وقت الفراق
● الفنانة السورية سلاف فواخرجي أعلنت الأسبوع اللي فات انفصالها عن زوجها المخرج والفنان وائل رمضان.. سيبك من احتمالية اختلافك مع آراء سلاف السياسية أو حتى موهبتها الفنية لأن دول نقطتين ممكن الناس يختلفوا فيهم، وخلينا نتكلم من زاوية تانية خالص.. خبر الانفصال عمل صدمة بسبب العِشرة الطويلة للجواز واللي وصلت لـ 23 سنة كاملين جه بعدهم طفلين في قمة الجمال، وسبقهم قصة حب تفاصيلها ممتعة لما تسمع أي حد فيهم بيحكي عنها في حوارات صحفية في السنين اللي فاتت!.. الناس اللي يعرفوا أو قرأوا قصة حبهم صعب عليهم إن الطلاق يكون النهاية!.. بس في نفس الوقت اللي خلّى الناس يحترموا الطرفين أكتر وبالذات "سلاف" هو الطريقة اللي تم الإعلان بيها عن الطلاق!.. "سلاف" نشرت صورة ليها مع "وائل" على إنستجرام وكتبت عليها الكام جملة المهمين اللُطاف المحترمين دول: (أقرأ في تصريف كلمة "الفِصام".. انفصمت العُرْوةُ انقطعت وانحلَّت.. اِنْفَصَمَ ظَهْرُهُ: اِنْصَدَعَ.. اِنْفَصَمَ الإِناءُ: اِنْكَسَرَ دونَ فَصْل.. وانْفَصَمَ المطَرُ: انقطع وأقلع.. وأنا كتلك العروة انقطع، وظهري ينصدع.. وكذلك الإناء الذي ينكسر ولا ينفصل ..وكالمطر الذي أقلع راويًا وهطل حارقًا.. وأنا الآن أعيش ذلك الفِصام أمامك أيها النبيل.. وبعد الفِصام فطام.. كما ننفطم عن أمهاتنا يومًا.. ننفطم عمّن نحب.. كما أنفَطِم عنك الآن، وقلبي كما يُقال ينخلع.. ليس بيدك وليس بيدي إنما هو القدر يرسم حيواتنا ويختار لنا ما ليس نحب لسبب ما، أو حكمة ربما، وألم في القلب على الأكيد.. لم أكن جديرة بك كما يكفي.. أقسم أنني قد حاولت، وأقسم أنك كنتَ أهلًا لما هو أبعد من الحب، وكنتُ طفلة تحبو أمام جبل مهما حاولتْ لن تصل إلى قمتك، وكنتَ وستبقى رجلًا في عيني وأمام الله والبشر.. رجلُ، والرجالُ قليل.. سندًا لي إن ملت، ورحمةً لي إن ظُلمت، ويدك الحانية أول من تنتشلني إن وقعتْ وكعادتك لن تدعني أحتاجك لأني منذ عرفتك أراك قبل طلبي، وكنت تسبق حتى ندائي، وفي ضعفي وفي فرحي.. سامحني إن كنتُ قد أخطأتُ أو قصرتُ يوما، وأنا أعلم أن قلبك جُبل على الحُب والكرم والعطاء.. البداياتُ أخلاق، والنهاياتُ أخلاق.. وكنتَ بداية، وليس لكَ في قلبي وعقلي وحياتي ووجداني نهاية.. وإن ابتعدنا، لا يمكن أن ننفصل.. ولو انفصلنا وائل صديقي أبو الحمزة وعلي.. شكرًا لك إلى يوم الدين وأحبك إلى أبد الآبدين).
