الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في اليوم العالمي للشعر.. كيف رد الأصمعي اعتبار الشعراء بقصيدة صوت صفير البلبل؟

الشاعر الأصمعي
ثقافة
الشاعر الأصمعي
الإثنين 21/مارس/2022 - 11:15 ص

تحل اليوم 21 مارس، ذكرى اليوم العالمي للشعر، وهو اليوم الذي أقرته منظمة اليونسكو للاحتفال بالشعر والشعراء وإسهاماتهم في إثراء الثقافة والشعر في مختلف دول العالم.

وتعددت المراحل التي مرّ بها الشعر العربي، منذ العصر الجاهلي، وعصر صدر الإسلام، يليه الشعر الأموي، ثم الشعر العباسي، وفي الأخير ازدهرت حركة الشعر ونمت مع توسع الدولة الإسلامية.

ومن أبرز الشعراء في هذه الحقبة، الشاعر الأصمعي، الذي نفذ حيلة غريبة لردّ اعتبار الشعراء بعد أن أهان شعرهم الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، حيث حضر إليه ملثمًا ليلقي عليه قصيدة صوت صفير البلبل التي تُنسب إليه، ويتحير بعدها الخليفة من نظمها وعدم حفظه لها، وقد كان بارعًا في حفظ القصيدة من أول مرة.

وحضر الشعراء في مجلس الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ليقرأوا عليه أشعارهم التي وعدهم بجائزة لها إن كانت من نظمهم، وسيعطيهم عليها بملء ما كُتبت عليه ذهبًا، ولكنه أخلف وعده لهم واستعمل حيلته التي كشفها الأصمعي.

صوت صفير البلبل.. القصيدة التي حيرت الخليفة أبي جعفر المنصور

وكان لأبي جعفر المنصور جارية وغلام، كان الغلام يحفظ القصيدة من مرتين، وكانت الجارية تحفظها من ثلاث، وكان أبو جعفر المنصور يحفظها من مرةٍ واحدة، فلما دخل عليه الأصمعي وأنشده قصيدته، لم يستطع أن يحفظها، واضطر أن يعطي له المال، وكان الأصمعي ملثمًا لم يعرفه الخليفة، فلما كشفه قال له: أعِدْ المال يا أصمعي، فردّ عليه قائلًا: أعده بشرط أن تعطي الشعراء المال على قولهم ومنقولهم، فقال له: لك ما تريد.

وكانت كلمات قصيدة صوت صفير البلبل غير مستساغة للقارئ، ولا يقدر أن يحفظها السامع من أول مرة، ولكنها كانت خدعة الأصمعي للخليفة حتى يعطي للشعراء المال، ويقول الأصمعي فيها:

صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ
هَيَّجَ قَلبِي التَمِلِ
الماءُ وَالزَهرُ مَعًا
مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ
وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِي
وَسَيِّدِي وَمَولى لِي
فَكَم فَكَم تَيَمَّنِي
غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي
قَطَّفتَهُ مِن وَجنَةٍ
مِن لَثمِ وَردِ الخَجَلِ
فَقالَ لا لا لا لا لا
وَقَد غَدا مُهَرولِ
وَالخُوذُ مالَت طَرَبًا
مِن فِعلِ هَذا الرَجُلِ
فَوَلوَلَت وَوَلوَلَت
وَلي وَلي يا وَيلَ لِي
فَقُلتُ لا تُوَلوِلي
وَبَيّني اللُؤلُؤَ لَي
قالَت لَهُ حينَ كَذا
اِنهَض وَجد بِالنقَلِ
وَفِتيةٍ سَقَونَنِي
قَهوَةً كَالعَسَلَ لِي
شَمَمتُها بِأَنَفي
أَزكى مِنَ القَرَنفُلِ
فِي وَسطِ بُستانٍ حُلِي
بِالزَهرِ وَالسُرورُ لِي
وَالعُودُ دَندَن دَنا لِي
وَالطَبلُ طَبطَب طَبَ لِي
طَب طَبِطَب طَب طَبَطَب
طَب طَبَطَب طَبطَبَ لِي
وَالسَقفُ سَق سَق سَق لِي
وَالرَقصُ قَد طابَ لِي
شَوى شَوى وَشاهشُ
عَلى حِمارِ أَهزَلِ
يَمشِي عَلى ثَلاثَةٍ
كَمَشيَةِ العَرَنجلِ
وَالناسِ تَرجم جَمَلِي
فِي السُواق بِالقُلقُلَلِ
وَالكُلُّ كَعكَع كَعِكَع
خَلفي وَمِن حُوَيلَلي
لَكِن مَشَيتُ هارِبًا
مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي
إِلَى لِقَاءِ مَلِكٍ
مُعَظَّمٍ مُبَجَّلِ
يَأْمُرُلِي بِخَلْعَةٍ
حَمراء كَالدَم دَمَلي
أَجُرُّ فيها ماشِيًا
مُبَغدِدًا لِلذِيِّلِ
أَنا الأَدِيبُ الأَلمَعِي
مِن حَيِّ أَرضِ المُوصِلِ
نَظِمتُ قِطعًا زُخرِفَت
يَعجزُ عَنها الأَدبُ لِي
أَقولُ فَي مَطلَعِها
صَوتُ صَفيرِ البُلبُلِ

تابع مواقعنا