هل حولت السلطات الليبية كاتدرائية بنغازي إلى مسجد باسم الإمام مالك بن أنس؟
أثارت صورة جرى تداولها بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، تشير إلى تحويل كنيسة الكاتدرائية بـ بنغازي إلى مسجد يحمل اسم مسجد الإمام مالك بن أنس، ردود فعل مستنكرة في الوسط الليبي باعتبارها واحدة من الأكبر الكنائس الكاثوليكية في شمال إفريقيا.
كاتدرائية بنغازي تتمتع بمكانة أثرية في الأراضي الليبية وخاصة في الشرق الليبي، إذ تمثل الكنيسة التي تم وضع حجر أساسها عام 1929، من قبل الاحتلال الإيطالي، واحدًا من المزازرات السياحية الرئيسية في البلاد، وتتميز بقبتيها النحاسيتين إضافة إلى الصليبين الذين كانا على القبتين.
وتعرضت الكاتدرائية إلى العديد من الهجمات من بينها ما شهدته أثناء الحرب العالمية الثانية من قصف شديد من قبل الطيران البريطاني الذي كان يستهدف أماكن تواجد الإيطاليين في الشمال الإفريقي، إلا أنه تم ترميمها وتحويلها إلى مقر للاتحاد الإشتراكي العربي عام 1971.
تحويل كاتدرائية بنغازي غلى مسجد
وتعرضت الكنيسة إلى حريق ضخم عام 1976 لتغلق لاحقًا، ويتم ترميمها وإعداة فتحها لتأدية الشعائر الدينية واستقبال زائريها، قبل أن يتم غلقها مرة أخرى جراء الأحداث التي شهدتها ليبيا خلال العشر سنوات الأخيرة بداية من عام 2011.
من جانبه، قال أسامة علي يونس، مدير مكتب الإعلام ببلدية بنغازي، إنه لم يتم تحويل الكنيسة الكاتدرائية إلى مسجد، مشيرًا إلى أن الجهات الليبية لا تعلم من وضع اللافتة التي تحمل اسم مسجد الإمام مالك بن أنس، وأن الجهات فوجئت بما جرى تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وأضاف في تصريحات لـ القاهرة 24، أن الكنيسة لا يقام بها أي شعائر دينية منذ عشر سنوات، وتخضع لعمليات ترميم بعد تعرضها لقذائف أر بي جي خلال الحروب التي شهدتها الأراضي الليبي على مدار العشر سنوات الماضية.
وتابع يونس، أنه سيتم إزالة اللافتة الموجودة على واجهة الكنيسة خلال الأيام المقبلة، لم تعلن جهة مسؤوليتها عن وضع اللافتة التي ظهرت على مبنى الكنيسة.
وأشار إلى أن المنطقة التي تتواجد بها الكنيسة تتبع بلدية بنغازي الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني الليبي، بشكل كامل، مؤكدًا أن البلدية لم تتلق أي طلب رسمي من أي ليبية بشأن تحويل الكنيسة الكاتدرائية إلى مسجد لإقامة شعائر الدين الإسلامي بها، منوهًا ان الكاتدرائية تتمتع بمكانة عالمية كونها تعد أكبر كاتدرائية من حيث المساحة في شمال إفريقيا.
من وراء تحويل كاتدرائية بنغازي لمسجد؟
على الصعيد الآخر، تداولت عدد من صفحات التواصل الاجتماعي في ليبيا أنباء تفيد بان قرار تحويل كنيسة الكاتدرائية غلى مسجد يحمل إسم الإمام مالك بن أنس، القاهرة 24 حاول التواصل مع أحد مسؤولي مكتب الأوقاف في مدينة بنغازي، إلا أننا لم نحصل على رد حتى كتابة تلك السطور.
مسيحي ليبي في مدينة بنغازي، فضل عدم ذكر إسمه لأسباب أمنية، قال إن التيار السلفي المتواجد في شرق ليبيا وتحديدًا مدينة بنغازي، هم من يقفون وراء تعليق لوحة تحمل اسم مسجد الإمام مالك بن أنس على الكنيسة، بهدف إثارة البلبلة في شرق البلاد، موضحًا لـ القاهرة 24، أنه لا يستبعد وقوف التيار السلفي ببنغازي وراء محاولات تحويل الكنيسة إلى مسجد.
وتحتل الكاتدرائية في مدينة بنغازي مكانًا متميزًا في الأثار الليبية كونها تعد مزارًا سياحيًا شرق البلاد، وأكبر كنيسة في البلاد من حيث المساحة، إلى جانب ارتباطها التاريخي بتطور ونشأة معالم مدينة بنغازي.