يجتمع عليها الغني والفقير.. دار الإفتاء: إقامة موائد الرحمن لا يغني عن دفع زكاة المال
ما حكم إخراج زكاة المال في إفطار للصائمين؟، سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي من أحد السائلين.
حكم إخراج زكاة المال في إفطار الصائمين
دار الإفتاء المصرية، أجابت على السؤال السالف، حول حكم إخراج زكاة المال في إفطار الصائمين، موضحة أن إفطار الصائمين أو ما يعرف بـ "موائد الرحمن" مظهر مشرق من مظاهر الخير والتكافل بين المسلمين.
الافتاء لفتت في هذه المناسبة إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «مَن فَطَّرَ فيه -أي في رمضان- صائِمًا كان مَغفِرةً لذُنُوبِه وعِتقَ رَقَبَتِه مِنَ النَّارِ، وكان له مِثلُ أَجرِه مِن غيرِ أَن يَنقُصَ مِن أَجرِه شَيءٌ».
وأوضحت الإفتاء أن موائد الرحمن لما كانت تجمع الفقير والغني فإن الإنفاق فيها يكون من الصدقة لا من الزكاة، إلا إذا اشترط صاحب الطعام أن لا يأكل منه إلا الفقراء والمحتاجون وأبناء السبيل، فحينئذٍ يجوز إخراجها من الزكاة.
وتابعت الإفتاء خلال فتواها التي نشرت عبر موقعها الرسمي: نوَّع الشرع الشريف وجوه الإنفاق في الخير، وحث على التكافل والتعاون على البر، فشرع الزكاة وجعلها من أركان الدين، وحث على التبرع، ورغب في الهدية، وندب إلى الصدقة، وجعل منها الصدقة الجارية المتمثلة في الوقف الذي يبقى أصلُه وتتجدد منفعتُه؛ وذلك لتستوعب النفقةُ وجوهَ البرِّ وأنواع الخير في المجتمع، ولذلك رُوِيَ عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِنَّ في المالِ لَحَقًّا سِوى الزَّكاةِ»، ثم قرأ قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177].