حملات سيبرانية تقودها مخابرات موسكو على الغرب.. هل تنقل روسيا حربها في أوكرانيا إلى الغرف المغلقة؟
أصبحت حروب الجيل الجديد، لا تعتمد بشكل أساسي على تبادل الهجمات العسكرية، واستهداف القيادات، والاعتماد على القصف الصاروخي للثكنات العسكرية فحسب، بل هناك حروب أخرى تُدار في الغرف المغلقة، أصبحت هي الأشرس والأكثر خطورة على مستقبل الكرة الأرضية بشكل عام.
بدأت روسيا في سحب بعض قواتها من بعض الأراضي الأوكرانية، التي كانت تحكم سيطرتها عليها منذ الرابع والعشرين من فبراير الماضي، من بينها 30 منطقة سكنية بالقرب من مدينة كييف، وذلك بعدما أعلنت السلطات الروسية استعدادها، وموافقتها على وقف الاقتتال في بعض المناطق من بينها تشرنيف وكييف، عقب نجاح مفاوضات السلام مع أوكرانيا، التي أبدت موافقة مبدئية على التحييد.
وقد يظن البعض، أن روسيا حصلت على مرادها من الحرب الروسية أوكرانية، وستبدأ القوات في الانسحاب وتنتهي الأزمة، ولكن الواقع يعتبر أخطر، وذلك بسبب الهجمات السيبرانية، التي بدأت المخابرات الروسية تنفيذها، منذ فترة كي يتم الانتهاء منها قريبًا.
المخابرات البريطانية، كشفت أن القوات الروسية أطلقت هجمات سيبرانية على أوكرانيا، وهجمات أخرى، استهدفت محاولة الدخول إلى أنظمة حلف شمال الأطلسي- الناتو، فيما يرى خبراء من الجيش الأمريكي- وفقًا للجارديان- أن روسيا تشن هجمات سيبرانية غير مفهومة حتى هذه اللحظة، مشيرين إلى أن الهجمة الأكثر خطرًا لم تأت بعد.
الهجمات السيرانية الروسية على أوكرانيا من خلال ضباط بريطانيين
في عام 2017، شنت المخابرات الروسية هجومًا سيبرانيًا على مواقع حكومية أوكرانية، وصفته إدارة الولايات المتحدة الأمريكية، بأكبر هجوم سيبراني، تعرضت له أوكرانيا في التاريخ، لتطلق بعد ذلك روسيا هجومًا سيبرانيًا جديدًا على المواقع الحكومية والبنوك الأوكرانية العام الجري، عقب فشل المفاوضات بين واشنطن وموسكو حول انضمام أوكرانيا لحلف الناتو.
ومنذ أسابيع قليلة، كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن القوات الروسية شنت هجومًا سيبرانيًا، تمكنت من خلاله اختراق قاعدة يافوريف العسكرية الأوكرانية، عن طريق اختراق ضباط بريطانيين متطوعين، للحرب بجانب أوكرانيا.
وتمكنت المخابرات الروسية، من اختراق هواتفهم النقالة ومعرفة تحركاتهم، ومن ثم شن هجوم عسكري استهدف القاعدة العسكرية التي كانوا يخدمون بها.
ولقي ما لا يقل عن 35 شخصا مصرعهم، في الضربة الروسية التي استهدفت قاعدة يافوريف الأوكرانية للتدريب، بالقرب من الحدود البولندية، يوم الأحد الماضي، مع ورود أنباء غير مؤكدة عن سقوط جنود بريطانيين سابقين بين القتلى والجرحى.
حرب دبلوماسية مخابراتية بين روسيا والغرب
قررت عدد من الدول الغربية، على رأسها أيرلندا وبولندا طرد عدد من البعثات الدبلوماسية الروسية من بلادها، متهمة إياها بالإعداد لأعمال استخبراتية، تستهدف اختراق بعض المواقع.
وقال ميهاو وابيند، سفير دولة بولندا في القاهرة، في تصريح خاص للقاهرة24، إنه إذا تهاونت بلاده مع الأنشطة التي تقودها المخابرات الروسية، سيشكل ذلك تهديدًا على أمن بولندا وأمن حلفاءنا بما فيهم حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، فضلًا عن كونه تهديدا للاجئين، الذين يتوافدون كل يوم من أوكرانيا للأراضي البولندية هربًا من الحرب التي تشنها روسيا.
وأضاف وابيند، أن حكومة بلاده قررت بالتشاور مع حلفاء وارسو، خفض أعداد البعثة الدبلوماسية الروسية في بولندا، وعليه تقرر طلب مغادرة 45 دبلوماسيا روسيا من الأراضي البولندية خلال 5 أيام.
وأكد ميهاو، في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أن الـ45 دبلوماسيا الروس، كانوا يقودون أنشطة مخالفة للقانون البولندي، ولاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي وقعت عليها كل من بولندا وروسيا.