والصدقات والعبادات الخاصة لوجه الله تعالى، ولذلك فلا بأس من إحياء هذه الليلة بهذه الكيفية كما أعلنت دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية، مؤكدة أن الاحتفال ليلة النصف من شعبان ليس ببدعة وإنما هو قربة من الله من معاني قول الله "وذكرهم بأيام الله"، ومستشهدة بالحديث النبوي الوارد في فضل هذه الليلة، كقوله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا".