الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

روسيا على طريق تطبيق النموذج الصيني لإدارة لإنترنت

الأربعاء 09/مارس/2022 - 06:13 م

علي عكس نظائرهم الصينيين، المواطنون الروس، كثيرا ما استخدموا منصات التكنولوجيا الأمريكية مثل الفيسبوك وتويتر وجوجل، مع أن القيود الرقابية على استخدامها كانت موجودة. الحرب الروسية الأوكرانية زادت من عزلة روسيا في الأيام الأخيرة.

قبل أيام الحكومة الروسية حجبت الفيسبوك، وهذا بعدما حجمت الشبكة الاجتماعية من استخدام وسائل الإعلام الروسية لها. الفيسبوك ليست الشبكة الأكثر استخدامًا في روسيا، وهذا لا يقلل من أهمية دلالات الفعل نفسه. الواتساب والإنستجرام ما زالا مسموحين في روسيا، وهما الأكثر استخداما مقارنة مع الفيسبوك. شركة الاتصالات الروسية الرئيسة تضغط على جوجل، وقللت من وصول تويتر للمواطنين. حجب الاستخدام في روسيا لا يشكل خطرا وجوديا على الشركات الأمريكية، ولكنه بلا شك  سيساهم في إعادة تشكيل الإنترنت الذي نعرفه.

وفي الجهة المقابلة، الشركات الأمريكية تباعا بدأت بتعليق خدماتها وتواجدها في روسيا. أبل ومايكروسوفت وإنتل أوقفت مبيعاتها في روسيا. جوجل وتويتر ونتفلكس وسبوتيفاي هي الأخرى تبعت هذا التحرك. شركة Cognet وهي من أكبر شركات التواصل على الإنترنت، علقت وصول الشركات المزودة الروسية لخدماتها. عاصفة تقنية كبيرة تدفع روسيا بشدة نحو النموذج الصيني، وتشكل نقطة تحول في تعاطي روسيا مع الشركات التقنية.

السؤال الهام هنا هل تستطيع روسيا النجاة من دون الشركات التقنية الغربية؟

قضت الصين سنوات طويلة في بناء شبكتها، وفي تقليل الاعتماد على الشركات الغربية، وفي إحكام السيطرة على الإنترنت في البلاد. روسيا تحاول اتباع هذا النمط وهي في خضم حرب، وهذا هو الفرق الأساسي، ونجاحه عليه علامات استفهام كثيرة. المواطنون الروس يعتمدون كثيرا على الشركات التقنية الغربية، وفصلها قد يؤدي إلى اضطرابات وحركات احتجاجية داخلية في روسيا، إذ أن التغير كان مفاجئا للفرد الروسي على الأقل.

تمتلك روسيا بعض البدائل مثل محرك البحث الروسي Yandex وشبكة التواصل الاجتماعي VK. ومع ذلك، يبقى هذا أقل من تطور الشركات الصينية وفي خلق نظام تقني متكامل مستقل عن البلاد الغربية.

الحكومة الروسية أظهرت استعدادا للتخلص من سيطرة الشركات التقنية الغربية، إلا أن الأنظار تتوجه نحو استعداد الفرد الروسي لاتباع ذات النهج. خلال الأيام الأخيرة، نشط تنزيل برامج VPN في روسيا، وعدد التنزيلات ارتفع لأكثر من 1300٪. وهو ما يمكن اعتباره مؤشرا على احتجاج صامت شعبي تجاه كل ما يحصل هناك.

من الصعب توقع مدى نجاح النموذج الروسي في ظل تزايد انسحاب الشركات التقنية الغربية تباعا، آخذين بعين الاعتبار قلة جاهزية الجانب الروسي لهذا فعل بين يوم وليلة. الراجح أن هذه الانسحابات المكثفة ستدفع روسيا نحو اتباع خطى النموذج الصيني، وفي تزايد وتيرة الاستثمار نحو بناء حلول محلية تسهل الانتقال من نموذج إلى آخر. الاعتمادية على شركات تقنية ما في لحظة من الزمن كان سلاح ضغط قوي على روسيا، وهو ما سيدفعها نحو إيجاد حلول حقيقية لتوجهات لها تأثيرها اقتصاديا ومجتمعيا. ما تخبره الأحداث الحالية أن الستارة الحديدية الروسية ستسدل قريبا على الإنترنت في البلاد، وستعيد رسم شكل الإنترنت الذي نعرفه، وسيرمي أسئلة كثيرة في وجه دول أخرى من العالم الكبير. هل دولة ما قادرة على التعامل مع ذات الضغوط في ظروف حساسة كتلك التي تعاصرها روسيا؟ الاحتمالات مفتوحة، والاعتمادية على شركات بعينها بات يعني أكثر مما يمكن تحمله، وقد تكون الفاصل بين حال وحال.

تابع مواقعنا