السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عمرو خالد: التنعم في الآخرة مرتبط برؤية الجمال وتذوقه بالجنة

الدكتور عمرو خالد
دين وفتوى
الدكتور عمرو خالد
الثلاثاء 26/أبريل/2022 - 06:11 م

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن مشاهد جمال الكون في القرآن لا حصر لها، وقد أعطت هذه الآية: "لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى"، المفهوم الشامل والكامل للبيئة، وأفادت من ضمن ما تعني: شمولية المعنى والحصر لمكونات أي بيئة، حيث السماوات وما فيها من أشياء وموجودات لا يحيط بعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ثم الأرض وما فيها من عناصر.

خالد: للإسلام فضل عظيم على البشرية في أن الكون في خدمتها وليس عدوًا لها

واستشهد خالد في الحلقة الخامسة والعشرين من برنامجه الرمضاني "حياة الإحسان"، المذاع عبر قناته على موقع "يوتيوب"، بالآيات الكريمة التي تتحدث عن مراحل تشكل الكون ونشأته الأولى، ومنها قوله تعالى:{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}[فصلت:9-12].

وأضاف: "تقدم هذه الآيات الأربع كما يقول موريس بوكاي، جوانب متعددة بإيجاز شامل، لمراحل تكون الكون الذي يكشف عنه العلم الحديث وتؤكدها حقائقه، فهي تبين مراحل خلق الأرض وما تشمله من الجبال الرواسي، ومصادر الأقوات المختلفة للإنسان، كما تبين مراحل خلق السماوات وهي دخان، أي كتلة غازية دقيقة، مزيّنة بالنجوم والشموس والاقمار، وهي مصدر للطاقة والإنارة والإرشاد والعمران، وهكذا تتكامل عناصر الكون بعضها مع بعض على مستوى السماوات والأرض، وهو المحور الذي يدور حوله المفهوم الإسلامي للبيئة".

وذكر خالد أن القرآن الكريم يتحدث عن عناصر مرئية للبيئة، وأخرى غير مرئية في الكائن الحي وفي غيرها من المكروبات والكائنات الدقيقة، وعن العناصر التي يكتشفها العلم في باطن الأرض أو في قاع البحار أو في الفضاء الخارجي، كما في قوله تعالى:{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}، وقوله تعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}.

وأوضح أن هذا "ما يشير إلى أن الله سبحانه وتعالى سيكشف لنا في المستقبل آياته، في الأرض وفي الآفاق المحيطة بها، ولعل وصول الإنسان إلى القمر ومحاولة وصوله إلى المريخ، وكل ما يحدث من محاولات للكشف أسرار الكون في الافاق المحيطة بالأرض، يأتي مصداقا لهذه الآية الكريمة".

سور قرآنية بأسماء الحيوانات والحشرات والنباتات والمعادن

وأورد خالد من دلائل القرآن الكريم على العناية والاهتمام بالبيئة، أن هناك عددًا من السور يسمى بأسماء للحيوانات والحشرات وبعض النباتات والمعادن، وبعض الظواهر الطبيعية، مثل: البقرة، الانعام، الفيل، العاديات (الخيل)، والنحل، والنمل، والعنكبوت، والتين، والحديد، والرعد، والذاريات (الرياح)، والنجم، والفجر، والشمس، والليل، والضحى، والعصر، والطور (جبل)، والبلد (مكة)، والأحقاف (مكان في الجزيرة العربية)، والحجر، والكهف، معتبرًا أن هذه التسميات للسور القرآنية لها دلالاتها وإيحاؤها في نفس الإنسان المسلم، وربطه بالبيئة من حوله، بحيث لا يكون في عزلة أو غفلة عنها.

ورد خالد على اتهام الغرب للمسلمين بأنهم لا يدعون لحماية البيئة، قائلًا: "على الرغم من أنه هو من أفسدها من جشع الرأسمالية "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ"، ومع ذلك يحسب للغرب الآن المحاولات لتحسين البيئة، من استخدام الكرتون بدلًا من البلاستيك، وإلزام شركات الورق بزرع 10 شجرات مقابل كل طن ورق".

فضل الإسلام على البشرية

وأشار إلى أن "للإسلام فضلًا عظيمًا على البشريّة حين جاء بحقائق تبيّن أن الكون في خدمتها وليس عدوًّا لها كما تصوّر بعض العقائد، ولا هو شيء مقدّس تعبده وتخدمه كما في عقائد أخرى، وهذا ما أتاح للعلماء والمستكشفين والمخترعين أن يبحثوا ويتعرّفوا على سنن الكون ويستخرجوا خيراته بدل أن يصارعوه أو يخافوا منه أو يعبدوه".

وربط خالد بين التنعم في الآخرة برؤية بالجمال وتذوقه في الجنة وجمالها وحسنها بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، مصداقًا لقوله تعالى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ...).

تابع مواقعنا