السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

متحدثة الصليب الأحمر: الوضع الإنساني في أوكرانيا متأزم.. و6.5 مليون شخص اضطروا للفرار |حوار

إيمان الطرابلسي المتحدث
سياسة
إيمان الطرابلسي المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر
الخميس 14/أبريل/2022 - 08:59 م

-الوضع الإنساني متأزم في أوكرانيا

-المعاناة الإنسانية في مناطق مثل أربين وبوشا أقل ما يمكن أن يقال عليها أنها كارثية

- 6.5 مليون ساكن تهجروا من  أوكرانيا حتى الآن من بينهم 4 ملايين شخص اضطروا إلى الهروب

-اللجنة الدولية لم ولن تسهل أو تشارك في عمليات إجلاء قسري

 

قالت إيمان الطرابلسي، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، إن الوضع في أوكرانيا متأزم للغاية ووتيرة التأزم تجري في نسق سريع جدًا، مضيفةً أن العنف المتزايد وأعمال القتال تجعل الوضع الحالي في غاية التوتر والخطورة، موضحة أن العديد من الأوكرانيين يفتقرون إلى أبسط الضروريات اليومية كالمياه والكهرباء والرعاية الصحية.

إيمان الطرابلسي المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط

وأضافت إيمان الطرابلسي، في حوار مع القاهرة 24، أن اللجنة الدولية لم ولن تسهل أو تشارك في عمليات إجلاء قسري لأن هذا يتنافى مع طبيعة اللجنة الدولية كمنظمة إنسانية، فهذا لا ينطبق فقط على أوكرانيا بل في كل أماكن تدخلنا حول العالم، إذ يتنافى ذلك مع مبادئنا، فإلى نص الحوار:

كيف ترين الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا؟


الوضع الإنساني يتأزم بشكل متواصل وبنسق سريع جدا في جميع أنحاء أوكرانيا، فالعنف المتزايد وأعمال القتال تجعل الوضع الحالي في غاية التوتر والخطورة، والعديد من الأوكرانيين يفتقرون إلى أبسط الضروريات اليومية كالمياه والكهرباء والرعاية الصحية، ومع مرور كل يوم يصبح الحصول على المواد الغذائية الأساسية أشد تعقيدا، خاصة بالنسبة لمئات الآلاف العالقون في مدن ومناطق تشهد تصاعدا حادا في وتيرة العنف من دون أبسط الإمدادات.

وضعية الفئات الأكثر هشاشة كذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى مقلقة للغاية، الكثير من بين هؤلاء لا يستيطون أو لا يريدون ترك مناطقهم، والعديد خاصة المسنين لا يستطيعون ترك منازلهم للحصول على أبسط الإمدادات، فبعض المدن التي تعيش نسقا تصاعديا للقتال مثل سلوفيانسيك تمكن أغلبية السكان من الهروب، لكن بقي الآلاف على عين المكان طوعيا، والكثير من بين الباقيين مسنين.

ماذا عن الوضع في ماريوبول؟

الوضع  في ماريوبول متأزم جدا، رغم نجاح عملية إجلاء لـ 1000 ساكن من المدينة، وكانت هي المرة الأولى للعديد من المحاولات داخل المدينة، وكل هذه العمليات تمثل بصيص للأمل، ولكن نؤكد أن الآلاف لا يزالون غير قادرين على الخروج، ومن الضروري أن تمنح لهم فرصة للهروب لالتماس الأمان في أماكن أقل خطورة، واشتداد القتال في شرق أكرانيا أتلف نظم خدمات المياه مما يجعل حوالي مليون ساكن عير قادرين على التحصيل على احتياجاتهم من المياه،  وقمنا بالمساهمة في تلبية الاحتياجات العاجلة، عبر تقديم إمدادات لمياه الشرب للقرى الأكثر تضررا في دونباس في الشرق وإلى مستشفى do ko tchai vesk لمواصلة تشغيل الخدمات، ولكن يبقى هذا قطرة في بحر الاحتياجات الإنسانية الموجودة حول أوكرانيا.

