السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فاطمة البنوي: الجمهور يحب الأشياء العبثية ونحن مجتمع لوّام.. والسعودية كانت في قوقعة | حوار

فاطمة البنوي
فن
فاطمة البنوي
الإثنين 21/مارس/2022 - 05:49 م

على الرغم من صغر سنها برعت في تجسيد الأدوار المركبة، ودرست العديد من المجالات من بينها علم النفس الذي كان له تأثير كبير في التمثيل بالنسبة لها، حيث ناقشت عددا من القضايا المهمة في المجتمع، من بينها اكتئاب ما بعد الولادة، وبدأت مسيرتها بـ فيلم بركة يقابل بركة، والذي شارك في مهرجان برلين السينمائي، ولم تتألق في التمثيل فقط، بل تألقت في الإخراج أيضًا، إذ شاركت في فيلم بلوغ، الذي أسهم بشكل كبير في تغيير الصورة النمطية عن المرأة السعودية، كما شاركت في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ 43 عضو لجنة تحكيم في مسابقة آفاق السينما العربية، وصنفت في مجلة تايمز الأمريكية ضمن القادة الشباب الذين يسعون لتغيير العالم، وها هي الممثلة والكاتبة والمخرجة السعودية  فاطمة البنوي تستكمل مسيرة النجاح بآخر أفلامها أبطال، والذي يسلط الضوء على ذوي الهمم. 

وحاور القاهرة 24 فاطمة البنوي، لمعرفة رأيها في العديد من الأحداث بالوسط الفني، بجانب الحديث عن فيلم أبطال وكيف كان تأثير التعاون مع ذوي الهمم على شخصيتها.. وإلى نص الحوار: 

تحرصين دائمًا على مناقشة قضايا مهمة في المجتمع.. كيف تجذبين اهتمام المشاهد لمثل هذه القضايا بالرغم من أن الغالبية تبحث عن التسلية في الأعمال الفنية؟

-أختار مواضيع تلمسني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأشعر بالفضول تجاه بعض القضايا؛ لأنها أحيانًا تكون غريبة أو جديدة عليّ ولم أمر بها، والجمهور يحب الأشياء العبثية ولا تجذبه القضايا المهمة بقدر الفيلم الأكشن أو الرومانسي التقليدي، ولدي وعي بهذا الشيء، وأحرص على مزج المتعة والقضية؛ ولذلك اتجهت مؤخرًا إلى الكتابة لأن جميع النصوص التي أقرأها تركز على شيء واحد إما القضية وإما التسلية، ولا يوجد المزيج بينهما، وأنا أحاول خلق هذا المزيج في أعمالي الفنية.  

فاطمة البنوي 

-ما تأثير دور سارة التي تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة في 60 دقيقة على شخصية فاطمة البنوي؟ 

-الأدوار دائمًا تؤثر عليّ نفسيًا، ولم أمر بتجربة اكتئاب ما بعد الولادة؛ لأني لم أنجب أطفالًا من قبل، لكني قابلت شخصيات حقيقة مروا بهذه الظروف، وبحثت وقرأت عن الاكتئاب، كما أنني لدي معرفة بعلم النفس وأخذت الماجيستير في تخصص مشابه؛ وكان كالعمود الفقري بالنسبة لي في تجسيد الدور، واكتئاب ما بعد الولادة لا يعني الضعف فقط، بل كل شخصية بها تضاد والشخصيات السطحية سخيفة ومملة، ولا أحد يحب مشاهدة شخصية سطحية، ومن مسئوليتي خلق عراك في الشخصية، وهذا أثّر فيّ نفسيًا، ولكن بوعي بأني فاطمة ومختلفة عن سارة ولديها حياتها، وأثر فيّ بالإيجاب أيضًا لأنه جعلني أكتشف نواحي في شخصيتي لم أرها من قبل، وهذا أهم شيء في التمثيل هو اكتشاف نفسك عن طريق الشخصيات.

