الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ثلاثية الأبعاد (7).. دوري أبطال أوروبا لم يكن كافيا لجماهير مانشستر يونايتد لنسيان كارثة ميونخ

ثلاثية الأبعاد
رياضة
ثلاثية الأبعاد
الجمعة 08/أبريل/2022 - 10:05 م

كرة القدم هي الشيء الأكثر إثارة في عالمنا على مر العصور، دائمًا لها عناصرها التي تميزها عن كل وأي شيء من حولها، لذلك يمكن أن نقول إن لها أبعاد مختلفة وكثيرة، أو نقول إنها ثلاثية الأبعاد.

سنقول إن كرة القدم ثلاثية الأبعاد، لأنه يمكن أن تجد فيها الفرح ويمكن أن تجد الحزن ويمكن أن تجد الطرائف أو العجائب، وبالرغم من ذلك فإن حب الجماهير لها حول العالم لا يتغير بل يزداد كل يوم عن سابقه.

ولهذا سنتحدث في سلسلة ثلاثية الأبعاد في شهر رمضان المبارك، عن أبرز القصص حول أبعاد كرة القدم التي سبق ذكرها، وستكون حلقة اليوم عن أحد الأمور المحزنة جدا في عالم كرة القدم وهي كارثة ميونخ الشهيرة.

سلسلة ثلاثية الأبعاد

انفجار طائرة مانشستر يونايتد

تبدأ القصة وتنتهي في عام 1958، ولكن يجب أن نعود بالزمن إلى الوراء قليلا عندما قررت إدارة مانشستر يونايتد عقب فوزهم بلقب البريميرليج عام موسم 1956-1957 المشاركة في بطولة الكأس الأوروبية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في عام 1955 ورفض الاتحاد الإنجليزي آنذاك مشاركة فريق تشيلسي الفائز بلقب الدوري فيها.

وأصرت إدارة مانشستر يونايتد على المشاركة في البطولة رغم رفض الاتحاد الإنجليزي للفكرة، ليصبح أول فريق إنجليزي يشارك في البطولة ولكن لم تكن تعلم إدارة الشياطين الحمر ما في انتظارهم بعد هذا القرار.

انفجار طائرة مانشستر يونايتد

وقدم يونايتد أداء مميز خلال بطولة الكأس الأوروبية تحت قيادة المدير الفني مات باسبي، ووصلوا إلى الدور نصف النهائي من البطولة ولكنهم خسروا على يد ريال مدريد، ولكن عاد الفريق الأحمر وشارك في البطولة في الموسم التالي 1958 وهو نفس الموسم الذي حدثت فيه الكارثة.

قدم مانشستر يونايتد أداء مميز مرة أخرى في البطولة حتى وصل إلى الدور ربع النهائي ليضرب موعدا مع واحد من أقوى فرق القارة آنذاك وهو ريد ستار الصربي، وانتهت المباراة الأولى بفوز الفريق الأحمر بهدفين لهدف على ملعب أولد ترافورد، وفي الإياب لعبت المباراة على ملعب بلجراد الذي كان يعتبر أصعب ملاعب القارة الأوروبية وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل فريق وتأهل يونايتد إلى الدور نصف النهائي ولكن الفرحة لم تكتمل....

وأثناء العودة على الطائرة من بلجراد إلى إنجلترا، توقفت الطائرة التي تحمل لاعبو مانشستر يونايتد والجهاز الفني وبعض الصحفيين وأنصار الفريق، في ألمانيا وبالتحديد مطار ميونخ من أجل التزود بالوقود، ولكن وجد جيمس ثاين قائد الطائرة أن هناك مشكلة في المحركات والطائرة لن تكن قادرة على الإقلاع، ولكن أقنعته إدارة مطار ميونخ بالإقلاع وبعد محاولتين تمكن في الثالثة من الإقلاع.

فريق مانشستر يونايتد

ولكن بسبب وجود ضغط على المحرك من الجليد الذي كان يتساقط في ذلك الوقت، وبعدما أقلع قائد الطائرة بها بأٌقصى سرعة تفاجأ بهبوط سرعة الطائرة ولم يستطع السيطرة عليها وظلت تهبط إلى الأرض حتى حطمت سياج مطار ميونخ ثم اصطدمت بأحد الحواجز وانقسمت نصفين وانفجرت.

وأسفرت الحادثة عن وفاة 23 شخصا من أصل 44 راكبا على الطائرة والبقية تعرضوا إلى إصابات قوية، وكان من بين الـ23 المتوفيين 8 لاعبين من مانشستر يونايتد و3 أفراد من الجهاز الفني والبقية من الصحفيين وأنصار النادي، كما تعرض باسبي مدرب الفريق إلى إصابة قوية ظل في الفراش على أثرها لمدة شهرين.

دوري أبطال أوروبا ليس كافيا لمحو الحزن

وبعد هذه الكارثة فكرت إدارة مانشستر يونايتد في الانسحاب من جميع البطولات وتعطيل النشاط الرياضي دون تحديد موعد عودته، ولكن جيمي مورفي مساعد باسبي رفض هذا الأمر وأصر على استكمال المشوار وبالفعل أكمل مسابقة الكأس الأوروبية هذا العام ببعض اللاعبين الاحتياطيين في الفريق واستقطب بعض اللاعبين الصغار والهواة، ولعب نصف النهائي ضد ميلان الإيطالي وانتصر في مباراة الذهاب بهدفين مقابل هدف، ولكنه خسر في الإياب برباعية نظيفة، ليتلقى احترام كبير من الجميع على كل هذا الإصرار.

مانشستر يونايتد يتوج بدوري أبطال أوروبا

وبمرور الوقت بدأ مانشستر يونايتد يستعيد عافيته، مع عودة باسبي لتولي القيادة الفنية للفريق، ولكن كانت مازالت حالة الحزن والإحباط تسيطر على الفريق بسبب الحادثة، بل واستمر الأمر حتى فاز مانشستر يونايتد بلقب دوري أبطال أوروبا أو كأس أوروبا مثلما كانت تعرض وقتها عام 1968 أي بعد عشرة سنوات من الحادثة والذي كان بمثابة الحلم والإنجاز لليونايتد الذي كان أول فريق في إنجلترا يفوز باللقب، ولكن رغم كل ذلك لم تظهر ملامح الفرح كما يجب على الجماهير والجهاز الفني بقيادة باسبي بسبب الكارثة التي رأوها بأعينهم ومازالت عالقة في أذهانهم وفي تاريخ كرة القدم بشكل عام حتى يومنا هذا.

تابع مواقعنا