مع جدل التعدد.. مفتي الجمهورية في حوار سابق لـ القاهرة 24: الزواج بواحدة هو الأصل.. وللمرأة اللجوء للقضاء حال الضرر

عادت قضية التعدد إلى الصدارة من جديد، بعد الجدل الكبير الذي سببه تصريح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، حول ضرورة أن تعين الزوجة زوجها على الزواج بامرأة ثانية، بدلا من ارتكابه الفاحشة، وهو ما أحدث انقساما لدى الرأي العام المصري، خلال الأيام الماضية، بين مؤيد ومعارض. 
 

رأي مفتي الجمهورية في قضية التعدد 
 

وفي هذه المناسبة، يعرض القاهرة 24، رأي الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في مسألة تعدد الزوجات، والذي صرح به، خلال حوار سابق له مع القاهرة 24، وهو الرأي المعمول والمأخوذ به في دار الإفتاء المصرية، المؤسسة الرسمية للإفتاء في الدولة.

مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، أكد أن الأصل في الشريعة الإسلامية، الزواج بواحدة، وليس التعدد، منوها بأنه إنما أبيح للرجل الزواج مرة أخرى، على خلاف الأصل، عند الحاجة.

مفتي الجمهورية: الإسلام لم يأت بتعدد الزوجات بل جاء بالحد منه

الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أكد خلال حواره مع القاهرة 24، أنه من المعلوم أن الإسلام لم يأت بـ تعدد الزوجات، بل جاء بالحد منه، حيث كان شائعا في الجاهلية تزوج الرجل بما شاء من النساء دون تقيد بعدد معين.

وأضاف مفتي الجمهورية، أنه لم يرد في القرآن، أو السنة، ما يدل على أنه يجب على من تزوج واحدة أن يتزوج بأخرى، موضحا أن تعدد الزوجات ليس مقصودا لذاته، ولذلك نص الجمهور على استحباب الاقتصار على زوجة واحدة عند خوف الجور في الزيادة، وكذلك في خصوص الزوجة التي أنجب الرجل منها الذرية. 

مفتي الجمهورية، أشار في هذه المناسبة، إلى قول الله- جل وعلا-: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾  فالآية تُظهر أن الإباحة مشروطة بوجود مبرر قوي أو حاجة إلى التعدد؛ فيجوز بشرط العدل، والزوج مسئول أمام الله في عدم التزامه بهذا العدل؛ وكذلك الميل القلبي لا يجوز أن يكون مؤثرًا في الحقوق والواجبات.

المفتي: للمرأة الحق في اللجوء إلى القضاء إذا تضررت من زوجها 

مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، أكد أيضا أن الإسلام أقر حق المرأة في اللجوء للقضاء عند تضررها من زوجها، مؤكدا أنه لا بد من الحاجة إلى منطقة الأخلاق والسكن والمودة حتى نخفف المشاكل الزوجية والأسرية وبالتالي نخفف الضغط على المحاكم.
 

رأي شيخ الأزهر في تعدد الزوجات

في السياق ذاته، سبق أن أوضح الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مرارا، رؤية الشريعة الإسلامية للزواج الثاني، عبر عدة تصريحات وأحاديث له. 

ولعل أشهر هذه التصريحات، ما نشرته جريدة صوت الأزهر، الناطقة باسم الأزهر الشريف، والذي أكد فيه الإمام الأكبر، أن زوجة واحدة تكفي، موضحا أن الزوج ليس حرا في الزواج بثانية، وإنما إباحة ذلك جاءت مقيدة بشروط، أبرزها؛ العدل، الذي يعد مجرد الخوف من تحقيقه مُحرِّما للزواج الثاني. 

أزمة التعدد 

وخلال الأيام الأخيرة، سادت حالة من الجدل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن الزوجة الثانية، وذلك بعد انتشار تصريح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، الذي قال فيه: على الزوجة أن تعين زوجها على الزواج بأخرى؛ حتى تمنعه من الفاحشة. 

التصريح السابق تسبب في خلق دوامة من الغضب، عبر وسائل التواصل الالكترونية؛ حتى خرج الدكتور أحمد كريمة، موضحا حقيقة تصريحه السابق، من خلال منشور عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كتب فيه: توضيح لحقيقة تصريحات الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، والتي تم تداولها بأنه على الزوجة إعانة زوجها على الزواج بأخرى بدلا من ارتكابه الفاحشة، حيث إن تصريح كريمة كان يراد به الزوج المغترب والذي أراد الزواج ليعف نفسه عن الحرام ولا يستطيع أن يتواصل مع زوجته.  

أقصد الزوج المغترب.. أول تعليق من أحمد كريمة بعد جدل تصريحاته عن الزوجة الثانية

بعد جدل الزوجة الثانية.. رئيس تحرير صوت الأزهر يبرز رأي الإمام الأكبر في تعدد الزوجات 

وتابع كريمة: هنا قلت يمكنه الزواج بأخرى حتى لا يرتكب الفاحشة، وإن كان إخبار الزوجة الأولى بالزواج يمكن أن يؤثر على تماسك الأسرة. فالأفضل ألا يخبرها لأن هذا لم يرد نصا في الشرع.