في يوم المرأة العالمي.. كيف صورها نجيب محفوظ في رواياته؟
يحتفي العالم اليوم 8 مارس بذكرى يوم المرأة العالمي، وذلك تقديرًا لها، وللأعمال التي تقدمها على كافة الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية، باعتبارها نصف الحياة، ولا يستطيع الرجل العيش بدونها.
في هذا الصدد، نجد الكثير من الأدباء يحتفين بالمرأة ويقدرونها في جميع أعمالهم، إلا أن نجيب محفوظ انفرد من بينهم ليكرم المرأة في حياته ويقدسها، ويبرزها في أعماله بشكل سلبي، وهذا ما يثير اندهاش معظم القراء.
علاقة وثيقة وخاصة.. هل كانت علاقة نجيب محفوظ بالمرأة كما يصورها في أعماله فعلًا؟
ساهمت المرأة في تشكيل أدب نجيب محفوظ، بل كانت من أبرز المؤثرات فيه، ولذلك فإنه صنعها في أعماله واتخذ منها موقفًا وسلوكًا على غير العادة، حيث احتفظ نجيب محفوظ باحترامه وتقديره لجميع نساء الأرض، وكانت والدته السبب الأول في ذلك، وعلى رغم ذلك فإن حياته لم تخلو من اللهو بها، حيث عاش فترة قبل زواجه ينظر إليها نظرة شهوانية بحتة، بعيدة عن المشاعر والعواطف، كذلك فإنه يصورها في بعض أعماله على أنها فتاة ليل، أو متفتحة لا تراعي الأخلاق ولا القيم من وجهة نظره.
ويرى نجيب محفوظ من خلال رواياته، أن السبب في سقوط أو أفضيلة المرأة إنما تنبع من البيئة المحيطة بها، وتتوقف على مدى تأثرها بالظروف، لأنها في الأول والأخير إنسانة ليست ملاكًا وليست شيطانًا، واستطاع أن يصورها بكل أحوالها، إلا أنها كانت في رواياته الأولى إنسانة سوية، لها من القيم ما لها، وهذا تجسيدًا لحياته مع والدته في ثلاثيتة، ويرى القارئ لرواية ميرامار، أن بطلتها قاومت كل الإغراءات التي تواجهها في حياتها، ومثلت بذلك رمزًا لكل نساء المجتمع المصري قبل تحولاته، وينتظر المجتمع كله أن تتحول لامرأة منحرفة.
وفي قصته حياة للغير، صور نجيب محفوظ الأم والزوجة الوفية المتمسكة بعادات وتقاليد المجتمع، كذلك كانت الأم والزوجة المتحررة في قصة قوس قزح، وتعد بطلة قصته جوار الله هي الصورة التي أبرز فيها المرأة على أنها عانس، وصورها بأنها خادمة باعت شرفها وجسدها من أجل المال في رواية القاهرة 30، وهي السمة التي اتصفت بها المرأة في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، كذلك وصفها بالبسالة عندما جسدها في صورة الأرملة الثرية في قصة حلم نصف الليل.