وحدوه وصلوا على النبي.. عم مسعد يرقي الأهالي بالبخور والكلمة الطيبة بالمنوفية
في الساعات الأولى من صباح كل يوم، يبدأ عم مسعد، رجل ستيني، يومه بذكر الرحمن والحبيب المصطفى ممسكًا بمبخرته وحقيبته على كتفيه، متجولًا في الشوارع بنور الله، ليتخذ من البخور مهنة له، وذلك بعد تركه مهنًا كثيرة كان يتقنها نتيجة فقدان بصره بعدما أصيب بمياه بيضاء على العين وأخبره الأطباء، بأنه لن يرى مجددًا.
يقول مسعد علي حجازي، إنه كان قبل مرضه يعمل في العديد من المهن المختلفة، مثل الزراعة والعمل في مجال البناء وغيرهما من المهن الحرة، ولكن منذ تلك الفترة التي فقد فيها بصره وفقد معه الأمل في عودة البصر إليه مرة أخرى، اتخذ من البخور والفحم عملًا له يحصل منه على قوت يومه هو وابنتاه، حيث تعاني إحداهما شللًا نصفيًا، والأخرى تركها زوجها هي وأبنائها كي يكونوا معًا، وبمسئولية إضافية وعبء عليه.
يحصل الرجل الستيني في نهاية يومه، بعد تجول وتمشيط لشوارع محافظة المنوفية على جنيهات قليلة، وبلسان حامد لله، يقول مسعد: بيطلعلي في اليوم من 20 جنيه إلى 30، أنفق بها على بناتي ونعيش عليها وعلى مساعدة الناس.. بطلع على رزق الله وأقول صلي على رسول الله وياكريم يارب، وناس معيلة هي التي تساعدني، ربنا بيديني وبيكرمنا.
واختتم مسعد، حديثه متمنيًا حصوله على مشروع كي يستريح من معاناته اليومية، ويجد قوت يومه هو وبناته وأحفاده، وحتى يستريح أيضًا من التجول في الشوارع بالمبخرة والفحم.