سفير روسيا بالقاهرة: الغرب لم يتحدث عندما قُتل العرب بالعراق.. ولو قاطعونا اقتصاديًا فلدينا تعاون مع الصين ومصر.. وإعلامهم خبير في الكذب | حوار
- نظام كييف قرر أن يكون خادمًا للولايات المتحدة الأمريكية
- اتصال بوتين والسيسي ناقش إمكانيات التعاون في توريد القمح الروسي لمصر
- العلاقات المصرية الروسية لها جذور كبيرة ولدينا آفاق واسعة للتعاون
- الغرب لم يهتم بمقتل أي شخص عربي في العراق وليبيا ويتباكون الآن على أوكرانيا
- روسيا تعوّدت على العقوبات الغربية لكنهم وأمريكا سيدفعون الثمن غاليًا
- سنتعاون مع دول أخرى مثل الصين والهند ومصر
- الوساطة الإسرائيلية لا تهمنا وليس محوريًا لنا أن يكون هناك وسيط بيننا وأوكرانيا
كشف جيورجي بوريسينكو، سفير روسيا في مصر، أبرز تطورات العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، ومدى تأثير العقوبات الأمريكية والغربية في روسيا، وإمكانية استخدام روسيا السلاح النووي خلال الأيام المقبلة.
وخلال حواره مع «القاهرة 24»؛ تحدث السفير الروسي عن تطورات العملية التفاوضية بين روسيا وأوكرانيا، ومصير الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، ومحاولة إسرائيل للتوسط بين روسيا وأوكرانيا.
وإلى نص الحوار..
هل تعتقد أن قرار الحرب هو القرار الأمثل بالنسبة لروسيا؟
روسيا لم ترغب في بدء حرب بل ترغب في إنهاء الحرب، لأن كييف هي مَن بدأت الحرب منذ 8 سنوات في فبراير 2014، عندما اعتلى القوميون عرش أوكرانيا وأول خطوة اتخذوها هي منع استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا.
وبعد ذلك رفض العديد من الأشخاص في دونباس بشرق أوكرانيا هذا القرار، وأكدوا أنهم لن يتوقفوا عن استخدام لغتهم الأصلية وفي النهاية طالبوا بالاستقلال؛ ولكن نظام كييف أطلق النار عليهم وقتلهم وقصفهم، ومنذ 8 سنوات يعيشون في القبو لأنهم في مرمى النيران دائمًا من القوات الأوكرانية؛ وبالتالي الهدف الرئيس لروسيا هو إنهاء هذه الحرب التي بدأها نظام كييف ضد دونباس.
هناك عديد من الانتقادات الموجهة للجانب الروسي حول أحوال المدنيين في أوكرانيا.. فما تعليقك؟
للأسف، جميع هذه الصور والمشاهد قادمة من الإعلام الغربي وعلى مدار السنوات الثمانية التي تم إطلاق فيها حرب على إقليم دونباس من قبل نظام كييف، لم يعطِ أي شخص اهتمامًا لما يحدث، ولم يهتم أي شخص بقتل الروس في هذا الإقليم.
كما لم يأبَ أي شخص من الغرب بقتل العرب في العراق أثناء الغزو الأمريكي أو في ليبيا، والعرب يتم قتلهم ولم يتحدثوا إلى الآن عندما نتحدث عن أناس تابعين للغرب أو قرروا أن يكونوا خدامًا للولايات المتحدة وأقصد هنا نظام كييف، ولكن خلال هذه السنوات يعيش أطفال دونباس في القبو.
وهناك مئات الآلاف من اللاجئين القادمين من دونباس يعيشون على الأراضي الروسية الذين تركوا البلاد في شهر فبراير، عندما بدأ القصف يحتد على يد الرئيس زيلينسكي.
هل تعتقد أن العقوبات الغربية الاقتصادية ستتوقف أو ستغير مصير الحرب؟
روسيا تعيش تحت وطأة العقوبات التي يفرضها الغرب عليها منذ أكثر من مئة عام، وخلال الثورة الروسية في 1917 منذ مئات الأعوام نعيش تحت وطأة العقوبات؛ وبالتالي تعوّدنا على ذلك، وبالفعل القيود الأخيرة ثقيلة، وقد تؤدي إلى ضربة في الاقتصاد الروسي ولكن في الوقت نفسه، فإن الدول الغربية والولايات المتحدة وأوروبا على وجه الخصوص سيدفعون ثمنًا غاليًا من هذه العقوبات.