ما هو الدور الذي تلعبونه في ما يخص الممرات الآمنة لأجلاء المدنيين؟


في ما يخص توفير ممرات آمنة لإجلاء المدنيين نذكر أن على كلا أطراف النزاع أن يتفقوا وأن يحترموا ما تم الاتفاق عليه ويلتزموا بوقف إطلاق النار خلال عمليات الإجلاء، فالاتفاق لا يكون على مستوى المبدأ فقط ولكن كذلك الاتفاق على التفاصيل كالوقت والتاريخ والأحداثيات، فالصليب الأحمر الدولي لا يستطيع خلال هذه الحالات ضمان احترام تنفيذ وقف إطلاق النار ولكن نتدخل كوسيط بين الأطراق المختلفة لتيسير الاتفاق، وعمليات الإجلاء الناجحة التي نسقناها في كل من سومي وماريوبول تعدان بصيصًا من الأمل، ولكن مئات الآلاف لا يزالون عالقين، ونؤكد أنه حتى وإن لم يتوصل الاتفاق على وقف إطلاق النار، أطراف النزاع عليها أن تظل مطالبة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية حياة ومصالح المدنيين والبنية التحتية الأساسية لهم، وندعو إلى إتاحة سبل وصول مزيد من المساعدات الإنسانية دون عوائق لضمان حصول المحتاجين على المساعدات الطارئة، فعدد ضخم من السكان في جميع أنحاء البلاد لا تتوفر لديهم أدنى الاحتياجات الأساسية من غذاء وماء ودواء وخدمات صحية أساسية.

 

إيمان الطرابلسي المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط ونورهان أشرف صحفية القاهرة 24 

هل لديك إحصائية عن عدد الأطفال الذين سقطوا من ضمن الضحايا؟


النزاع قائم حتى الآن ومن الصعب الحصول على إحصائيات في الوقت الحالي، ولكن بشكل عام العنف يدفع المزيد من السكان على هجر بيوتهم بحثا عن الأمن، فالأرقام تشير إلى أن 6،5 مليون ساكن تهجروا منذ بداية التصعيد من بينهم 4 ملايين شخص اضطروا إلى الهروب إلى دول مجاورة.

جزء كبير منهم من فئة الأطفال لأن هناك قواعد تمنع البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما من مغادرة أوكرانيا في الوقت الحالي، وبما أننا تحدثنا عن الأطفال فهناك أشياء من الضروري الإشارة إليها، فالنزاع الأوكراني قائم من فترة كبيرة ومن بين السلبيات الناتجة عن هذا النزاع هناك مشكلة ألغام وأجسام غير منفجرة موجودة بامتداد السنوات الأخيرة، وتشير التقارير إلى أن أكثر المتضررين من هذه المشكلة هم الأطفال لأنهم ليسو على دراية بطريقة حماية أنفسهم من خطر الألغام، هناك شيء آخر من الضروري الإشارة إليه وهو مشكلة الصحة النفسية بالنسبة للأطفال، وهي مشكلة من المشكلات الرئيسية كالغذاء والماء، وتشير الأرقام إلى أنه من ضمن خمسة أشخاص يعانون النزاع، هناك شخص يعاني من مشكلات نفسية وصحية بعد انتهاء النزاع، اليوم في أوكرانيا نجن نتحدث عن ملايين الأطفال يعيشون ظروف صعبة، وبالتالي نحن ندعو إلى ضرورة النظر إلى مشكلة الصحة النفسية للأطفال والبالغين على حد سواء بالتوازي مع مشكلات الحياة الأساسية كالماء والغذاء.

 

إيمان الطرابلسي المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط

ما العمل الذي تقدمونه والتحديات التي تواجهونها؟

نتمكن من أداء عملنا بأمان، وهو مسألة حياة أو موت بالنسبة للكثيرين.. فرقنا تحاول مند أيام التأقلم مع التغييرات الطارئة وخلق حلول لضمان مواصلة الاستجابة، ولكن تصاعد وتيرة العنف والظروف الأمنية الحالية لها أن تحد من قدرتنا على ذلك، وبالتالي نجدد دعواتنا لأطراف النزاع لتسهيل العمل الإنساني، فأولويتنا هي مواصلة تقديم المساعدة للمتضررين مع ضمان حماية فرقنا، قالوضع الأمني المتأزم يحد من قدرتنا على التدخل والحركة بشكل أكبر، وأرسالنا 120 من الزملاء داخل أكرانيا ليلتحقوا بفريقنا الذي كان بالفعل يضم 600 شخص، من بين الزملاء فريق جراحي التحق بمدينة بولتوفا ومختصصين في تلوث الأسلحة.

وأرسلنا مزيدا من إمدادات الإغاثة إلى داخل أوكرانيا منها 700 طن من مواد الإغاثة من ماء ودواء وغذاء ومستلزمات إسعاف طبي،  كما نعمل على إيصال مزيدا من المساعدات الغذائية خلال الفترة القادمة، ونعمل على توصيل المزيد من إمدادات الغذاء لمدن مثل سلوفيانسيك كنستوننتينوفسكا وكراماترسك خلال الأيام المقبلة لـ 7500 شخص، وهذه المدن تشتد فيها وتيرة القتال، ونواصل التبرع بالأدوات الطبية ولوازم الإسعافات إلى الصليب الأحمر الأكراني لتلبية احتياجات النازحين الجدد.

