عماد الدين أديب: عدم نجاح الهجوم الخاطف ضد أوكرانيا تحول لحرب استنزاف طويلة على روسيا
قال المفكر والكاتب عماد الدين أديب إن الصراع القائم حاليًا يبدو كأنه صراع مسرح عملياته الأراضي الأوكرانية، ولكن ما يجري هو صراع كوني من أجل إعادة التوازن العالمي وتحديد من يدير العالم حاليًا، موضحًا: "نحن في عالم تتشارك فيه قوى صاعدة مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي بجانب أمريكا، وكل طرف يحاول إثبات قوته من خلال قدرته على التأثير العالمي".
وتابع أديب، خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج "الحكاية"، مساء اليوم الإثنين، أن هناك تقديرا خاطئا للموقف من قبل كل الأطراف الضالعة في الأزمة، موضحًا أن الرئيس الروسي بوتين قام بالحرب على أوكرانيا وكان يعتقد أنه باستطاعته إنهاء تلك الحرب بعملية عسكرية خاطفة، ولكن تحولت إلى حرب مدن بعد رفض الرئيس الأوكراني للمخرج الآمن الذي عُرض عليه بعد 48 ساعة من العملية العسكرية الروسية، بجانب المقاومة التي أبداها الشعب الأوكراني في الدفاع عن أرضه.
حرب استنزاف طويلة
وأوضح الكاتب عماد الدين أديب، أن روسيا لديها خبرة في إدارة حروب المدن من خلال الاعتماد على عزل ومحاصرة المدن تم ضرب الأهداف الاستراتيجية بها كالمطارات والموانئ والضغط على نظامها الحاكم للاستسلام، مؤكدًا: “عدم نجاح الحرب الخاطفة على أوكرانيا أن تتحول لحرب استنزاف طويلة، وهذا قمة المبتغى لدى الأمريكان من الحرب الأوكرانية بهدف استنزاف روسيا والصين اقتصاديًا”.
مخاوف من حرب إقليمية شاملة
وأشار الكاتب الصحفي عماد الدين أديب إلى أن هناك ارتباكا لدى بوتين والغرب بأن تتحول الحرب الروسية الأوكرانية لحرب إقليمية شاملة ولكن إذا انكسرت كييف بعد عزلها وحصارها من القوات الروسية سيحدث تحول استراتيجي على مسرح العمليات، متابعًا: "بوتين ضابط مخابرات سابق ويدرك مدى ضعف الاتحاد الأوربي وأمريكا الحالي ويفرض معادلات جديدة خلال حربه، حيث إن روسيا ثاني قوة عسكرية في العالم ودولة عظمى في احتياطات الذهب والنفط والغاز وحينما تحاول محاصرتها أو معاقبتها فإنك تحاصر وتعاقب العالم".
نصف ترليون دولار خسائر غير مباشرة
وأكمل عماد الدين أديب: "العالم يتكبد نصف تريليون دولار خسائر غير مباشرة جراء الحرب الروسية الأوكرانية في قطاعات التجارة السياحة والنقل وسيدفع ثمنها الصغار، مؤكدًا: "ما يحدث هو صراع كوني لا ناقة لنا فيه ولا جمل ولم نصنعه بأيدنا، ونحن من سيدفع ثمنها، وسوف نشارك فقط في تحمل تداعياتها السلبية".