وفقا لدار الإفتاء المصرية..
حكم صيام النصف من شعبان.. جائز دون كراهة لهذه الأسباب
صيام النصف من شعبان هو موضع بحث العديد من المسلمين في هذه الآونة خاصًة مع اقتراب موعد ليلة النصف من شعبان 2022، ولذلك يتساءل البعض هل يجوز صيام النصف من شعبان؟ وهل صيام ذلك اليوم وارد في السنة النبوية أم أنه بدعة مضللة؟ وإذا ما كان يجوز صيام النصف من شعبان فهل يكون يوم 14 شعبان أم 15 شعبان؟
صيام النصف من شعبان
اختلفت آراء جمهور أهل العلم في حكم صيام النصف من شعبان فمنهم من أنكر صيام ذلك اليوم لعدم وجود ما يثبت في السنة النبوية صيام رسول الله صل الله عليه وسلم ليلة النصف من شعبان، بينما ذهب آخرون على جواز صيام ليلة 15 شعبان باعتبارها ليلة مباركة واحدة من ليالي شهر شعبان ذلك الشهر الذي يصوم رسول الله أكثر أيامه، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيته صلى الله عليه وسلم أكثر صياما منه في شعبان".
ومن جانبها أعلنت دار الإفتاء المصرية في منشور لها على صفحتها الشخصية بموقع فيس بوك جواز صيام النصف من شعبان، مستدله بذلك على أن صيام التطوع جائز في كل أوقات العام عدا الأيام المنهي عن الصوم فيها مثل عيد الفطر وعيد الأضحى.
وبالحديث عن صيام النصف من شعبان لا بد من التنويه بموعد هذه الليلة المباركة والتي تحل علينا يوم الجمعة المقبلة 15 شعبان 1443، وبالتاريخ الميلادي 18 مارس 2022، على أن تبدأ الليلة بعد غروب شمس يوم الخميس 14 شعبان، و17 مارس، حتى فجر اليوم التالي.
متى نصوم ليلة النصف من شعبان
يتساءل الكثير من المسلمين متى نصوم ليلة النصف من شعبان، حيث تبدأ هذه الليلة بعد صلاة المغرب ليوم الخميس الموافق 14 شعبان حتى فجر يوم الجمعة الموافق 15 شعبان، وبالتالي سيكون موعد صيام النصف من شعبان هو يوم الجمعة 18 مارس 2022 ميلادي.
وقد أكدت دار الإفتاء المصرية جواز إفراد يوم الجمعة بالصيام إذا ما وافق إحدى الأيام المباركة مثل ليلة النصف من شعبان، وإن كان من المستحب بدء صيام الأيام البيض وهي الأيام القمرية المتمثلة في يوم 13 ويوم 14 ويوم 15 شعبان، وبذلك يبدأ الصيام من يوم الأربعاء حتى الجمعة، ومن لم يستطع صيام الثلاثة أيام فلا بأس من إفراد يوم الجمعة وحده بالصيام.
وبالحديث عن صيام النصف من شعبان، لا بد من التنويه أيضا بفضل صيام الأيام البيض التي يقترب موعدها وعن فضلها المؤكد في السنة النبوية ما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم أخبره قائلا: "وإن بحسبك ان تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله".
حكم صيام النصف من شعبان
وردت بعض الأحاديث النبوية الضعيفة عن فضل ليلة النصف من شعبان مثل ما روي عن علي بن أبي طالب قال رسول الله صل الله عليه وسلم": إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه الا مبتلى فأعافيه الا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر".
ويرى بعض علماء الدين أن هذا الحديث ضعيف ولا يعمل به وإنما لم ترد في السنة النبوية الصحيحة ما يخص ليلة النصف من شعبان بالصيام أو القيام، وبالتالي سيكون صيامها من البدع مستدلين بقولهم على الحديث النبوي الصحيح عن أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان" وبناء على هذا الحديث فهناك نهي لمن يبدأ الصوم بانتصاف شعبان، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة.
وفي المقابل يرى آخرون من أهل العلم أن صيام النصف من شعبان مستحب ولا كراهة فيه لما في هذه الليلة من بركات ونفحات ينبغي على المسلم اغتنامها بالصيام والقيام والاستزادة من الطاعات، كما إنه لا بأس من تخصيص بعض الأزمنة ببعض الأعمال الصالحة مع المداومة عليها ما لم يعتقد فاعل ذلك أنه واجب شرعي يأثم تاركه، وهذا هو القول الأرجح لدار الإفتاء المصرية فيما يتعلق بحكم صيام النصف من شعبان.
ما صحة صيام ليلة النصف من شعبان
من ضمن الأسئلة التي تشغل بال الكثير من المسلمين هو تساؤلهم عن صحة صيام ليلة النصف من شعبان، خاصة وأن الأحاديث النبوية الواردة في صيام هذه الليلة أحاديث ضعيفة، ولذلك لا بد من التنويه بأن الكثير من الفقهاء يعملون بالأحاديث النبوية الضعيفة من باب فضائل الأعمال بشرط أن يكون الضعف غير شديد، وأن يكون له أصل يندرج تحته، وأن يكون العمل به في المواعظ والقصص والترغيب والترهيب، ولا يعمل به في الأحكام، وألا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط.
وبناء على ذلك فلا كراهة في صيام النصف من شعبان بل يستحب صيام وقيام تلك الليلة المباركة، وإيصالها بالأيام البيض مع إمكانية الجمع بين نيتين عند صيام النصف من شعبان نية قضاء ما فات من أيام رمضان الماضي، وهي النية الأقوى ونية صيام النصف من شعبان.
وعن فضل صيام شهر شعبان بأكمله، روي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لَمْ أَرَكَ تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلِكَ شَهْرٌ يغفل الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضان، وهو شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى رب العالمين؛ فأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائمٌ» رواه النسائي، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنه شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ، وأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائمٌ».