الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أصوات شعرية | علي محمود طه.. الملاح التائه وكاتب الجندول والرومانسية

الشاعر علي محمود
ثقافة
الشاعر علي محمود طه
الخميس 17/مارس/2022 - 10:39 م

علي محمود طه، المنصوري الذي نضحت الرومانسية من شعره ومن كتاباته، شاعر الجندول الذي أثرت الطبيعة على شعره، كتب عن الطبيعة وأبدع وتفرد في الكتابة عن المرأة.

يعد الشاعر علي محمود طه من أبرز وأهم الشعراء في العصر الحديث، كما يعتبر علمًا من أعلام مدرسة أبوللو الشعرية، ورمزًا من رموز الرومانسية فيها.

كانت قصيدة الجندول سببًا في شهرته، وهي القصيدة التي غناها موسيقار الأجيال المطرب محمد عبد الوهاب، وتعد من أروع القصائد الرومانسية في العصر الحديث.

كتب علي محمود طه الشعر بكل حب وحيوية، كتب عن الوطن والتصاقه به، كما كتب عن الجمال والحياة، كتب عن الخوف من المصير والمجهول الخفي، وكتب عن وحشته، وتعدد في أصناف الشعر من الغزل والتأمل وشعر الفلسفة والرثاء، ومن شعره تُستخلص حكم ونصائح وعِظات.


كتب الشاعر علي محمود طه عددًا من الدواوين والقصائد من أبرزها: ديوان الملاح التائه، وديوان الشوق العائد، وديوان أرواح وأشباح، وديوان الوحي الخالد، وديوان فلسطين، وديوان ليالي الملاح التائه، وديوان ليالي الشاعر، وديوان شرق وغرب، وديوان أغنية الرياح الأربعة، وديوان زهر وخمر.

ودع الليلة تمضي.. قصيدة الملاح التائه


أيّها الملاح قم واطو الشّراعا
لم نطوي لجّة اللّيل سراعا
جدّف الآن بنا في هينة
وجهة الشّاطئ سيرا واتّباعا
فغدا يا صاحبي تأخذنا
موجة الأيّام قذفا واندفاعا
عبثا تقفو خطا الماضي الذي
خلت أنّ البحر واراه ابتلاعا
لم يكن غير أويقات هوى
وقفت عن دورة الدّهر انقطاعا
فتمهّل تسعد الرّوح بما
وهمت أو تطرب النّفس سماعا
ودع اللّيلة تمضي إنّها
لم تكن أوّل ما ولّى وضاعا
سوف يبدو الفجر في آثارها
ثمّ يمضي في دواليك تباعا
هذه الأرض انتشت ممّا بها
فغّفت تحلم بالخلد خداعا
قد طواها اللّيل حتى أوشكت
من عميق الصّمت فيه أن تراعا
إنه الصّمت الذي في طيّه
أسفر المجهول والمستور ذاعا
سمعت فيه هتاف المنتهى
من وراء الغيب يقريها الوداعا
أيّها الأحياء غنّوا واطربوا
و انهبوا من غفلات الدّهر ساعا
آه ما أروعها من ليلة
فاض في أرجائها السّحر وشاعا
نفخ الحبّ بها من روحه
ورمى عن سرّها الخافي القناعا
وجلا من صور الحسن لنا
عبقريّا لبق الفنّ صناعا
نفحات رقص البحر لها
وهفا النّجم خفوقا والتماعا
وسرى من جانب الأرض صدى
حرّك العشب حنانا واليراعا
بعث الأحلام من هجتها
كسرايا الطّير نفّرن ارتياعا
قمن بالشّاطئ من وادي الهوى
بنشيد الحبّ يهتفن ابتداعا
أيّها الهاجر عزّ الملتقى
وأذبت القلب صدّا وامتناعا
أدرك التائه في بحر الهوى
قبل أن يقتله الموج صراعا
وارع في الدّنيا طريدا شاردا
عنه ضاقت رقعة الأرض اتّساعا
ضلّ في اللّيل سراه، ومضى
لا يرى في أفق منه شعاعا
يجتوي اللاّفح من حرقته
وعذاب يشعل الرّوح التياعا
والأسى الخالد من ماض عفا
والهوى الثّائر في قلب تداعى
فاجعل البحر أمانا حوله
واملأ السّهل سلاما واليفاعا
وامسح الآن على آلامه
بيد الرّفق التي تمحو الدّماعا
وقد الفلك إلى برّ الرّضى
وانشر الحبّ على الفلك شراعا

تابع مواقعنا