الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ظل انتهاكات الاحتلال.. الجماعات المقدسية تلعب دورًا مهمًا لخدمة القدس

عَلم فلسطين - أرشيفية
سياسة
عَلم فلسطين - أرشيفية
الإثنين 30/مايو/2022 - 08:25 م

بات من الواضح أن كثيرًا من الجماعات المقدسية تلعب دورًا مهمًا من أجل الدفاع عن القدس، وفي هذا الصدد بات الحديث يتزايد عن الدور الذي تلعبه جماعات محددة مثل «منبر الأقصى الدولية» أو جماعة «وقف الأمة لخدمة  القدس»، وهما الجمعيتان اللتان تلعبان دورًا مهمًا من أجل الدفاع عن القدس.

وتشير بعض من منصات التواصل الاجتماعي إلى تصاعد الخلاف بين الحين والآخر بين بعض من هذه الجمعيات خاصة بين بعض من العناصر في المقاومة من جهة وبعض من كبار مسؤولي حماس بعد القرار التركي الأخير بتخفيض أو قطع العلاقات بين حركة حماس والحكومة التركية. 

ونوهت بعض من المصادر السياسية، في حديثها لـ «القاهرة 24» من لندن، إلى أن وراء هذا الخلاف هو اتهامات لحماس باختلاس الأموال، وهو أدى لانتهاء العلاقات بين الحركتين وحماس، التي تقترب من الحركات الشيعية مثل حزب الله وإيران.

ومع دقة هذه الاتهامات، تحدث عدد من الخبراء الفلسطينيين لـ«القاهرة 24»، للرد على هذه القضية، وبسؤال ياسر مناع، الكاتب والمحلل الفلسطيني، عن هذه القضية قال: «إن تركيا تعمل من أجل مصالحها كدولة إقليمية تحافظ على العلاقة مع جميع المنطقة في ذات الوقت تقدم الدعم الفلسطينيين بما فيهم حماس». 

وأشار مناع إلى أن هذا ضمن تفاهمات داخلية بين الطرفين، ولا شك أن الاحتلال يضغط على حماس من خلال رزمة مطالب من تركيا بطرد عناصر الحركة من أرضها، مؤكدًا أن هذا الطلب ليس بالجديد.

خلافات بين بعض الجماعات الفلسطينية

وردًا على السؤال بشأن التقارير التي تتحدث عن وجود خلافات بين بعض الجماعات الفلسطينية في تركيا وحركة حماس، وهو ما تفجر وتمت إثارته عقب التصعيد الحاصل بين تركيا والحركة عقب قرار أنقرة بوقف أنشطة الحركة على أراضيها، قال مناع إنه لا يمتلك معلومات عن هذه القضية، مشيرًا إلى أن حماس واضحة في موقفها بأنها تحترم سيادة تركيا بمعنى أنها لا تمارس أي نشاطات داخل الأراضي التركية. 

وأضاف مناع: بصراحة لم أسمع أو أشاهد أي أخبار حول هذا الموضوع، لو أنها تفجرت لضجت وسائل الإعلام بها، متابعًا: أعتقد ان حماس واضحة بشأن احترام سيادة الدول التي تستضيف عناصرها وقياداتها في إطار تفاهمات غير معلنة بين الطرفين. 

استمرار الانقسام الفلسطيني الذي تغذيه بعض العواصم الخارجية

ومن جهته يقول المختص في الشأن الفلسطيني الصحفي عبد الهادي عوكل إن الخلافات الفلسطينية-الفلسطينية حاضرة دائمًا للأسف، سواء في الداخل الفلسطيني أو في الساحات الخارجية، وخير دليل على ذلك استمرار الانقسام الفلسطيني الذي تغذيه بعض العواصم الخارجية، رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها القاهرة وغيرها من العواصم لتحقيق المصالحة؛ لكنها لم تتكلل بالنجاح بسبب الخلافات الفلسطينية.

وقال عوكل، لـ«القاهرة 24»، إنه على صعيد العلاقة بين حماس وتركيا، فلا بد من الإشارة إلى أن أنقرة أصبحت قِبلة حركة حماس في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس حزب العدالة والتنمية، والمواقف التركية الداعمة لحركة الإخوان المسلمين وحركة حماس التي تنبثق عنها، حتى إن القيادي في حركة حماس مشير المصري عبّر عن موقف الحركة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 قائلًا: «مستعدون لبذل الدماء من أجل إسطنبول، وعلى شواطئ تركيا». 

وتابع المختص في الشأن الفلسطيني: تنظر حماس لأردوغان على أنه حليف استراتيجي لها ولحركة الإخوان المسلمين عامة وداعم اقتصادي لها من خلال السماح لها بالعمل في التجارة والإنشاءات.

ومع تبخر حلم أردوغان في رهانه على الإخوان المسلمين، وانصياعه لمتطلبات عودة العلاقات مع القاهرة بإزالة نصب تمثال رابعة من إسطنبول وتوقيفه الفضائيات الإخوانية التي تبث سمومها ضد المصالح المصرية، وتحجيم دور قيادات الإخوان هناك، اتبع الأمر ذاته مع حركة حماس من أجل مصلحته الاقتصادية بالإقدام على إعادة العلاقات مع إسرائيل التي قتلت 10 من المواطنين الأتراك كانوا يبحرون على متن سفينة مرمرة بهدف رفع الحصار عن قطاع غزة، في 31 مايو 2010، إذ استقبل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ، ورد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الزيارة في 25 مايو لتل أبيب، ووضع إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست في أوج الانتهاكات الإسرائيلية للقدس والمسجد الأقصى المبارك.

تحجيم نشاط حركة حماس واحتواؤها 

ويُعدُّ هذا التحول في سياسة أردوغان، انسجامًا مع مصالح بلاده الاقتصادية، فالانهيار في الليرة التركية، وسوء الوضع الاقتصادي، أجدى له من علاقات مع حركة حماس، وكان لا بد له من استعادة العلاقة مع إسرائيل لدفع الثمن، والثمن ستكون تحجيم نشاط حركة حماس واحتواءها وليس شرطًا ترحيل جميع قياداتها، وهو ما تخشاه الحركة التي أدانت زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ، ولم تدن استقباله من قِبل أردوغان.

ويعتقد أن من أقدم على طرد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عام 2015 صالح العاروري من تركيا بطلب إسرائيلي في إطار حل ملف قضية سفينة مرمرة وتعويض الضحايا الأتراك، لن يتوانى في تحجيم وطرد قيادات حماس التي تقيم هناك، وترى إسرائيل فيهم تهديدًا على أمنها، كما العاروري.

ويمكن القول: «إن هناك انقلابًا في السياسة التركية مع حركة حماس، لذلك فإن العلاقات لن تكون كما في السابق، وستسير من سيء إلى أسوأ، والأرجح أن يتم تقييد نشاط قيادات حركة حماس ودفعهم للخروج من تلقاء أنفسهم».

ومن الضروري الإشارة إلى أن التقارب التركي الإسرائيلي سبّب حرجًا كبيرًا لحركة حماس أمام الشعب الفلسطيني التي عبّرت عن غضبها لرهان حماس على أردوغان، وعندما صرح المصري باستعداد الفلسطينيين بذل الدماء على شواطئ تركيا، لأن كثيرًا من الفلسطينيين ينظرون لأردوغان على أنه يُتاجر بالقضية الفلسطينية.

تابع مواقعنا