أعطاه مفتاح كنيسة المسيح بالقدس.. ما هي مظاهر تعاون هارون الرشيد مع ملك الفرنجة شارلمان؟
يعد هارون الرشيد الخليفة العباسي الشهير، أعظم حكام العالم في زمنه، وأحد أكثر من حكموا الخلافة الإسلامية في تاريخها، المتوفى في 24 مارس من عام 809.
وعلى مر التاريخ، كان الرشيد منبعا من منابع التراث والثقافة الشعبية، التي أمدتها سيرته بالكثير من النوادر والحكايات.
وكان هارون الرشيد خامس خلفاء العباسيين، وكان جميل الهيئة، مهتما طيلة حياته بالعلوم المختلفة، وكان أديبا، محبا للشعراء على وجه الخصوص، وعاش هارون الرشيد 45 عاما، واستطاع خلالها تحقيق الكثير للخلافة العباسية، التي حكمها قرابة الـ23 عاما، بعدما صعد لكرسي الخلافة، خلافة لأخيه موسى الهادي.
وشهدت الدولة العباسية في فترة حكمه العديد من الأمور الإيجابية، حيث ازدهرت العلوم المختلفة والآداب، وبدأت حركات الترجمة في النمو، كما توسعت الدولة في فتوحاتها، والتي كان يخرج على رأس العديد منها بنفسه، وأشهر غزواته التي شارك بها، كانت غزوة هرقلة.
هارون وشارلمان والمنفعة المتبادلة
ربط هارون الرشيد بملك الفرنجة شارلمان علاقة وثيقة من الصداقة والود، بدأت عندما أرسل شارلمان بعض ممثليه إلى بغداد، من أجل التقريب بينه وبين الرشيد، وعاد المبعوثون من بغداد إلى فرنسا، محملين بالهدايا النفيسة التي ضمت ساعة نحاسية دقاقة، وأقمشة، وعطورا، وغيرها.
وحدثت العديد من الأمور التي دلت على تعاون شارلمان والرشيد، وذلك بأن قام الرشيد بإعطاء مفتاح كنيسة المسيح بالقدس لشارلمان، وأمر بالإحسان للمسحيين، وأتاح لهم زيارة الأراضي المقدسة متى شاءوا، وممارسة طقوس الحج، وأعانه شارلمان أيضا على عديد من الأمور، حيث كان سلاحا في يد الرشيد ضد الأمويين في الأندلس.