وأشرت إلى هذه الأرقام لأنه على مستوى الأسابيع الأخيرة ومنذ بداية الأحداث داخل أوكرانيا المشكلة اللوجيستيكية كانت من أهم الهواجس التي نعاني منها، لأنه قبل اندلاع الأحداث كنا نعتمد على ممولين وشركاء محليين للحصول على الإمدادات، ولكن بعد اندلاع الحرب كان هذا مستحيل، وبالتالي كان علينا التصرف بصورة سريعة جدا لخلق حلول لوجيستية جديدة لجلب إغاثات سريعة من خارج أوكرانيا.

 

هل دخلت أطقم الصليب الأحمر للمناطق التي انسحبت منها روسيا مؤخرا؟ وكيف هو الوضع هناك؟

المناطق التي انسحبت منها القوات الروسية هناك أيضا مناطق تشتد فيها القتال، ويجب النظر لها بصورة استعجالية، فالمعاناة الإنسانية في مناطق مثل أربين وبوشا أقل ما يمكن أن يقال عليها إنها كارثية.

وتمكنت فرقنا من التدخل في المنطقتين مؤخرا، وزملائنا وصفوا لنا مشاهد صادمة عن مسنين توفوا في منازلهم بمفردهم من غير كهرباء أو ماء أو غذاء في منطقة أربين، بسبب عدم قدرتهم على الخروج من منازلهم للهروب أو الحصول على الإمدادات، فعندما دخل زملائنا إلى مدينة بوشا يوم 5 إبريل ذكروا لنا أن المياه هي أول شيء يطلبها الناس هناك.

وفي أربين قمنا بدخول المدينة في 1 إبريل، والتقارير التي تم إبلاغنا بها تؤكد أن الظروف الأمنية ووجود أجسام غير متفجرة يمنعنا من ادخار الإمدادات باستعمال شاحنات، وبالتالي نحن مضطرون لاستعمال سيارات دفع رباعي لإدخال الإمدادات الضرورية لمحاولة تلبية متطلبات الآلاف الموجودة، وما أدخلناه يعتبر كمية بسيطة جدا بالنسبة للآلاف الموجودة بالمدينة، وهذا يوضح الهواجس التي تعيشها فرقنا داخل أوكرانيا وهو تغطية أكبر قدر ممكن من متطلبات الناس بصورة سريعة.

إيمان الطرابلسي المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط ونورهان أشرف صحفية القاهرة 24 

هناك معلومات متداولة حول انخراطكم في عمليات إجلاء قسري أو إجلاء نحو روسيا. ما مدى صحة هذا؟


منذ بداية الأحداث في أوكرانيا ونحن في كل فرصة سواء كانت مباحثات مع الأطراف المنخرطة في النزاع  أو مع الإعلام نعيد ونقول إن هناك ضرورة لضمان حماية حياة ومصالح المدنيين، وأن يكون لدينا القدرة على أن نعمل بشكل آمن.. هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لمئات الآلاف الموجودين دون أي إمدادات والذين يحتاجون لمساعدة بصورة عاجلة، وكذلك مسألة حياة أو موت بالنسبة لفرقنا كذلك وحماية الحيز المخصص للعمل الإنساني، لإمكانية تقديم الإغاثة اللازمة للسكان.. وهذا يتضمن تفادي نشر الإشاعات والمعلومات المغلوطة حول ما تقوم به اللجنة الدولية.. فالمعلومات المتداولة حول انخراطنا في عمليات إجلاء قسري غير صحيحة، وتهدد أمن وحياة زملائنا الذين يعرضون حياتهم للخطر بشكل يومي.

واللجنة الدولية لم ولن تسهل أو تشارك في عمليات إجلاء قسري لأن هذا يتنافى مع طبيعة اللجنة الدولية كمنظمة إنسانية، هذا لا ينطبق فقط على أوكرانيا بل في كل أماكن تدخلنا حول العالم، إذ يتنافي ذلك مع مبادئنا.

هذا النوع من الاتهامات البعيدة كل البعد عن الصحة تهدد سلامة فرقنا وتحد من قدرتنا على التدخل والوصول إلى المتضررين وتقديم الإغاثة اللازمة.

ومنذ بدابة الأحداث في أوكرانيا نحن شاركنا في عمليتي إجلاء في سومي وماريوبول، وخلال المناسبتين الناس التحقوا طوعيا بالشاحنات ولم يتم إجبار أي شخص على الصعود إلى الشاحنات وتم نقلهم إلى مدن أخرى داخل أوكرانيا.

تابع مواقعنا