الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حينما تكون البنت والدة أمها

محمود علي
مقالات
محمود علي
الجمعة 27/مايو/2022 - 11:13 م

راحة نفسية وسكون عجيب أشعر بهما عندما أستمع إلى إذاعة القرآن الكريم، تضاعفت هذه الراحة الجمعة الماضية عندما استمعت من خلالها إلى مولانا الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وهو يجيب عن سؤال لمتصلة جعلتني أبكي من شدة الفرح.

السيدة المتصلة بدأت مكالمتها بالشكر والثناء على إذاعة القرآن الكريم، ثم سألت عن حكم صلاتها جالسة بسبب معاناتها من ورم بالمخ وإصابتها بمرض السكري، والذي رخص فيه عاشور للسيدة بالصلاة جالسة ودعا لها بأن يمن الله عليها بالشفاء، لكن سؤالها الثاني بخصوص ابنتها كشف لي نوعا جديدا من البنات لم أسمع عنه من زمن الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم.

سؤال السيدة كان بخصوص أنها تريد شراء جهاز تعويضي لقدمي ابنتها المعاقة بالتقسيط، لكن ابنتها ترفض شراء الجهاز لأن ثمن القسط الواحد 1600 جنيه شهريا، بينما علاج والدتها تكلفته 1000 جنيه، والبنت لا تريد أن تحمل أمها عبء تكلفة الجهاز وتفضل والدتها عن نفسها، وطلبت السيدة من الشيخ الكريم أن يقنع ابنتها بشراء الجهاز التعويضي حتى تتحسن حالتها.

الشيخ تحدث مع البنت المحتسبة الصابرة على المرض، والتي يعكس صوتها مدى الحب والحنان والبر التي تحمله لوالدتها المريضة، وأقنعها بكلمات رقيقة لتستجيب لكلام والدتها، قائلا: أنتِ ضربتي أروع الأمثلة في بر الوالدين، بل أفضل علاقة بين البشر على الإطلاق وهي الإيثار، فأنتِ بنت أمكِ وأم والدتك، وأنا سعيد جدا بهذه العلاقة الطيبة بينكما، لكن والدتك تريد أن تراكي في أفضل صورة، فشراء الجهاز بالتقسيط حلال ولا شيء فيه، وإن شاء الله تشتري الجهاز وفي نفس الوقت والدتك تكمل علاجها، وأصحاب الخير كثيرون يجبرون ما تبقى من نفقات.

صوت الفتاة وطريقة حوارها مع والدتها لا يزال يرن في أذني ووددت لو تسمعه كل بنت تسيء إلى والدتها، أو ترفع صوتها عليها، أو ترفض تلبية طلباتها وتتملل ضيقا وسخطا وضجرا منها، ولو كان الأمر بيدي لجعلت منها تريند حتى نتعلم منها جميعا درسا في الإنسانية بكل معانيها.

تابع مواقعنا