فاطمة البنوي 

فاطمة البنوي مخرجة وممثلة.. كيف تواجهين الصراع الداخلي بين نظرة المخرج ونظرة الممثل بداخلك؟ 

-بالطبع يحدث بداخلي صراع؛ ولكني أحاول أن أضع نفسي في مكان المخرج الذي أتعامل معه وأحترم رؤيته؛ لأن رؤية المخرج تخلق في فترة طويلة وسنوات، وفي المجتمع أجسد أدوارا مختلفة من بينها دور الصديقة، الأخت، البنت، الزميلة، وليس كل دور يمنحني نفس الحرية، وتعدد الأدوار أو القبعات هو مدخلي في السينما. 

فاطمة البنوي 

تعطين ورشا تمثيلية، فهل التعليم الأكاديمي شيء أساسي في التمثيل أم هو مكمل للموهبة؟ 

-في السعودية الغالبية العظمى ليسوا ممثلين، ربما شاركوا في مسرح المدرسة وهما صغار وليس أكثر، وصناعتنا في السينما جديدة، ودائمًا أقول للمبتدئين في المجال، أنك يمكن أن تكون مبتدئا ولكن قوي ومتمكن وتثبت جدارتك أكثر من آخر يحسب أنه ممثل ومعروف، ولكن ليس لديه أريحية مع نفسه ونقاط ضعفه وقوته، ويوجد ممثلون بارعون ولكنهم يجسدون نفس الأدوار، وهناك أشخاص خلفيتهم صفر في التمثيل ولكن لديهم أريحية في التعامل مع أنفسهم، وهذا هو الإنسان الرائع للكاميرا، وعند مشاركتي في بركة يقابل بركة لم يكن لدي أي خلفية في التمثيل؛ ولكني كنت عفوية وهي التي أحاول حتى يومنا هذا التجديد منها؛ لأني أريد التنوع في أدواري. 

كيف تغيرت شخصية فاطمة البنوي من قبل بركة يقابل بركة حتى فيلم  أبطال؟ 

-أصبحت متصالحة مع إبداء رأيي في النصوص؛ وفي 2015 كنت أختار النصوص التي تليق بي، ولكن الآن أصبحت لا أتنازل وإذا لم يعجبني شيء أقول من البداية، وأحرص على التجديد من نفسي. 

فاطمة البنوي 

-ما رأيك بالنشاط الفني الهائل التي تعيشه المملكة العربية السعودية الآن؟

-هذه بداية وامتداد؛ لأننا مجتمع مبدع بذاته ولكن كنا منغلقين وكنا كـ سعوديين نرى بعضنا البعض فقط، وأصبحنا نظهر هذا للعالم وكنا في قوقعة ومحرومين من الانفتاح، ولكن تغيّر الوضع، ونُرحب بالجمهور ونظهر لهم إبداعنا والفن الذي لدينا. 

-تهتمين بـ تغيير النظرة النمطية عن المرأة في المجتمع، فهل النظرة للمرأة على أنها أقل من الرجل تغيرت أم ما زلنا نعاني منها؟

-أي مجتمع في العالم يوجد به مكونات ومراحل لنمو الرجل والمرأة، وهناك هوس بمعتقدات معينة سواء من التعليم أو الإعلام، وطبعًا يوجد هذه الفئة من الرجال ويوجد نساء ينظرن للرجال بشكل معين، وأهم شيء أن يكسر الإنسان هذه المعتقدات، وهي رحلة نفسية وخطوة جريئة، ونحن مجتمع لوام، ويلقي اللوم والخطأ على الآخرين ولا ننظر لأنفسنا، وأنا أضع أصبعي تجاه نفسي وأفكر دائمًا في تطويرها والسلوك يعلم أكثر من المحاضرات. 

-وأخيرًا.. حدثينا عن التعاون مع ذوي الهمم في فيلم أبطال.

-ذوو الهمم علموني الهمة، وكأني دخلت على ورشة عمل في التعامل مع النفس والذات، وهم أساتذة في التعامل ويهتمون بكل الأشخاص ويعبر عن مشاعره دون خجل، وهذا ما يجب أن نتعلمه منهم، وفوجئت عندما شاهدت فيلم أبطال؛ لأني شعرت بأن شخصية ندى تشبهني في 2001 أو 2002؛ وهي شخصية بسيطة وطموحاتها بسيطة؛ وحاولت الحفاظ على شخصية ندى العادية ولكن دون أن يشعر المشاهد بالممل.

فاطمة البنوي 
تابع مواقعنا