إطفاء نيران الفكر الديني المتطرف.. أسامة الأزهري: 4 مسارات لتجديد الخطاب الديني وتحويله لواقع
استضافت جامعة أسيوط اليوم الأحد، الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، في لقاء بعنوان دور السياسة الخارجية المصرية، في تعزيز الجهود الدولية لمكافحه الإرهاب، ودور الخطاب الديني في مكافحة التطرف والإرهاب، ضمن فعاليات أسبوع الشعوب، بمشاركة السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وحضور الدكتور طارق الجمال، رئيس الجامعة، ولفيف من أعضاء هيئه التدريس والإعلاميين، والطلاب من مصر و30 دولة عربية وإفريقية.
في مستهل كلمته؛ أشاد الدكتور أسامة الأزهري بجامعة أسيوط، وبالشعار الذي أطلقه مؤسسها الدكتور سليمان حزين: جامعة بلا أسوار، وذلك في إشارة منه لرسالة الجامعة بتخريج شباب قادر على التواصل مع العالم بلا حدود نفسية أو اجتماعية أو لغوية أو علمية، معربًا عن سعادته بلقاء الشباب الوافدين بالجامعات المصرية في هذا الملتقى، مؤكدًا كامل محبة واحترام الشعب المصري لبلادهم وشعوبهم.
4 مسارات لتحقيق التجديد في الخطاب الديني على أرض الواقع
وأوضح الأزهري، أن هناك 4 مسارات لتحقيق التجديد في الخطاب الديني على أرض الواقع، ويجب أن نحققها بمنهج علمي مُدرك للواقع، مُجيبًا على تساؤلات المواطنين بإقناعٍ تام، وأول المسارات، هو إطفاء نيران الفكر الديني المتطرف، ودحض نحو 35 من المفاهيم التي يدور حولها وأبرزها التكفير، وثانيها محاربة الفكر اللاديني المضاد، من خلال إزالة 70 شبهة تزلزل يقين الشباب بالدين؛ كان الخطاب الديني المتشدد سببا رئيسيا في وجودها، والثالث هو إعادة بناء شخصية الإنسان المصري بهويته وثقافته وتدينه الصانع للحضارة، ليعود قويا رائدًا شغوفًا بالعلم وبناء الأوطان، وآخرها إعادة صناعة الحضارة، كما فعل الأجداد الذين قرأوا القرآن، فخرجوا منه بالعلم والعمران والأخلاق والقيم وتزكية النفس، ليفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.
في ختام الجلسة؛ تلقى الضيوف أسئلة من الحضور، وعدد من أعضاء هيئة التدريس ورجال الإعلام، وعدد من الطلاب المصريين والوافدين من الإمارات وسوريا وتشاد وإندونيسيا، حيث تسائل الدكتور طارق الجمال، رئيس الجامعة، عن كيفية مُحاربة مصر للإرهاب على المستوى الدولي، وليس فقط داخل البلاد، بحيث لا تقف الدبلوماسية المصرية بمنأى عن الجماعات الإرهابية الدولية؛ التى تتولى هي تصدير الإرهاب لمصر، داعيًا عُلماء الدين الأجلاء إلى الاتفاق على أهم القضايا الخلافية، لغلق باب التطرف، مشددا على ضرورة تطعيم الشباب ضد الإرهاب، تأكيدا لمبدأ الوقاية خير من العلاج.
ودارت أسئلة الحضور؛ حول نشر الوعى الدينى وغرس القيم والمبادئ الصحيحة لدى النشء، ودور علماء الأزهر في مُواجهة الفكر المتطرف، وتوعية الشباب بصحيح الدين في مصر وإفريقيا وآسيا، وتأثير الأزمة الأوكرانية على مصر والعالم.
وأكد الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، حرص الجامعة على عقد العديد من اللقاءات التنويرية، لرفع مستوى وعي الطلاب السياسي والفكري والديني، موضحًا أن هذه اللقاءات تعمل على بناء الشخصية بشكلٍ سليم ومعتدل، بعيدًا عن أي تطرف فكري يمينا أو يسارا، مُجدّدًا ترحيبه بضيوف الجامعة من داخل وخارج البلاد، داعيًا إياهم، ليكونوا سفراء للجامعة في بلادهم التي تحرص على تزويدهم بالعلم والوعي اللازمين، للانفتاح على العالم.
فيما أوضح السفير السابق محمد العرابي، مفهوم الدبلوماسية، فهي خط الدفاع الأول لأي دولة، وهو السلاح الناعم للوطن، حيث تمثل جزءًا أصيلًا من الأمن القومي؛ الذي يبدأ من خارج حدود الدولة، فحديثا أصبح الإرهاب عابرًا للحدود، باستعمال أدوات بسيطة مثل؛ أدوات التكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعي، فحرصت مصر على التواجد في جميع المحافل الدولية والإقليمية لمكافحه الإرهاب.
واختتم اللقاء، بتقديم درع أسبوع الشعوب لكلٍ من السفير محمد العرابي، والدكتور أسامة الأزهري، تكريما لهما على تلبية دعوة الجامعة، للمشاركة الإيجابية في الملتقى، وفي مختلف فعاليات جامعة أسيوط.