لماذا تخشى إسرائيل اتهامها بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة؟
منذ الدقائق الأولى لمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، إثر إصابتها برصاصة في الرأس، سارعت السلطات الإسرائيلية لنفي أن جنود جيش الاحتلال هم من أطلقوا النار تجاه الإعلامية الفلسطينية، حال تواجدها لممارسة مهام عملها بنقل اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين للاجئين.
عقب الإعلان عن استشهاد شيرين أبو عاقلة برصاص الإحتلال الإسرائيلي، سارع المدافعون عن إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي إلى نشر مقطع فيديو، يزعم أنه يُظهر مسلحين فلسطينيين في معركة بالأسلحة النارية مع قوات الاحتلال، ويظهر أيضًا فلسطيني واحد يقول إنهم ضربوا جنديًا إسرائيليًا، زاعمين أن من قتل أبو عاقلة هم الفلسطينيون.
استشهاد الصحفية شيرين أبوعاقلة
المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ران كوخاف، قال وفقًا لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، إن الفلسطينيين أطلقوا النار عشوائيا في مخيم جنين، وأشاروا إلى أنهم نجحوا في إصابة شخص على الرغم من عدم إصابة أي من جنود الجيش الإسرائيلي في تبادل لإطلاق النار، لكنه أضاف أنه من الممكن أن تكون قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار على شرين أبوعاقلة بالخطأ.
المسؤول الإسرائيلي تابع بأنه من السابق لأوانه معرفة من أطلق النار على أبو عاقلة، وأن قوات الجيش الإسرائيلي دخلت مخيم جنين للاجئين في وقت مبكر من الصباح، وواجهت نيرانًا أطلقها عشرات الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنه لم تقع إصابات في صفوف قوات الاحتلال، في إشارة منه لتأكيد مزاعم أن الفلسطينيين هم من قتلوا شرين أبو عاقلة.
الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة
الصحيفة العبرية، أشارت إلى أن أبو عاقلة تحمل الجنسية الأمريكية، وهو ما يثير مخاوف تل أبيب من التأكيد على أنها تقف وراء مقتل صحفية قناة الجزيرة، بعد إصابتها برصاصة في الرأس، خوفًا من تأثير تلك الحادثة على العلاقات مع واشنطن، خاصة في ظل ترقب تل أبيب لزيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل وفلسطين، يزور خلالها أحد المستشفيات الفلسطينية بالقدس.
كما أن إسرائيل راحت تطالب على غير عادتها، بإجراء تحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية التي تحمل جنسية أمريكية، في محاولة منها لنفي الاتهامات الموجهة إليها، بوقوفها وراء الرصاصة التي أصابت رأس أبو عاقلة، بتقديم عرض إجراء تحقيق مشترك مع السلطات الفلسطينية، للكشف عمن أطلق الرصاص على أبوعاقلة.
إسرائيل تخشى الاعتراف بقتل شيرين أبوعاقلة
خطوة إسرائيلية أخرى غير معتادة لتحسين صورتها أمام واشنطن التي تحمل أبوعاقلة جنسيتها، والمجتمع الدولي الذي راح يوجه أسهم اتهماته لمن يقف وراء استشهاد شرين أبوعاقلة أثناء تأديتها مهام عملها، بإعلان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في بيان آخر له، أن قيادات تل أبيب تعمل على التحقيق في الأحداث ومراجعة زوايا إطلاق النار، أملا في نفي التهمة المتكررة عن بلاده، إلا أنه لم يستطع أن يقول بشكل قاطع أن الصحفية قتلت بنيران فلسطينية، وأنه إذا كان الجنود الإسرائيليين مسؤولين فسيتعين عليهم الاعتذار؛ وهو على غير المعتاد من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بدوره راح يوجه أسهمه تجاه رأس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، الرئيس الفلسطيني، لإلقائه اللوم على إسرائيل في استشهاد شرين أبوعاقلة، بوصفه أنه ادعاء لا أساس له، قائلا وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، أن تل أبيب تمتلك معلومات تشير إلى أنها قد تكون أصيبت برصاص مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار عشوائيا، ما يؤكد خشية تل أبيب من القوع في منعطف سياسي الولايات المتحدة الأمريكية التي تحمل أبو عاقلة جنسيتها قبيل زيارة بادين المرتقبة، بإصرارهم على تقديم عرض التحقيق المشترك الذي وصفته الصحف الإسرائيلية، بأنه طلب استثنائي يتم تقديمه عندما يتعلق الأمر بمواطنة إسرائيلية، لخشية تل أبيب من تسبب مقتل الصحفية شرين أبوعاقلة لإرتدادات سياسية جدية.
كما أن السفير الأمريكي بتل أبيب توماس، علق على الحادث قائلا: حزين جدًا لمقتل الصحفية الأمريكية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، مطالبًا بإجراء تحقيق شامل في ملابسات وفاتها، وإصابة صحفي آخر على الأقل اليوم في جنين، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
