الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تحد إماراتي وصدمة أمريكية.. هل تدفع زيارة الرئيس السوري للإمارات نحو علاقة عربية أوسع مع دمشق؟

محمد بن زايد وبشار
تقارير وتحقيقات
محمد بن زايد وبشار الأسد
الخميس 24/مارس/2022 - 12:13 ص

في مساء الجمعة الماضية 18 مارس 2022، وصل الرئيس السوري بشار الأسد، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في زيارة تاريخية هي الأولى لدولة عربية منذ اندلاع الانتفاضة السورية قبل 11 عاما، بل الأولى لأي دولة في العالم بخلاف روسيا وإيران، الحليفتين الرئيسيتين للأسد في الحرب السورية خلال العقد الماضي؛ ما يجعلها خطوة في اتجاه مرحلة جديدة تحمل في طياتها تساؤلات حول مدى اقتراب دمشق من استعادة مقعدها في الجامعة العربية، وبالتالي دورها في منظومة العمل العربي سياسيا واقتصاديا وأمنيا، رغم التحفظات الغربية، بل والعربية أحيانا.

وبعيدا عن الموقف السوري، فقد فتحت هذه الزيارة باب الحديث عن توتر العلاقة بين أبو ظبي وواشنطن، والذي تجلى بوضوح بوصول الأسد إلى الإمارات، وفي رفضها طلب أمريكي، بزيادة إنتاج النفط لتهدئة أسعاره بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وفرض الولايات المتحدة حظرًا على واردات النفط الروسي.

تحدٍ إماراتي وصدمة أمريكية

ولم يختلف مؤيد أو معارض لنظام الحكم في دمشق، أن وصول الأسد إلى أبو ظبي، هي خطوة تكسر بها الإمارات الخطوط الأمريكية الحمراء، تجاه النظام السوري، فطالما أكدت واشنطن تحفظها على أي علاقة مع النظام السوري، ولم تخفّ خيبة أملها بعد زيارة الأسد للإمارات، ولقائه هناك بالشيخ محمد بن زايد، ولي عهد الإمارات، والشيخ محمد بن راشد، حاكم دبي.

وفي تصريحات لـ القاهرة 24، أكدت الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة لا تدعم أي جهود لتطبيع العلاقات مع النظام السوري أو إعادته إلى المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن واشنطن لم تغير موقفها المعارض لإعادة إعمار سوريا لصالح النظام، حتى يتم إحراز تقدم لا رجوع فيه نحو الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254، وهو قرار يتعلق بعملية انتقال سياسي في سوريا، وتدابير لإنهاء الأزمة في البلاد، ووقف الهجمات ضد المدنيين، والعودة الآمنة للنازحين واللاجئين داخليا وخارجيا إلى مناطقهم الأصلية.

وفي هذا السياق، كشف موقع أكسيوس الأمريكي، مساء الأربعاء، عن صدمة انتابت المسؤولين الأمريكيين، جراء زيارة الأسد إلى أبو ظبي، ونقل الموقع عن مصدرين أمريكيين، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، علمت بالزيارة من وسائل الإعلام، وأصيب مسؤوليها بالذهول.

وذكرت المصادر الأمريكية، أن هذه الزيارة أضافت مزيدا من التوتر إلى العلاقات المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة الأمريكية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وبالحديث عن العلاقات المتوترة بين أبو ظبي وواشنطن، فقد تمسكت الإمارات باتفاق أوبك بلس، بعدم زيادة معدل إنتاج النفط، خلافا للرغبة الأمريكية.
وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولون من الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية، بأن البيت الأبيض حاول دون جدوى ترتيب مكالمات بين الرئيس جو بايدن، وزعماء السعودية والإمارات، في إطار عمل واشنطن على بناء دعم دولي لأوكرانيا واحتواء ارتفاع أسعار النفط.
وعشية إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حظرا أمريكيا على واردات النفط الروسي، أكد وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، التزام الإمارات، باتفاقية (أوبك +) وآليتها الحالية لتعديل الإنتاج الشهري.

هل تحرك زيارة الأسد للإمارات المياه الراكدة في العلاقة العربية؟

وفيما يتعلق بالزيارة السورية المفاجئة إلى الإمارات، فقد فتحت الزيارة باب الحديث عن إمكانية انعقاد لقاءات أخرى مع قادة عرب، لا سيما في ظل دعوات عربية عديدة ومتكررة لعودة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية قبل انعقاد القمة المقبلة، المزمع عقدها نهايات العام الجاري بالجزائر.

وتدعو الجزائر، باستمرار إلى عودة سوريا للجامعة العربية، وطالما أكدت رغبتها في أن تكون القمة العربية المقبلة التي تستضيفها، جامعة للعرب وتكون قمة "لم الشمل"، وفق تصريحات الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.

لكن مصادر دبلوماسية مطلعة، أكدت لـ "القاهرة 24"، أن الوضع فيما يتعلق بعودة سوريا للجامعة العربية، حاليا لم يشهد أي تغيير، وأن الأمور تبقى على حالها.

عراقيل تواجه العودة السورية للجامعة العربية

ويحتاج عودة سوريا إلى الجامعة، إجماعا عربيا على استعادة دمشق لمقعدها، ما يعني أن معارضة طرف واحد سيعيق هذه الخطوة، ولا تخفي قطر معارضتها في هذا الشأن.

وفي ديسمبر الماضي، صرح وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن، بأن موقف الدوحة حول عودة سوريا للجامعة العربية، لم يتغير، لأن الأسباب التي تم على أساسها تعليق عضوية دمشق لا تزال موجودة، ولا ترى الدوحة أي تغير في سلوكيات النظام السوري وتعاطيه مع هذه الأسباب، معتبرًا أنه لا يوجد منطق حول تطبيع العلاقات مع النظام السوري في ظل هذه الأسباب، والتي تتلخص في إيجاد حل سياسي للأزمة وعودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم.

تابع مواقعنا