كش الملك وغياب الرئة الثالثة.. من الجاني في انهيار الأهلي أمام المصري؟ | تحليل

تلقى النادي الأهلي الهزيمة الأولى في الدوري الممتاز هذا الموسم، في المباراة الأخيرة أمام المصري البورسعيدي، بعدما قدم المارد الأحمر أسوأ عرضًا له منذ انطلاق المسابقة المحلية.

الأهلي والرجاء.. موسيماني لا يعرف الخسارة مع المارد الأحمر أمام الفرق المغربية

الأهلي والرجاء.. أرقام قبل مواجهة الفريقين في ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا

وخاض الأهلي قبل مواجهة المصري 11 مباراة، فاز في 10 وتعادل في واحدة، ليتكبد الهزيمة الأولى على يد الفريق البورسعيدي، ويجمد رصيد المارد الأحمر عند 31 نقطة، في صدارة الدوري الممتاز، بأفضلية المواجهات المباشرة عن غريمه التقليدي الزمالك.

أسباب اهتزاز مستوى الأهلي

ولم يكن سقوط الأهلي على يد المصري مفاجئًا، خاصة أن المؤشرات التي ظهرت على أداء الفريق، بداية من مواجهة صن داونز الجنوب إفريقي، والظهور بأداء باهت أمام المريخ السوداني، وعلى نفس النهج خطف المارد الأحمر فوزًا بشق الأنفس من الهلال السوداني والاتحاد السكندري، لتأتي الهزيمة أمام الفريق البورسعيدي نتاجًا لتراجع واضح في أداء الأهلي.

غياب حمدي فتحي صاحب الرئات الثلاث

يمكننا بسهولة رصد تراجع مستوى الأهلي في المباريات الأخيرة، والسقوط أمام المصري بعد الظهور الباهت بشكل خاص، إلى عدة أسباب بعضها فني، وجزء منها في عقل بيتسو موسيماني، ونستعرضها لكم في الآتي:

بدأ الأهلي مباراته أمام المصري بالقوة الضاربة، التي تمثلت في م شاركة جميع العناصر الأساسية، التي يعتمد عليها موسيماني، بخلاف عدم مشاركة أحمد عبد القادر منذ البداية؛ لشكواه من إصابة.

ورغم دخول الأهلي بالقوة الضاربة، فإن غياب حمدي فتحي، صاحب الرئات الثلاث، ترك فراغًا ظاهرا للعيان في وسط ملعب الفريق، وكان سببا رئيسيا في وجود تباعد بين خطوط الدفاع، مما منح المصري أكثر من فرصة خطيرة سهلت الانفرد بمحمد الشناوي.

كما أن محمد مجدي أفشة الحاضر الغائب، أفقد الأهلي كثيرًا من فاعليته الهجومية لعدم ظهوره بالشكل المطلوب خلال المباراة، ليبحث المارد الأحمر محاولة الاختراق من الأطراف المغلقة بحكمة من جانب معين الشعباني، الذي جعل مهاجمي الأهلي في عُزلة.

الكش ملك تُسقط موسيماني

وبعدما كان موسيماني يُسقط جميع منافسيه في بداية الموسم بطريقة الكش ملك بلغة الشطرنج، وقف عاجزًا أمام أفكار معين الشعباني، الذي حضر جيدًا لمواجهة الأهلي، وتفوق تكتيكيًا على الجنوب إفريقي طوال الـ 90 دقيقة، بعدما حصر اللعب في منتصف الملعب بشكل سلبي.

ويعاني الأهلي من إرهاق بدني خلال الفترة الأخيرة، يظهر بوضوح في مستوى الفريق والإصابات المتكررة، كما أن تغيير طريقة اللعب من 4-3-3 إلى 4-2-3-1 بشكل مفاجئ في المباريات أصبحت عبئ على اللاعبين، خاصة أن لكل طريقة مزاياها وعيوبها.

فعندما يلعب الأهلي بطريقة 4-3-3، معتمدًا على حمدي فتحي في العمق الدفاعي، تجد الفريق يمتاز بالغلق المحكم في الناحية الدفاعية، كما أنها تمنح الفريق كثرة عددية في وسط الملعب والهجوم، ولكنها لا تنجح عندما يلعب المنافس بطريقة دفاع المنطقة والسواتر الدفاعية.

بينما عندما يعود موسيماني لطريقة لعب 4-2-3-1، فإن الأهلي يعتمد وقتها على صانع الألعاب، الذي يحمل مهمة توصيل المهاجمين إلى مرمى المنافسين، بمعاونة من ثنائي وسط الملعب، ولكن عندما يكون أفشة في غير حالته المعهودة، تجد الفريق وكأنه ليس في يومه، وهو ما ظهر في مواجهة المصري.

انهيار الأهلي أمام المصري

ويمكننا القول إن الأهلي قدم كل شيء في الملعب يؤدي لخسارته من الناحية الفنية، فالفريق لم يظهر هجوميًا بشكل مميز، ولم يستفيد من الاستحواذ على الكرة، وأصر على لعب الكرات الطولية رغم تمركز المدافعين الجيد، فضلًا عن العشوائية وغياب الفاعلية بين خطوط المارد الأحمر، وذلك دون التطرق للأمور التحكيمية التي أشارت لأحقية الفريق الأحمر في ركلتي جزاء ضد المصري.

ويرتبط الأهلي بمواجهة مرتقبة أمام الرجاء المغربي، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من دوري أبطال إفريقيا، وهذه النوعية من المباريات تُكسب ولا تُلعب مثلما يُقال دائمًا في مواجهات خروج المغلوب، ولكن على موسيماني التحضير فنيًا لهذه المباراة بطريقة خاصة، لأن الرجاء يلعب على السرعات ويجيد استغلال الهجمات المرتدة، ويتمركز في منطقته بشكل سيُجبر الأهلي على اللجوء لحلول مبتكرة، إذا أراد حسم المواجهة وخطف بطاقة التأهل سواء في القاهرة أو من الدار البيضاء.