مصر الحلوة.. قصة "قبطي" صانع فوانيس رمضان بالمحلة ويشارك المسلمين في طقوسهم
عندما تطأ بقدماك فى منطقة العباسي القديم،بمدينة المحلة الكبرى فى محافظة الغربية، على بعد خطوات قليلة من إحدى زوايا الحى، حيث يصدر صوت ترنيمة مختلطة بصوت مكينه حياكة صادرة محل صغير وضعت فى واجهته صورة السيدة مريم العذراء وبجانبها "فانوس رمضان " يرسل مالك المحل من خلالها رسالة تسامح ووطنية.
قبطي يصنع فانوس رمضان
أسفل هذه الصورة يجلس "رامى حلمى "، صاحب 50 ربيعًا أمام مكينته العتيقه التى يعمل عليها منذ زمن بعيد،يقوم بتصميم زينة رمضان بأشكالها المختلفه وترافقه يوميًا شريكة حياته "شيري" التى أحترفت تشكيل الأقمشة لتناسب عمل زينه كل عام وتساعدهما نجلتهما الصغيرة.
ويحيط بهم بضاعتهم التى قاموا بإعدادها لتوزيعها على المحال التجارية من فوانيس خشبية وزينة شُكلِت بطرق مختلفه وتحمل صورًا لشخصيات ارتبطت بقدوم شهر رمضان المبارك "بوجي وطمطم وفطوطه وبكار"
" بدأت فكرة تصنيع زينة رمضان منذ 8 سنوات وذلك عندما كنت فى زيارة للأزهر الشريف أثناء مرورى من أمام محلات الأقمشة بالقاهرة لفت انتباهى نوعية مختلفه من الاقمشه التى تحمل أشكال ورموز زينة رمضان " بهذه الكلمات بدأ "رامى حلمى " حديثه للقاهرة 24" عن بداية تصنيع زينة رمضان ومشاركة المسلمين بيعها قبل رمضان
بداية الفكرة
وتابع أنه قام بشراء كميات مختلفه من هذه الأقمشة، واتفقت مع أسرتي على صناعة زينة وفوانيس، فى بداية عملهم تعجب سكان المنطقة لكونهم أقباط، وبرغم ذلك لاقت تصاميم الزينة والفوانيس إعجاب الكثيرين، وأصبح لنا زبائن كثيرة من المحلة ومن المراكز الأخرى مشيرًا إلى أن أسعاره فى المتداول حيث تبدأ أسعار الفوانيس من 20 جنية حتى150 جنية حسب النوع والطلب بينما أسعار الزينة فتبدأ من 10 جنيهات حتى 50 جنية حسب طلب الزبون.
صورة مريم العذراء
وعن صورة السيدة مريم العذراء الحاملة فى يدها فانوس وبدون عليها "كلنا واحد " فيقول أنه وضعها ليوجه رسالة أن كلنا نسيج واحد، ونقف بجانب بعضنا في الأفراح والأحزان، ولا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي، تجمعنا وحدة وطنية ليس بالقول ولكن بالفعل".
وعن طقوسهم الخاصة فى شهر رمضان فيروى حلمي أنه يقوم بالصيام مع إأخوانه المسلمين، ويقوم بتزين محله ومنزله بزينة رمضان، ويحرص على مشاركة المسلمين بالإفطار معهم على مائدة واحدة كما يتبدل هو وجيرانه الأكلات والحلويات ويحرص المسلمين على تهنئته في أعيادهم.