ونرى الآن ارتفاع أسعار في الولايات المتحدة ونرى أيضًا أنه إذا لم يكن هناك غاز روسي في أوروبا، فلن تكون هناك تدفئة في المنازل الأوروبية أو وقود للشركات؛ وبالتالي ستكون هناك كارثة حقيقية للاقتصاد الأوروبي، وما نراه الآن أن العقوبات الاستفزازية التي تفرضها أمريكا على روسيا تؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية جديدة.
هل تضغط العقوبات الاقتصادية على الشعب الروسي في ظل وجود تظاهرات ببعض الشوارع؟
منذ أعوام عديدة قال الأمريكان إنهم لن يؤذوا الشعب الروسي، وأن كل ما يرغبون فيه الضغط على الحكومة الروسية لتغيير سياساتها؛ ولكن الآن ما يفعله الأمريكان أنهم يرغبون في إيذاء الشعب الروسي؛ وهو ما يقولونه بمنتهى الصراحة وليس فقط الحكومة أو الرئيس بوتين.
هذه العقوبات تؤدي إلى نتائج غير جيدة، فهناك عديد من الرياضيين الروس ولاعبو كرة القدم غير مسرورين من قرارات الفيفا، ولكن الفيفا تحت تأثير كامل من الغرب مثل عديد من المؤسسات الأخرى؛ لذلك يجب تغيير هذا النظام، وألا تكون هذه المنظمات تحت تأثير جانب واحد صغير من العالم، فالولايات المتحدة وكندا والدول الأوروبية ليسوا وحدهم العالم فهناك قارات أخرى، هناك إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية؛ ولكن صوتهم غير مسموع لأن الغرب هو فقط مَن يملك الكلمة الأخيرة وهذا غير عادل.
هم يرغبون في إيذاء الشعب الروسي، ولكن هناك تداعيات اقتصادية وسنشعر بها وتكون مؤلمة لنا؛ ولكن روسيا كانت مستعدة لهذه العقوبات فعلى سبيل المثال فيزا وماستركارد أوقفت تعاملها في روسيا؛ ولكن روسيا تمتلك بالفعل نظامها البنكي وخدمات الرسائل وغيره؛ لذلك كل هذه الكروت تواصل العمل في روسيا لأننا نملك نظامنا المستقل وهذه الأنظمة مُستخدمة في عديد من الدول المجاورة لروسيا، وأتمنى أن تكون مستخدمة في عدد أكبر من الدول مثل مصر وغيرها من الدول.
كما أننا نملك القدرة على التنوع الاقتصادي، فلو كانت الدول الغربية لا ترغب في التعاون مع روسيا فنتعاون مع دول أخرى مثل الصين والهند ومصر والعديد من الشركاء الآخرين.
وعندما أقدمت الولايات المتحدة على فرض عقوبات على روسيا خصوصًا خلال أزمة شبه جزيرة القرم، حيث إن هذه العقوبات أدّت إلى انتعاش في الزراعة على سبيل المثال، ومنذ ذلك الحين نرى الزراعة الروسية في تقدم مستمر، وأنا متأكد أننا سنتغلب عليها، وسنصبح أكثر قوة مما كُنا بعد عقوبات 2014.
الجميع الآن يتحدث عن احتمال اندلاع حرب نووية.. برأيك ما تداعياتها؟
الرئيس بوتين لم يقُل إنه سيستخدم أسلحة نووية بل أشار إلى أسلحة الردع الروسية النووية التي تم وضعها في حالة تأهب كبرى، وهو قال ذلك بعد تصريحات من الغرب خصوصًا من بريطانيا التي قالت إنها ستدمر روسيا؛ وهو ما مثّل تهديدًا واضحًا لنا؛ وبالتالي ستكون هناك ردود على هذه المحاولات.
ولكن بالطبع الحرب النووية ستعني تدمير العالم أجمع، ونعتقد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن خبير سياسي ويفهم الوضع، إلا أننا غير واثقين من أن سياسيي الاتحاد الأوروبي يتفهمون هذا الوضع، ولكننا نأمل في أن الرئيس بايدن يفهم ذلك ويطلق سياسة حكيمة في هذا الموقف.
البعض يتحدث عن تغيير في القوى العالمية وأن زمن أمريكا ولَّى.. ما رأيك في ذلك؟
نرى أن نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في العالم يتراجع ورأينا ذلك في أفغانستان عندما غادر الأمريكان البلاد، ولكن الولايات المتحدة تحاول جاهدةً العودة إلى نفوذها، وتحاول أخذ أوكرانيا في صفها وضمها للناتو، فالأمريكيون يرغبون في وضع الصواريخ النووية على الأراضي الأوكرانية؛ ولكن الصواريخ الأمريكية الباليستية في شرق أوكرانيا أوقفتها قبل 5 دقائق من الوصول إلى موسكو، فبالتالي كان تهديدًا وجوديًا لروسيا.
