فلسطين والشعر.. محمد الحريري يرثي لحال القدس
تناول الكثير من الشعراء القضية الفلسطينة واحتلال القدس في شعرهم، حيث نددوا بالاحتلال وأدانوه، في الكثير من أشعارهم.
الشاعر محمد الحريري واحد ممن تناولوا القضية الفلسطينية في قصيدة له بعنوان القدس المحتلة، حيث يتحسر على ضياع فلسطين واحتلال القدس.
قصيدة محمد الحريري
انهل على غدر الليالي واشرب
لم تبقَ مأساة ولم تتصبب
أضحت كوارثنا معتقة الأسى
لا تحتسى إلى بكأس معذب
أدر المصائب يا زمان وصبها
فقلوبنا لولا الأسى لم تخضب
سرنا مع البأساء لم نتعب سرى
ونهيب من بأسائنا إن تتعب
وعلى ظلام لحاظنا صرخ الضحى
غربت فلسطين فيا شمس اغربي
إنا على عض الكوارث صبر
وعلى انتظار للكوارث أصلب
لا نطق بعد اليوم إلا للظى
فلتنطق النيران أو فلتكتبِ
ماذا وأرض الطهر يعلوها الخنى
وتدوسها قدم اليهود النهب
من بعدها صلى بها عمر التقي
وسرى على أندائها نفس النبي
ماذا ونحن على الموائد عُكّف
ونلهو ونلعب بالزمان الأجربِ
ورق الفداء على الأكف نديره
للاعبين بنا وإن لم نكسب
وهناك خلف الأفق تلهث نجمة
هي شهقة القدس الخصيب المنكب
قد دنستها طغمة ممجوجة
هبطت عليها من جحيم المغرب
متهافتين على انتهاب أريجها
نهب اللصوص خبيء كنز مذهب
البرتقالة كيف تسلم نفسها
وقد استبتها راحة لم تتعب
هذ مرابعنا اشتعال دائم
فالقدس نيران إن لم تلهب
معلومات عن الشاعر محمد الحريري
والشاعر محمد الحريري من مواليد 1922 في حماة بسوريا، وأصل الأسرة من قرية بصر الحرير الواقعة في حوران، تخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية، وتخرج فيها سنة 1951، ثم عمل معلمًا للغة العربية في المدارس الثانوية بدمشق، فمحررًا بمجلة المعلم العربي، نوع في شعره بين الشعر العمودي وشعر التفعلية، وجمعت أشعاره في ديوان صدر عن اتحاد الكتاب العرب وصدر عن اتحد الكتاب العرب.