أصوات حول الرسول| ثابت بن قيس بن شماس يضمن الجنة بسبب صوته
يحبس ثابت بن قيس بن شماس في بيته ويبقى داخله حسيرا كسيفا ويبكي بحرقة ويتمنى الموت ويعتقد أنه أتى ذنبا عظيما وارتكب كبيرة لا تغتفر، وينقطع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حتى يسأل عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، ويرسل في طلبه، ويبلغه القوم الذين ذهبوا إليه: تفقدك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لك؟ ليجيب: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم وأجهر له بالقول حبط عملي، أنا من أهل النار، يعود الصحابة أدراجهم إلى الرسول الكريم، فيخبروه بما قاله ثابت بن قيس فيجيب الرسول الكريم قال: لا بل هو من أهل الجنة.
ويروى أنه عندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم سأله: ما يبكيك يا ثابت، فقال: «أنا صيت وأتخوف أن تكون هذه الآية نزلت في: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول»، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة؟». فقال: رضيت ببشرى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا أرفع صوتي أبدا على صوت النبي - صلى الله عليه وسلم، واستشهد ثابت في معركة اليمامة.
وأصل القصة كما جاءت في الأثر أن ثابت بن قيس حبس نفسه في البيت بعد نزول قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي»، حيث اعتقد ثابت أن الآية نزلت فيه، نظرا لأنه جهير الصوت وأنه المقصود بالنهي عن رفع صوته في حضور النبي فامتنع عن حضور مجلس الرسول الكريم، رغم أن هذه طبيعة صوته ولا دخل له بها، فلما علم الرسول بذلك طمأنه وهون عليه.
سبب نزول الآية
أما عن سبب نزول قوله تعالى وفيمن نزلت فقيل إنها نزلت في الشيخين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، حيث اختلفا في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حول وفد جاء الرسول الكريم من بني تميم فعلا صوتهما فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، فقال: عمر ما أردت خلافك، وعلا صوتهما فنزل قوله تعالى: «يا أيها الذين أمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول».