حلة محشي ع الهادي وع السخان
ومن منا لا يستهويه صنفٌ واحدٌ من أربعين نوعًا من أشهر أنواع المحاشي بين دروبات المحروسة؟
مصر بلد من البلدان التي عُرف عنها واشتهر بها وخالط كثيرٌ من أهله صنوفًا عدة من الطعام والشراب، عُرفت بين أوساطهم ومجتمعاتهم وأسرهم منها "المحشي"
ربما يكون العنوان غريبًا بل وصادمًا للبعض، حينما أقول العبرة في حلة المحشي،
ربما قصدت نوعا من الغرابة في العنوان من أجل ما يمليه أو ما تقتضيه بعض الضوابط والأسس والأعراف الصحفية كتصدير الغريب في المبتدا لجلب ولفت النظر، ولكن المحشي كمثال دونًا عن غيره من أصناف الطعام وألوانها هو ما يشترك في حب بعض أصنافه أو حبه جميعا كثيرٌ من المصريين؛ لذا هذا المقال هو للقارئ المصري في المقام الأول بامتياز، لماذا؟ لأني أقترح عليه فيه بعض الضوابط والأسس والمعايير التي ربما عليه وضعها في اعتباره قبل متابعة وثيقة ما وصحيفة ما أو أي وسيلة تواصل اجتماعي تحمل أخبارًا ومعلومات في الواقع حوله، لذا أظن أنه من الواجب على القارئ أن يميز ويتحرى من يقدم له ما هو على هواه، من قدم له الوجبة كاملة، من قدم له صنوفًا عدة، من قدم له تحديدًا الفلفل، من قدم له الباذنجان، ورق العنب، من قدم له كذا وكذا، ومن رعاه ومن طيب نضجه ومن لسع طعامه ومن احترق شواؤه ومن ساء طهيه.
ويميز الجميع كلا في مكانه ليعلم ماذا يتبع وماذا يلاحظ ويقرأ ويستهوي، وعن ماذا يبحث ومتى يبحث.
الشمولية أساس وأحد معايير تمييز أي وسيطة إعلامية، بها يتميز فريقُ عمل أي وسيطة دعائية أو أعلامية أو صحفية، بالشمولية لا بالتخصص، أحيانًا يكون التخصص نافعا للطرفين: للقارئ ولمقدم المنتج، ولكن الشمولية كهدف واستراتيجية تصل بك إلى قطاعاتٍ عريضة واسعة كبيرة جدًّا تستوعب أي كم من الأخبار المنظبطة الواعية الصحيحة التي تراعي المعايير.
لماذا المحشي تحديدًا؟ لاحتواءه على أصناف وأنواع وأشكال من الصعب أن تجد شخصًا لا يحبهم، على الأقل سنجد صنفًا واحدًا يفضله،
هل أنا كـ قارئ سآكل أي صنف من أي أحد؟ لا، بل سآخذ من أجاد الطهي وتفنن فيه ولن أهتم بمن "قلب على السخان" بمعنى؟ هناك أحد يعتبرني رقمًا فقط في معادلة المعرفة، كمن يطلب "اللايك والشير والسبسكرايب"
لكن هناك من يراني قارئًا يُحترم..
من يعتبرني رقمًا سـ "يقلب لي حلة المحشي" ويعطيها لي محروقة أو غير مستوية
أما من يهدئ النار ويسوّي المحشي ببال طويل ويتذوقها قبل التقديم هذا هو من يهتم ويحترمني كـ قارئ، فهذا هو من أتابعه وأحترمه وأسأله وأعتبره كيانًا يستحق المتابعة، بينما الآخر أضع أمامه علامة إكس كبيرة وأحذفه من قائمتي وأغادره لأن الوجود معه غير مجدٍ بالمرة وخاسر أشد خسارة.
يبقى إذن أن هناك ضوابط ومعايير على القارئ ممارستها والاطلاع عليها ومعاينة مدى انضباط الوسائل والأوساط الإعلامية المختلفة بها، وبناءً على ذلك يحدد هوية وإمكانية متابعة تلك الصحيفة أو الوثيقة أو الموقع الإلكتروني.. جزء آخر في منتهى الأهمية وهو الفهم العام أو التصنيف العام لكل قارئ تجاه الجريدة أو الموقع الذي يتابعه، لا بد أن يصنفه إما على مجال الأسرع نقلًا أو الأهم والأقوى خبرًا أو هو الأدق تحليلًا أو الأبرز والأشمل حضورا وتغطية، لماذا؟ لأنه من القليل النادر أن تجد أعدادًا من المواقع الإلكترونية والوسائل والشركات الإعلامية اللاتي تتفوق في تلك المجالات كافة، بينما الغالب والسائد في الوسط أن تتميز الوثيقة بعنصرين أو ثلاثة عناصر على الأكثر في هذا الشق، وبناءً على ذلك يصنفها القارئ ويتابعها ويتفاعل معها.
عزيزي القارئ شوف مين سوالك حلة المحشي على الهادي ومين حرقها وقلبها ع السخان، وحكم رأيك وضميرك واختار الأنفع ليك، وإلى اللقاء في مقالٍ مقبل بإذن الله.