● الشاعرة والكاتبة الصحفية راشيل بيري واللي فازت سنة 1999 بجائزة عيد الحب من مجلة (بيلين) بتحكي عن قصتها الغريبة شوية مع جوزها وولادها الأربعة (بنتين وولدين).. بتقول إنها لما أطلقت من جوزها ساب معاها الولاد وخلع!.. رغم إن جوازهم كان عن حب بس المشاكل اللي فضلت تكبر تكبر كانت نتيجتها الحتمية لازم تكون الانفصال.. تركة تقيلة عليها خصوصًا إنها وقتها كان عندها 27 سنة بس!.. المشكلة إن الطريقة اللي أنهى بيها الزوج العلاقة كانت سيئة ولا تليق لا بمكانته ولا بمكانة زوجته الاجتماعية قدام الناس، ولا ببداية القصة بتاعتهم.. مشاهم من البيت.. قدم ورق مزور للمسؤولين في المدينة اللي هما عايشين فيها عشان لما يطلقوا ماتاخدش منه نص فلوسه.. حتى الحاجات القيمة اللي هو كان جايبهالها كهدايا في أثناء جوازهم أخدهم منها قبل ما يطلقوا ويطردها هي والأولاد!.. نهاية سخيفة كسرت "راشيل" وخلّتها قدام صدمة سؤالين كُبار مالهومش إجابة!.. "ليه كده؟، والحب بتاعنا راح فين؟".. بس ولأن عجلة الحياة لازم تمشي؛ "راشيل" المتدلعة بنت الأسرة الثرية اللي عمرها ما اشتغلت قبل كده كان قدامها طريق من اتنين.. يا إما تلجأ لأهلها، يا إما تحاول تخبط يمين وشمال هي والعيال!.. اختارت الاختيار التاني!.. شافت وظيفة في مكان ما موظفة خدمة عملاء.. الراتب مش كبير بس يمشي الدنيا شوية.. عاشت هي والولاد الأربعة في شقة صغيرة مكونة من أوضة واحدة في (نيو جيرسي).. بسبب الظروف الصعبة ماكنتش قادرة تجيب لهم الحاجات اللي بيحبها الأطفال اللي في سنهم.. لعب.. حلويات.. خروجات.. لبس.. يادوبك كان بتدفعلهم مصاريف الحضانات والمدارس.. الحقيقة إن "راشيل" وزي ما هي بتقول كانت بتتعامل مع أولادها كأنهم جنود في أرض معركة.. شدة بس دون قسوة.. صداقة.. مصارحة.. تقدر تفهم ده كويس لما تعرف إن أول درس قالته ليهم رغم إن عمرهم كان صغير وقتها إن إحنا في أزمة ومش هنعرف نمر بيها إلا وإحنا مع بعض وسوا.. اتكلمت معاهم كـ ناس كُبار ومسئولين وهما استقبلوا كلامها كجنود بيحبوا القائد بتاعهم.. بعد كذا شهر الأمور اتحسنت شوية وفي يوم قرأت في صحيفة عن إعلان بيع شقة كبيرة في حتة راقية ومكونة من 5 غرف لدواعي السفر!.. السعر كان بسيط جدًا مقارنةً بمساحة الشقة المعروضة للبيع؛ ده غير إن صاحبها كان عارضها بالتقسيط كمان!.. طلعت جري على صاحب الشقة ودفعت جزء من المبلغ اللي كانت بتحوشه من شغلها كعربون ومضت معاه العقد.. اتفقت معاه إنه هيسلمها الشقة بعد شهر لما يخلص فيها بعض التوضيبات وبالتالي أنهت هي كل علاقتها بالشقة الصغيرة اللي قاعدة فيها وبلغت صاحبها هو كمان إن الشهر ده هو آخر شهر ليها هي وأولادها فيها وبالتالي برضو صاحب الشقة الصغيرة جاب مستأجر جديد هييجى من أول الشهر.. مر الشهر.. ليلة ما كانت رايحة تستلم شقتها الجديدة سهرت هي وأولادها الأربعة على السرير