نتفهم أن الولايات المتحدة تحاول وضع الأمن الروسي في خطر لأنهم غير مسرورين من السياسة الروسية، حيث إن روسيا تهدد السيطرة الأمريكية على العالم، وروسيا لن تطيع أوامرهم القادمة من واشنطن، كما أن الصين والعديد من الدول لديها سيادة وهو الوضع الذي لا يعجبهم، حيث إنهم يرغبون في إبقاء العالم تحت قيادتهم، وهذا الوقت قد ولّى والعالم الآن سيأخذ قراراته من نفسه.
كيف تنظرون للعلاقات المصرية الروسية خاصة في ظل العملية العسكرية ضد أوكرانيا؟
إنَّ الاتصال الذي جرى بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس فلاديمير بوتين كان وديًا، وناقشا خلاله الوضع في أوكرانيا، وعرض خلالها الرئيس بوتين الصورة الحقيقية للوضع على الرئيس السيسي والأسباب التي جعلت روسيا تبدأ هذه العملية العسكرية، حيث إنها كانت مهمة للغاية لإنقاذ دونباس؛ ولذلك كان من المهم نزع السلاح من أوكرانيا كي لا يتمكنوا مرة أخرى من إطلاق النيران على دونباس، حيث إن أوكرانيا في الوقت الجاري تحت تأثير قوميين موالين للنازية.
كما أن الاتصال ناقش إمكانيات التعاون بين مصر وروسيا في مختلف المجالات من بينها الزراعة مثل توريد القمح الروسي لمصر، وروسيا مستعدة لمواصلة ذلك، وزيادة معدلات التوريد.
ونعرف أن متخصصين روس يشرفون على أول محطة للطاقة النووية في منطقة الضبعة المصرية؛ وبالتالي يمكننا الجزم بأن العلاقات المصرية الروسية لها جذور كبيرة، ولدينا آفاق واسعة للتعاون، وروسيا مستعدة لتعزيز التعاون على المستوى الاقتصادي والسياسي وأي نوع آخر من التعاون.
ماذا عن وضع الجالية الروسية التي تعيش في مصر؟
للأسف سمعنا عن بعض الحوادث في المنتجعات المصرية بين الروس والأوكران الذين جاءوا إلى مصر لقضاء العطلة على الشاطئ، وهناك العديد من السياح الروس جاءوا إلى هنا لقضاء إجازتهم خلال الأشهر الماضية؛ ولكن العديد منهم اضطر للمغادرة بسبب العقوبات المفروضة على الرحلات الجوية الروسية التي تم فرضها من قبل الدول الغربية.
ونأمل في أن يتم حل هذه المشكلة في الوقت القريب، ولدينا طائراتنا الخاصة وفي الوقت المقبل أنا واثق أننا سنرى أعدادًا أكبر من الطائرات المصنوعة في روسيا سنستخدمها للسفر إلى عديد من الدول من بينها مصر للمساعدة على زيادة أعداد السياح القادمين إلى مصر.
متى ستتوقف الحرب الجارية الآن؟
لا أستطيع الجزم بذلك لأني لست عسكريًا؛ ولكن كل ما أستطيع أن أقوله هو أن العملية العسكرية القائمة من أجل إنقاذ دونباس من القصف، فليس هناك خطة لهذا الهجوم العسكري، فالخط الأمامي لا يزال قريبًا للغاية من دونيتسك وهجوم من الجانب الأوكراني ومن المهم إتمام عملية نزع السلاح من أوكرانيا التي يتم استخدامها في تفجير وقصف دونباس الذي يطلقها القادة الحكيمة جدًا في غرب أوكرانيا.
هل تعتقد أن كل ما يحدث كان خطة غربية لاستفزاز روسيا؟
لقد مرَّ 30 عامًا على استقلال أوكرانيا خصوصًا بعد الانقلاب 2014، ومنذ ذلك الحين والغرب يحاول استغلال أوكرانيا ضد روسيا، حيث إن روسيا وأوكرانيا كانتا نفس الشيء، حيث إن كييف كانت عاصمة روسيا.
