علماء رحلوا في رمضان | الإمام البخاري.. صاحب الجامع الصحيح وأول من حقق في صحة الأحاديث
يصطفي الله من عباده من يشاء، فيسخرهم لخدمة الدين والمسلمين ثم يقبض أرواحهم في أوقاتٍ مباركة من العام مثل شهر رمضان، ليؤكد على عِظم شأنهم ويختتم أعمارهم بالحسنى والإيمان، ومن أبرز الراحلين في رمضان كان الإمام البخاري رضي الله عنه.
يعتبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري من أبرز الرجال الذين قدموا للإسلام وللحديث النبوي الشريف ما ينفع، وهو أحد كبار الفقهاء والمحدثين الذين كانوا على دراية تامة بالجرح والعلل والتعديل، وعُدّ كتابه أول كتب صحيح الحديث الشريف.
ويعتبر كتابه الجامع الصحيح أصح الكتب بعد القرآن الكريم، فقد مضى في كتابته 16 عامًا، وكان يرحل إلى بلاد العالم المختلفة ليطلب الحديث والعلم، ويتأكد مما يتحقق فيه، حتى أنه كان يغتسل ويصلي ركعتين قبل أن يضع حديثًا في جامعه.
الإمام البخاري.. الزاهد العابد المحب للقرآن
كان الإمام البخاري رضي الله عنه زاهدًا ورعًا يخشى الله ويحب الصلاة ويطيل فيها، وكان لا يصلي إلا ويتم السورة التي يبدأ بها من القرآن، وكان كثير القراءة له ويؤم الناس في رمضان وأتم الحج في كثيرٍ من المرات.
كما اشتملت صفات الإمام البخاري أيضًا على السماحة والعفو، وكان واسع الكرم، يرد الحقوق لأصحابها ولا يبخسها، وافر الصدقة كثير الإنفاق.
وتوفى الإمام البخاري في رمضان من العام 256 هـ في مدينة سمرقند، بعد افتتانه بمحنة خلق القرآن، وكان يدعو بوفاته إن لم تكن الحياة خيرًا له، حيث قال: اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك، فاشتد عليه المرض بعدها وتوفى ودًفن بسمرقند وخرجت من قبره ريحُ طيبة استمرت لـ ليالٍ في البلدة كلها.