الوحيد اللي في شقتهم الصغيرة يخططوا ويتكتكوا هيوزعوا نفسهم في الشقة الجديدة إزاي.. تاني يوم اكتشفت إن صاحب الشقة الجديدة نصب عليها وهرب!.. مافيش أي وسيلة تواصل معاه واختفى ومش معاها حتى مفتاح الشقة!.. بقت هي والولاد فـي الشارع حرفيًا.. بنتها سألتها: (أمي، لمَ لا نذهب ونقيم مع جدتنا في منزلها؟).. "راشيل" ردت: (لن يحتمل أحد أحدًا غيره، لكل شخص حياته الخاصة ويجب أن نعتمد على أنفسنا).. جمعت جنودها الأربعة وفكروا كلهم مع بعض وخدوا القرار.. هيعيشوا في العربية (الزوبة) الملاكي الصغيرة بتاعتها!.. معيشة معيشة مش وضع مؤقت ولا بتاع.. هي في كرسي السواقة.. جنبها ابنها الكبير.. على الكنبة اللي ورا الولد والبنتين.. الحمام؟.. كانوا بيدخلوه في حمامات ماكدونالدز ومطاعم التيك أواي الرخيصة اللي كانوا بيركنوا قدامها وبرضه بياكلوا من عندها.. الدُش؟.. كان بيروحوا بيت جدتهم يستحموا عندها كل يوم.. "راشيل" كانت بتختار كل مرة مكان مختلف تركن جنبه بس بتكون حريصة إنه يكون مكان متداري وتحت إضاءة عالية عشان لو حد حب يذاكر.. لما كانت الدنيا تبقى برد بالليل وهما في العربية كانت بتشغل الماتور عشان سخونته تدفيهم.. كانوا بيتكلفتوا في حضن بعض.. توقيتات مدارس الأولاد المختلفة (صباحي ومسائي) ساعدت إنهم يعملوا ورديات إن على الأقل حد فيهم يكون صاحي. مرت الأيام وبسبب جدعنة وصبر "راشيل" وكتيبة جنودها الأربعة اللي كبروا قبل أوانهم الأمور بقت أحسن نسبيًا وبدأت تحوش تاني لحد ما قدرت تأجر أوضة في فندق وقعدوا فيها بشكل شِبه دائم.. مر كام أسبوع ولقت مبعوت لها على مكان شغلها شيك من النصاب صاحب الشقة الكبيرة بيعتذر لها إنه اضطر ياخد الفلوس ويلغي البيعة بسبب ظروف خاصة لكنه بيرجع لها فلوسها دلوقتي.. فورًا اشترت شقة جديدة وقعدوا فيها.. مر على الموقف ده 30 سنة.. جنود "راشيل" كبروا وكل واحد منهم بقى له بيته الخاص بس لا عمرهم ولا عمرها قدروا ينسوا المحنة اللي خلّتهم يعرفوا يعتمدوا على نفسهم دون لجوء لأي مخلوق وخلّتهم برضو يعرفوا جدعنة أمهم اللي طلعت بجد بـ 100 راجل واللي حافظت على قوتها وثباتها حتى لو كان الأب اختار أسوأ طريقة يقول بيها إحنا لازم نفترق.
● النقطة اللي بنفترق عندها مش بنبقى بعدها زي ما كنا قبلها.. فيه اللي بيختار يقطع كل الخيوط اللي كانت بينه وبين طرف تاني بمنتهى القسوة، وفيه اللي بيفضل باقي على الحلو اللي فات حتى لو مش هيتكرر، ولا هيرجع.. محدش عارف بكره فيه إيه ولا حد رأيه صح على طول الخط، وممكن لو وجهة نظرك النهاردة في موقفك إنه صح بكره تتغير 180 درجة.. محافظتنا على شوية الود هما اللي هيبان فيهم الأصل، واللي هيخلّونا لو شوفنا بعض صدفة نسلم على بعض مانتعاملش كأغراب!.. أي علاقة في البداية مشاعر وفي النهاية أخلاق.. ارتبطوا، اشتغلوا، واتصادقوا بشياكة بس لما تمشوا امشوا برضه بشياكة.