من حياة الرَغَد إلى أكل لحوم البشر.. كيف وصف الرحالة البغدادي رمضان في مصر؟
زار الرحالة عبد اللطيف البغدادي مصر، واستقر فيها حتى وفاته، ومما يرصده البغدادي أجواء شهر رمضان المبارك في مصر.
قُدِّر للبغدادي أن يشهد رمضان في مصر في ظرفين متناقضين، أما الظرف الأول، فهو أنه شهد شهر رمضان أيام الرغد وطيب العيش في مصر، قبل أن تحدث بها مجاعة عام 597 هجريا.
يذكر البغدادي في كتابه الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر، الأطعمة التي تحفل بها موائد المصريين في رمضان، ويسجلها بشكل دقيق، وذكر أن المصريين يتخذون الدجاج بأصناف الحلويات، بأن يُسلَق الدجاج ويلقى في ماء الورد ويلقى عليه بندق أو فستق أو ورد ويطبخ حتى ينعقد ثم يُتَبَّل، ويُرفع وتُسمى الأطبخة بالفستقية أو البندقية.
كما يتوقف البغدادي على أكلة كانت شائعة وقتها وتسمى رغيف الصينية، وهي عبارة عن طبقتين من عجين بينهما خراف مشوية ومحشوة باللحم المدقوق، ومعها دجاج وحمام وبها فستق ولوز.
أكل لحوم البشر
أما الظرف الثاني الذي قدر للبغدادي أن يسجل فيه أجواء شهر رمضان في مصر، فهو أيام القحط، بسبب المجاعة ووباء الطاعون، فيذكر أن سنة 597 هـ؛ دخلت مفترسة أسباب الحياة، وقد يئس الناس من زيادة النيل وارتفاع الأسعار وأُقحِطت البلاد.
ويذكر البغدادي أكل الناس الجيف ولحوم البشر، ويشير إلى أنه في شهر رمضان؛ تم العثور على رجل وقد جُرِّدت عظامه عن اللحم فأُكِل، ويؤكد عبد اللطيف البغدادي، أن النساء كُنَّ يملن إلى أكل لحوم الأطفال، وقد أحرق في مصر في أيام يسيرة 30 امرأة - كل منهن تقول إنها قد أكلت جماعة.
معلومات عن عبد اللطيف البغدادي
موفق الدين عبد اللطيف البغدادي؛ طبيب ورحالة موصلي الأصل بغدادي المولد، ولد سنة 557 هـ؛ تنقّل من بغداد إلى مصر ثم إلى فلسطن، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى، واستقر بها حتى وفاته.
