حكاية عم عرفات.. أقدم صانع كنافة بلدي ببني سويف وقودها البوص والحطب|صور وفيديو
منذ أكثر من أربعين عاما، اعتاد صانع البهجة عم عرفات، أحد أقدم صناع الكنافة البلدى علي البوص والحطب، أن يحافظ على طقوس وروحانيات الشهر الكريم، بوقوفه فى شادر صغير منصوب بحب وخير وبركة أمام منزله فى قرية السلطاني التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بني سويف، مرحبا بأحبابه وزبائنه الذين ينتظرون طلته البهية بلهفة عاما تلو الآخر؛ لشراء الكنافة البلدي المصنوعه تحت نيران الحطب والبوص.
العم عرفات يروي تفاصيل عمله في صناعة الكنافة البلدي
«فتحت عينيا على الدنيا لقيت والدى وأخواتي الكبار بيصنعوا الكنافة اليدوى على الفرن البلدى بتاع زمان، كنت بقف معاهم فى طفولتى وراقب دقتهم في الصنعة وحبهم لشغلهم، كان ابويا بيوقفني جنبه وهو شغال، لحد ما شربت الصنعة وحبتها واتعلمتها وكملت شغل فيها مع شقيقي جابر، فالكنافة البلدى عادة متتقطعش وموسم كل سنة»، هكذا بدأ عرفات محمد صاحب الـ53 عامًا حديثه لـ "القاهرة 24"، فقال إنه عمل فى صناعة الكنافة البلدي منذ أكثر من أربعين عاما، حيث عكف على مراقبة والده وأشقائه وهم يعدون الكنافة يدويا باستخدام الأفران البلدى التقليدية المصنوعة من قوالب الطوب اللبني، التى تشعل باستخدام البوص والحطب، منذ أن كان فى الثانية عشر من عمره، حتى دفعه حبه وعشقه للمهنة لتعلم أصولها واحترافها.
عرفات: شراء الكنافة الرمضانية عادة أصيله وتراث عريق
وتابع أنه اعتاد منذ سنوات طويلة على تجهيز خيمه أمام منزله بقرية السلطاني، وبناء الفرن البلدى المصنوع من الطوب اللبن قبل عدة أيام من قدوم الشهر الكريم، وتجهيز عجينة الكنافة، مثلما كان يفعل والده قبل وفاته، مشيرا إلى أن شراء الحلويات الرمضانية عادة أصيلة وتراث عريق لا تكتمل فرحة الناس بقدوم الشهر الكريم إلا بشرائها وتحضيرها، مؤكدا على أنه نجح فى الحفاظ على اسم وتاريخ أسرته فى صناعة الكنافة البلدى وأصبح له زبائنه الذين ينتظرونه عاما تلو الآخر لشراء الكنافة البلدى منه، بعد أن ذاع صيته بمراعاته لضميره وإتقانه لعمله وتفوقه ومهارته العالية فى إعداد الكنافة البلدى فى قريته والقري المجاوره له.
«الفرن ده عمره أكتر من 40 سنة»، هكذا تابع عرفات حديثه، فقال: إنه يبدأ عمله سنويا مع حلول شهر رمضان الكريم، متخذا من ناصية منزله شادرا صغيرا يقف فيه مع شقيقه وزوجاتهم لإعداد الكنافة يدويا باستخدام الفرن البلدى الذى ورثه عن والده مثلما ورث منهم أصول وتعاليم المهنة، مشيرا إلى أنه يقوم ببناء الفرن قبل عدة أيام من قدوم شهر رمضان مثبتا عليه صينية الصاج الدائرية التى تفوح منها رائحة أجداده ووالده،وتجهيز القش والبوص، لإشعال الفرن البلدي، ويظل يصنع من خلال فرنه الكنافة البلدى طوال شهر رمضان الكريم، إلى أن تحل وقفة العيد، فيستمر في العمل علي فرن الكنافه باقي الشهور يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، ليواصل عمله فى مهنة يعشقها ويفرح من خلالها جميع أهالى وأبناء قريته.
الكنافه البلدي تذكر الناس بالزمن الجميل وتضيف لبهجة الشهر الكريم
وأشار العم عرفات، إلى أن الكنافة البلدى لها زبائنها الذين ينتظرونها عاما تلو الآخر، والكنافة الآلى لها زبائنها أيضا، ولكل نوع طريقة وأسلوب فى إعداده تميزه فى الشكل والمذاق والسعر، موضحا أن الكنافة البلدى هى أصل وأساس صناعة الكنافة، يتم تحضيرها بخلط الماء والدقيق وإضافة السمن البلدي، وصناعتها يدويا باستخدام الفرن البلدى الذى يحافظ على قوامها، ويضفى عليها المذاق الشهى والرائحة الذكية، بينما الكنافة الآلى يتم تحضيرها آليا باستخدام الماكينات الحديثة، التى تقضى على قوام ومذاق ورائحة الكنافة، وتفقدها قيمتها وجودتها ومذاقها الخاص، مؤكدا على أن بالرغم من انتشار محال الكنافة فى كافة ربوع محافظة بني سويف، إلا أن الناس لا يزالون يفضلون شراء الكنافة البلدى التى تظل طبق الحلويات الأساسى لدى الصائمين على مائدة الإفطار وعند السحور، حيث تذكرهم بأيام الزمن الجميل وتشعرهم ببهجة الشهر الكريم.