السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

احتيال ملك العملات الرقمية

الأحد 03/أبريل/2022 - 04:06 م

في مطلع عام 2019، أعلن موت مؤسس منصة تداول العملات الرقمية الأكبر في كندا. ومع موته، ضاعت حوالي 200 مليون دولارا يملكها 115 ألف مستثمرا.

المدعو Gerry Cotten ولد في عام 1988، وأسس منصة تداول العملات الرقمية QuadrigaCX في عام 2013، وأصبحت لاحقا أكبر شركة في مجالها في كندا كان له شريك اسمه Michael Patryn، والشريكان أسسا المنصة. في عام 2014، بطل القصة ادعى أن أموال المستثمرين مقيدة ومحفوظة في سجلات ورقية للحفاظ على الحقوق. في عام 2015، بدأت المصاعب المالية تطل برأسها.

في عام 2016، الرجل Cotten أصبح هو الآمر الناهي في الشركة بعد خروج شريكه. ومع فورة العملات الرقمية في عام 2017، اشتهرت المنصة أكثر وكبر سوقها. دوام الحال من المحال، وعانت العملات الرقمية من تدهور سوقها في عام 2018، هب المستثمرون لسحب أموالهم، والشركة واجهت صعوبات في تأمين الكاش المطلوب.

في شهر ديسبمر 2018، توفي الرجل فجأة في الهند. موته لم يعلن للمساهمين إلا بعد مرور شهر من الوفاة، ومنصة التداول تعطلت كليا. الوفاة لم تقنع كثيرين، واعتقد على نطاق واسع أن الرجل زيف موته وهرب بالملايين.

سبب الشكوك في وفاته أن الاسم المقيد في شهادة الوفاة مختلف قليلا عن الاسم الحقيقي. وكذلك وصيته التي كتبها قبل تسعة أيام من وفاته، تاركا كل ممتلكاته لزوجته التي تزوجها حديثا، شاملا عقارات بقيمة عشرة ملايين دولارا.

التداول توقف كليا على المنصة، لأن الرجل كان الوحيد الذي يملك كلمة السر للمحافظ الإلكترونية التي تحتوي على الأموال. المفاجأة كانت أن المحللين وجدوا تلك المحافظ خالية تماما من الأموال الشركة أعلنت إفلاسها رسميا.

المستثمرون بدأوا بالتحري في محاولة لإيجاد الملايين الضائعة، واكتشفوا أن الشريكين لهما باع طويل في الاحتيال. المفاجأة الأكبر كانت أن الرجل كان يحول أموال المستثمرين لمنصات تداول أخرى، وأرباح تداولها كان يمول فيها حياته الفارهة، بكلمات أخرى، أي مستثمر كان يضع أمواله في منصة QuadrigaCX معتقدا أنه اشترى عملات رقمية، وفي الحقيقة الرجل كان يزيف ما يظهر للمستخدم في محفظته، ومن ثم يحول تلك الأموال لحسابات وهمية في منصات تداول حقيقية أخرى المنصة لم تكن فعليا لتداول العملات الرقمية، بل حصالة لجمع الأموال وسرقتها.

ما تبين لاحقا أن هذه المنصة كانت احتيال بونزي المستثمرون القدامى يحصلون على أموالهم من أموال المستثمرين الجدد. وعندما انهار سوق العملات الرقمية في عام 2018، هب المستثمرون جميعهم لسحب أموالهم. المشكلة أنه لم يكن هناك سيولة تكفي لتلبية كل مطالبهم، فتعثرت الشركة وأفلست.

لا يوجد اليوم دليل دامغ حقيقي على أن الرجل زيف موته، مع شكوك أنه قتل على يد زوجته لا أحد يعلم جازما ما حدث، المؤكد أن عشرات ملايين الدولارات اختفت وذهبت مع الريح، تاركة خلفها آلاف المستثمرين مع علامات استفهام لا متناهية تبحث عن إجابات.

هذه القصة يرويها بالتفصيل فيلم وثائقي جديد على منصة نتفلكس، واسم الفيلم Trust No One. الفيلم متقن، ويطرح ضمنيا سؤالا مهما في العالم الرقمي الجديد الذي يحيطنا، ألا وهو بمن نثق رقميا؟! الإجابة الأسلم في كل الأحوال هي "لا أحد"، لأن ما نظنه ذهبا قد لا يكون أكثر من ذرات غبار متطايرة.

تابع مواقعنا