تعرف على صناعة الألوان وأهميتها في مصر القديمة
تجذب النقوش الجدارية المصرية أو الأعمال الفنية الاستخدام الرائع للألوان الانتباه بشدة، وكثيرًا ما تبدو تلك الألوان زاهية للغاية وكأنها وضعت للتو، وكانت الأصباغ المستخدمة في العادة من مصادر طبيعية مثلًا أكسيد الحديد الأحمر والجير الأبيض والملاخايت أخضر وهى ألوان شديدة التحمل ولا تخبو مع مرور الزمن.
وكانت المادة الخام تطحن جيدًا بوجه عام وتخلط بمادة ربط ثم تضغط في قوالب وقبل استخدام اللون في الطلاء، وكان يخلط بنوع من المادة الوسيطة التي لا يزال تكوينها غير معروف وبعد ذلك يستخدم الطلاء بمساعدة الماء عادة فوق طبقة من البطانة التي سبق تجهيزها.
وكثيرًا ما كان الطلاء يغطى بطبقة واقية من الورنيش. وعلى الرغم من أن لوحة الألوان المصرية كانت محدودة، فإن الفنانين كان بمقدورهم تحقيق نطاق عريض من الألوان المختلفة، بخلط الألوان الأساسية وإضافة بعض المواد.
الألوان في الديانة المصرية القديمة:
وكان اختيار الألوان يعتمد على الموضوع، ولم يكن الهدف تمثيل الواقع الحقيقي وإنما لفت الانتباه إلى تعبير اللون عن الموضوع أو الشخص المرسوم، وكانت هناك قواعده معينة متبعة مثلًا كان لون جلد الرجل دائمًا أغمق من لون جلد المرأة.
وللألوان أيضًا قيمة رمزية فاللون الأسود كان يعبر عن الأرض الخصبة أو الموت وكان اللون الأبيض يعبر عن العظمة مثلًا أزياء الاحتفالات، واللون الأحمر عن الخطر رب الشر ست، والصحراء والأخضر عن الانتعاش والنمو والخصوبة أيضًا، والأزرق عن السماء والهواء.
والقيمة الرمزية تعنى أن الألوان كانت ذات أهمية خاصة في صنع التمائم، فيكون اختيار اللون على أساس اختصاص القوة المقدسة التي يستعان بها، أما إذا كان المطلوب هو الحماية من كافة الأخطار، فإن التميمة حينئذ تكون متعددة الألوان.