الولايات المتحدة لا تهتم بأوكرانيا بعينها أو الأوكران، وكل ما يهتمون به هو استخدامها ضد روسيا لوضع روسيا في خطر وإيذائها لأنه كما قلت روسيا ستؤثر في السيطرة الأمريكية في العالم؛ لأننا غير مستعدين للخضوع لأمريكا، ولذلك يستخدمون أوكرانيا أداةً لمحاربة روسيا.
هل تعتقد أن الرئيس زيلينسكي سيكون له مستقبل في أوكرانيا حتى بعد انتهاء الحرب؟
الشعب الأوكراني هو مَن سيقرر مَن سيكون حاكمه، ولكن أعتقد أن الرئيس زيلينسكي خذل شعبه، ففي 2019 تعهد بوقف الحرب في دونباس وسيحمي اللغة الروسية والجميع صدّقه؛ ولكنه لم يحقق وعده بل قوّى من الحرب في هذه المنطقة، ولم يحمِ اللغة الروسية بل منعها تمامًا وخذل الشعب بل خان عرقه، حيث إنه يهودي، لكنه انخرط تحت أفكار النازية التي قتلت اليهود، وأصبح مجرد لعبة نازية، والشعب الأوكراني هو مَن سيقرر.
هل تعتقد أن الغرب نجح في استفزاز روسيا كي يتمكنوا من تطويقها؟
بالطبع، يرغب الناتو في الاقتراب من روسيا، وبالفعل نجحوا في ذلك وإدخال أوكرانيا في ذلك، ففي ديسمبر 2021 عرضنا على الولايات المتحدة والناتو توقيع اتفاقيات تنص على أنهم لن يتوسعوا في الشرق، ولكنهم رفضوا إعطاء أي ضمانات على عدم وضع صواريخهم بالقرب مِنا على الرغم من أن أوكرانيا لا تزال دولة غير تابعة للناتو، وأخيرًا في 19 فبراير قال زيلينسكي إنه سيقدم على امتلاك أسلحة نووية، وهذا كان الخط الأحمر الذي تعداه، فمن الواضح أنها كانت نية لاستخدام النووي ضد روسيا؛ ولذلك كان ينبغي أن نتحرك لحماية الوضع.
إسرائيل تحاول لعب دور الوساطة في الأزمة الروسية الأوكرانية.. هل ستنجح؟
ليس محوريًا بالنسبة لنا أن يكون هناك أي وسيط بيننا وبين أوكرانيا، فنحن نتحدث الروسية عينها والرئيس زيلينسكي هو فتى الاتحاد السوفيتي واللغة الروسية هي لغته الأم، ولا يزال يصعب عليه التحدث باللغة الأوكرانية، ونقدر محاولات الوساطة، ولكنها غير مهمة لنا، فالمشكلة الكبرى لنا هو أن نظام كييف لا يزال غير مستعد للتفاوض بجدية.
كيف ترون المفاوضات الجارية الآن بين روسيا وأوكرانيا؟
في الوقت الجاري يتحدث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع وزير خارجية أوكرانيا كوليبا؛ ولكن حتى الآن نرى أن نظام كييف ليس على عجالة من أمره لإيجاد حلول سلمية لهذا الموقف، فهم يلعبون على عنصر الوقت، ويتخذون جميع تعليماتهم من الغرب لذلك هم يستخدمون أخبارًا مزيفة، على سبيل المثال أن روسيا تستهدف الأطفال وغيره وهي صور قديمة للحرب في دونباس.
الرئيس زيلينسكي قال أمس إن القوات الروسية ضربت مستشفيات أطفال في ماريوبول التي لم يتم تحريرها حتى الآن؛ لأن هناك قوميين يقاومون، ولكن الرئيس زيلينسكي قال أمس إن روسيا تقصف المستشفيات وممثل روسيا في الأمم المتحدة قال إن القوميين الأوكران يستخدمون المدنيين كحائط دفاع لهم؛ وهو ما قاله ممثلونا في الأمم المتحدة.
ولكن ما يقوله الرئيس زيلينسكي الآن بأن روسيا تقصف المستشفيات هي أخبار مزيفة وأكاذيب، لأنه لا يوجد أطفال أو مدنيون أوكران هناك، وهناك العديد من الأنباء المزيفة التي يتم نشرها من قبل إعلام نظام كييف والإعلام الغربي الذي ينشر هذه المعلومات الخاطئة من خلال الصحف الأمريكية والبريطانية، فهم خبراء في نشر الأخبار الكاذبة، ونطمح في أن أصدقاءنا المصريين لا يصدقون هذه البروباجندا الغربية.