المستشار محمد شيرين بمحاكمة محمود عزت: هادم الوطن تلفظه الأرض وسيعيش أمد الدهر متسمًا بالعار
استهل المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس الدائرة الأولى- إرهاب، بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا، كلمته، قبل النطق بالحكم على المتهم محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، اليوم، في إعادة محاكمته على ذمة القضية رقم 56460 لسنة 2013 جنايات مدينة نصر أول، والمقيدة برقم 2926 لسنة 2013 جنايات شرق القاهرة، والمعروفة إعلاميا بـ اقتحام الحدود الشرقية، بكلمات من الذكر الحكيم، قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم: "إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ" صدق الله العظيم.
الحكم على المتهم محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان
وقال المستشار محمد شيرين فهمي: إن حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه؛ إذا غاب عنه، ويدافع عنه؛ إذا هوجم، ويغضب له، والبشر يأنفون أرضهم على ما بها، ولو كانت مستوحشة، يذهب كل شيء ويبقى الوطن ما بقيت السموات والأرض، والمواطنة حكما في نفس كل إنسان، لا تنفك منه؛ ما دام الإنسان في هذه الحياة، والمواطنة الصالحة تتحقق في أصحاب العزائم القوية، لذا يصعب عليهم الخروج من الوطن؛ لأن حب الوطن أصيل في نفوسهم.
وأضاف رئيس المحكمة: هناك في كل زمان ومكان من يرتضون لأنفسهم، الإقدام على خيانة وطنهم وأمتهم وشعبهم، وبيع ضمائرهم، والتعاون مع أعداء الوطن؛ لينالوا الخسران في الحياة الدنيا وفي الآخرة، الخونة تتعدد أسمائهم، فمنهم المتربص، ومنهم المحرض، ومنهم المتطاول على الوطن، وكلهم يتصفون بصفة واحدة، وهي: الخيانة، ويلتصق بهم أمر واحد بشع، وهو: العار، والخيانة الوطنية تتدرج من مخالفة قوانينه وأعرافه إلى التساهل في ترك الأعداء يعبثون في الوطن، بمعرفة الشخص ورضاه، أو بالاتفاق معه، أو بالترقب للوطن، والاستعانة بالمنظمات والجهات الدولية؛ للاستقواء بها على الوطن، وكأن الوطن ليس بوطنه، ولا الناس بناسه، ولا المجتمع مجتمعه.
وأوضح المستشار محمد شيرين فهمي، أن: هادم الوطن؛ هو الذي يدعو إلى الثورات بدعوى الحرية، هادم الوطن؛ هو الذي يسعى لنشر الفتن في دولته، ويجتهد في زعزعة أمنها واستقرارها، خائن الوطن؛ هو الذي يختلق الإشاعات والأكاذيب ويروج لها في الآفاق، ويفرح بتشويه سمعة بلاده والإساءة إليها، خائن الوطن؛ هو الذي يتعاون مع التنظيمات الحزبية والمنظمات الخارجية، يحرضها ويمدها بالمعلومات والتقارير، خائن الوطن؛ هو الذي يبيع وطنه، ويخون ضميره؛ من أجل تنظيم خاسر وحزب خائن، خائن الوطن؛ هو الذي يحب الفرقة ويكره الاجتماع، يحب التنافر ويكره التراحم، الكذب سلاحه، والغدر والخيانة طريقه، خائن الوطن؛ لا تجد له ولاء ولا انتماءً، مهما زعم خلاف ذلك، وتغنى به ليل نهار، فالمواقف تكشفه، والمِحَن تُظهر خباياه، الخيانة مرض عظام، لا تخفى علاماته، ولا أعراضه مهما تستر صاحبها وتخفى.
محمد شيرين فهمي من يخون وطنه تلفظه الأرض
واستطرد المستشار محمد شيرين فهمي، أن: من يخون وطنه؛ تلفظه الأرض، ومن يخون شعبه وأمته وأهله حقا؛ لا يؤتمن، ويعامل باحتقار، وسيعيش أمد الدهر متسمًا بالخزي والعار، إن أعداء مصر لم يجدوا طريقا للنيل منها، ولكنهم نجحوا في الوصول إلى بعض ضعاف النفوس، ووضعوا في أيديهم أواني البنزين، لاعبين على أعز ما يملكه الإنسان وهو دينه، وجعلوا من الدين سلعة يتاجرون بها، حاولوا أن يجعلوا من مصر أرضا للإرهاب والموت، وهي أرض للسلام، ومهد للأديان، وأقول لهؤلاء من لا خير له في وطنه، لا خير له في دينه.
وأكد المستشار محمد شرين فهمي أنه منذ إنشاء جماعة الإخوان 1928، وهي تعمل بهدف استراتيجي، وهو: الوصول إلى الحكم، وتم إنشاء التنظيم العالمي للجماعة؛ تحقيقا لأغراضها، وضم التنظيم: حركة المقاومة الإسلامية حماس، والتي نص قطار إنشائها في مادتها الثانية، على أنها جناحًا من أجنحة الإخوان العسكرية، وفي إطار المخطط الدولي لتقسيم مصر والدول العربية إلى دويلات صغيرة؛ بدأ تنفيذ برنامج المؤامرة، حيث أعدت إحدى الدول الأجنبية مؤتمرا، أصدرت في نهايته توصيات، بضرورة مشاركة جماعة الإخوان في العملية السياسية، واتفقت الجماعة- ممثلة في أعضاء مكتب الإرشاد، ومنهم محمود عزت- مع التنظيم الدولي للجماعة، والعناصر التكفيرية، وبمعاونة بعض الدول الأجنبية، وجرى الاتفاق مع جهات تكفيرية وجهادية على اجتياح الحدود الشرقية للبلاد، واقتحام السجون المصرية.
وأكمل المستشار محمد شرين فهمي: أن نشر الفوضى وإسقاط الدولة المصرية؛ كان ذلك اتفاق حركة حماس وجماعة الإخوان، لا يدركان أنهما يستهدفون نسيج الوطن، ويقطعون أوصاله، ويقتلون خيرة أبنائه، إن العبارات تقف حائرة والتعبير قاصرًا على الخيانة التي ارتكبتها الجماعة في حق مصر، إنها آمال أقل ما توصف به، أنها أعمال في غاية الخبث، تضيق بسببها صدور ذو القلوب.
واختتم المستشار محمد شيرين فهمي، كلمته، بكلمات من الذكر الحكيم، قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ" صدق الله العظيم، والمتهم السيد محمود عزت باعتباره نائب المرشد للجماعة، وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، وهو أعلى سلطة بالتنظيم، منوط به إصدار الأوامر والتكليفات لأعضاء الجماعة الذين يجب عليهم الالتزام بها.