مخاوف من صراع جديد بين تل أبيب وحماس.. إصابة أكثر من 220 فلسطينيا واعتقال 400 آخرين بالأقصى
كر وفر واشتباكات في ساحات المسجد الأقصى ومدينة القدس القديمة، هكذا قضى المصلين المتواجدين في ساحات الأقصى ساعاتهم الأولى عقبت أداء صلاة الجمعة، ضمن سلسلة من العنف المتصاعد في الآونة الأخيرة، ما يثير المخاوف من الانزلاق إلى صراع فلسطيني إسرائيلي أوسع نطاقًا.
قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت صباح اليوم الجمعة، المصلى القبلي في المسجد الأقصى واعتدت على المصلين منذ ساعات الفجر الأولى وفقًا لوسائل إعلام فلسطينية، ما تسبب في نشوب اشتباكات بين شرطة الاحتلال والمتواجدين داخل ساحات الأقصى الذين حاولوا التصدي لاقتحام الاحتلال للمسجد.
وبحسب ما جرى تداوله من مقاطع فيديو لاقتحامات المسجد الأقصى من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي، شهد المصلى القبلي للأقصى اقتحامًا من الشرطة الإسرائيلية واستخدامها الرصاص المطاطي وقنابل الغاز داخل المسجد، إلى جانب قيامها بتدمير بعض من مكونات المسجد الخشبية.
اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصى
وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن شرطة الاحتلال اعتقلت أكثر من 400 فلسطينيًا من داخل المسجد القبلي، فيما أصيب نحو 224 شخصا على الأقل، بعد أن أدى الآلاف صلاة الفجر في مصليات وباحات المسجد.
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من جانبها أقامت مستشفى ميدانيًا داخل الأقصى، لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين، مبينة أن طواقمها تعاملت مع أكثر من 224 إصابة، بينها مسعفون وصحفيون، وأن معظم الإصابات تركزت في المناطق العلوية من الجسم، فيما تم نقل سبع وعشرين إصابة إلى مستشفيات القدس.
وعلى الجانب الآخر قالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إن مئات الفلسطينيين ألقوا مفرقعات نارية وحجارة على قواتها، وعلى منطقة الصلاة اليهودية المجاورة في الحائط الغربي في البلدة القديمة بعد صلاة الفجر في رمضان، ما تسبب في اندلاع الاشتباكات بين الطرفين، وفقًا لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.
وأضافت أن الشرطة دخلت بعد ذلك إلى مسجد الأقصى لتفريق التجمعات الفلسطينية وتمكين بقية المصلين اليهود من مغادرة المكان، مشيرة إلى أن ثلاثة ضباط أصيبوا في الاشتباكات.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في تغريدة على تويتر، إن الشرطة اعتقلت مئات الفلسطينيين.
فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن قواته مستعدة للتعامل مع أي سناريو تجاه الفلسطينيين، قائلا في تغريدة له: "نعمل على استعادة الهدوء في الحرم القدسي وعبر إسرائيل. إلى جانب ذلك، نستعد لأي سيناريو وقوات الأمن جاهزة لأية مهمة".
وعلى الصعيد الآخر حذرت حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، من استمرار العنف في ساحات المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية العواقب التي تجري في مدينة القدس القديمة.
وتتزايد المخاوف من تسبب اشتباكات الأقصى في تكرار سيناريو العام الماضي، باندلاع حرب جديدة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، إذ أدت الاشتباكات التي جرت في القدس خلال رمضان الماضي، إلى اندلاع حرب دامية استمرت 11 يوما من الصراع المدمر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
إيلور ليفي، صحفي الملف الفلسطيني بصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، والمقرب من السلطات الإسرائيلية، قال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن الساعات الماضية شهدت محاولات دولية لوقف التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي ومنع تفاقمه، مبينًا أن حركة حماس حددت عدة شروط لمنع التصعيد من بينها أن تسمح إسرائيل بحرية كاملة للعبادة للمسلمين الراغبين في الوصول إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وأن تطلق إسرائيل سراح جميع الفلسطينيين المعتقلين صباح اليوم في القدس، وأن توقف إسرائيل نشاطها العسكري المتزايد في محافظة جنين.