يومُ الجنرال الذَّهبي.. فخرُ كل مَصري
لا شك أن التاسع من مارس، يوم فريد، لا ينساه جنودنا الأبرار ولا أهل مصر على اختلاف مشاربهم، الشرفاء المدافعون عن الوطن والحامون لأرواح البلاد، يوم لم يمر مرور الكرام، فكل قائد أو جندي دافع وضحي بحياته زودًا عن الوطن وسلامة أراضيه لم ولن ينساه المصريون، ويعد «يوم الشهيد» من أعظم الأيام التي تكشف مدى تلك التضحيات الجمّة التي يقدمها رجال هذا الوطن.
فقد كتب الشهداء أسمائهم بحروف من نور في صفحات التاريخ، وسجلوا ملاحم يعجز العقل عن نسيانها بل وإدراك كم التضحية فيها، إذ أنه ليس هناك أغلى من الروح لتجود بها مقتنعًا بما تؤديه من واجب، وذلك لرفع راية مصر ضد أعدائها، معلنين وبصوت عالٍ، مصر حرة، فيوم الشهيد، من الأيام الذي لا يمكن لأي زوجه أو أم أن تنساه.. فهذا اليوم رغم أنه يتخلله مسحة حزن، إلا أنه يوم فخر وعزة وكرامة في كل منزل، وبين كل أسرة، ذاكرين ذويهم بكل عزة وفخر وشرف.
ولا يجب أن ننسى سبب اختيار هذا اليوم، الذي بدأته أحداثه حينما انسالت خيوط الشمس الأولي من صباح هذا اليوم لعام 1969 اليوم التالي لحرب الاستنزاف، حينما استيقظ الفريق عبدالمنعم رياض رئيس الأركان في ذلك الوقت، وتوجه إلى الجبهة ليرى نتائج الملحمة القتالية التي وقعت يوم أمس، بالإضافة لإعطائه تعليماته العسكرية لجنوده، ولم يهدأ له بال وقرر أن يزور أكثر المواقع التى لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على جسد العدو، إلا أنه في لحظة غدر، انهالت على الفريق نيران وقذائف العدو، دون سابق إنذار، فلم تقف ولو لوهلة، وبرغم بسالة جنودنا الأبرار استمرت الملحمة ساعة ونصف، وبعدها بطلقة غاشمة متسارعة، كتُبت شهادة وفاة الفريق عبد المنعم رياض.
وتأتي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، خلال الندوة التثقيفية الـ35 للقوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بـ "يوم الشهيد"، لتؤكد للجميع أن القيادة السياسية لا يمكن أن تنسي أبنائها في مثل هذا اليوم، كما أن كلمة الرئيس السيسي والتي أكد خلالها أن أسر الشهداء دفعوا ثمنا غاليا في تقديم أبنائهم فداء للوطن، كشفت مدي الصبر والعزيمة التي يتحلى بها أسر الشهداء، وحرص كل أم مصرية علي إعداد أبنائها للدفاع عن الوطن مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات .
علينا جميعا أن نعمل وبجد كلا منا في موقعة لنكمل مسيرة الشهداء في بناء الوطن ولنجعل رايه مصرنا الحبيبة عالية خفاقة بين الأمم، ولنكون خير سند ومعين للقيادة السياسية في تخطي الأزمات والوعكات التي تعرض لها الوطن نتيجة لمؤامرات تحاك به تهدف إلى إسقاطه في براثن الحرب والاقتتال، ولكن بفضل وعي المصريين وبوجود رجال أوفياء من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل لا يمكن أن يسقط هذا الوطن وسيظل متماسك أبد الدهر مهما كان حجم المؤامرات.