الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كيف أقنع صلاح الشوربجي بتمثيل إنجلترا؟

الأربعاء 15/يونيو/2022 - 08:22 م

قبل أيام، خرج علينا محمد الشوربجي، لاعب منتخب الإسكواش المصري وبطل العالم والمصنف الأول عالميًا، ليعلن أنه لن يلعب تحت علم مصر مرة أخرى، مفضلا تمثيل منتخب إنجلترا في البطولات المقبلة.
وعن السبب، اكتفى بجملة واحدة، رغم تشعب تفاصيلها، وهي «أنه لم يتلق الدعم المناسب في مصر».
جملة بسيطة، لكنها تحمل بين طياتها سنوات من الخذلان، ولست هنا بصدد الدفاع عنه أو عن أعضاء اتحاد اللعبة، ولكن يجب ألا تمر تلك الجملة مرور الكرام، إذ قد يكون الشيطان مختبئًا بين تفاصيلها حقيقة.
ولكن السؤال الأهم، لماذا الآن يا شوربجي؟، رغم معرفة جميع أعضاء اتحاد اللعبة بالمغريات التي يتعرض لها اللاعبون من أجل تمثيل دول أخرى، تلك الدول التي قد تكون مغرياتها لا تقاوم.
لماذا الآن يا شوربجي؟، رغم العروض الرسمية التي تلقيتها أكثر من مرة طوال السنوات الماضية، من إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.
ربما هو الأمل.. الأمل في تغيير الأوضاع، أو في مستقبل أفضل للرياضة عموما في مصر، وإن كان الأمر كذلك، فما الذي نسف آمالك في التمتع بذلك المستقبل؟


10 سنوات في حب مو صلاح

وجد محمد الشوربجي في محمد صلاح، نجم منتخبنا القومي لكرة القدم ونادي ليفربول الإنجليزي، ذلك الدعم الحقيقي، الذي طالما بحث عنه، كان ذلك قبل 10 سنوات تقريبا، وتحديدًا عندما كان الأخير محترفًا في نادي تشيلسي.

وبحكم تمتع الشوربجي بالجنسية الإنجليزية وإقامته شبه الدائمة في إنجلترا، التقى الاثنان عدة مرات هناك، قبل أن يتخذ صلاح قرار المغادرة إلى الدوري الإيطالي، على سبيل الإعارة لنادي فيورينتينا، وبعد ذلك الاستقرار في نادي روما لفترة.

طوال تلك المدة لم تنقطع العلاقة بين الثنائي، حتى أن الشوربجي تواجد في إيطاليا وتقابل الاثنان أكثر من مرة، وفي عام 2016، صرح بطل الإسكواش المصري بأن صلاح، نجم فريق روما الإيطالي آنذاك، وضع معه خطط مبارياته في بطولة دبي للإسكواش.

وعام 2018، تحدث بطل الإسكواش المصري في برنامج «معكم» للإعلامية منى الشاذلي، مؤكدًا سعادته بمحمد صلاح وفخره الشديد به وما وصل إليه، سواء في إيطاليا أو إنجلترا، وما يمثله من قيمة كبيرة لكل المصريين في أوروبا.

لم يتوقف دعم مو صلاح لـ مو الشوربجي، عند هذا الحد، بل استمر حتى الآن.


الصدمة.. تأثير صلاح

لكن، لماذا تغير موقف البطل المصري.. من رفض إغراءات اللعب لدول أخرى غير مصر، إلى الموافقة وتمثيل إنجلترا؟

الحقيقة، محاولات إقناع الشوربجي باللعب لغير مصر استمرت لسنوات، ورغم انعدام أو قلة الدعم الرسمي له، بما لا يتناسب مع قيمته، إلا أن الأمل في تغيير الأوضاع مستقبلا، كان دائما السبب وراء إثناءه عن ذلك، حتى حدث شيئًا لم يتوقعه، كان سببًا رئيسًا في تغيير وجهة نظره تمامًا.

باختصار.. فوجئ المصريون، صباح يوم الإثنين الموافق السادس من يونيو، بإعلان محمد الشوربجي قراره، تمثيل إنجلترا في بطولات الإسكواش المقبلة، وعلى الفور، بدأت حملات التخوين من بعض المواقع الصحفية، رغم أن الرجل ما زال مصريًا، محتفظًا بجنسيته وتاريخ بطولاته المسجل لمصر، في رياضة سعى لسنوات أن يضعها على قمة الإسكواش العالمي.

لكن، قبل ذلك القرار بأسبوع، وتحديدًا مساء يوم السبت، الموافق 28 مايو، تابع الشوربجي مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، التي جمعت بين نادي ليفربول الإنجليزي ونظيره ريال مدريد الإسباني.

ولست هنا بصدد الحديث عن المباراة، أو نتيجتها التي انتهت بهزيمة مو صلاح ورفاقه وخسارة اللقب، إلا أن ما لم يكن متوقعًا لـ صلاح أو لـ الشوربجي أو غيرهم، أن ينتشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، لمجموعة شباب مصريين يظهرون شماتتهم في هزيمة «الملك المصري» وينهالون عليه بألفاظ نابية.

هل ذلك هو الدعم الذي يستحقه صلاح أو غيره من المصريين الأبطال الذين يرفعون علم مصر خفاقًا في المحافل الدولية؟

إذا كان الدعم الرسمي ممثلا في الاتحاد أو وزارة الشباب معدومًا أو قليلًا، فأي عذر نتقبله لمثل هؤلاء المشجعين؟.. ولمن نمارس الرياضة إذًا؟

ما حدث مع صلاح والشوربجي وغيرهم يحدث كل يوم، وبصور مختلفة، على سبيل المثال ولا الحصر، تلخص إشكالية دخول البروفيسور العالمي مجدي يعقوب الجنة ذلك الأمر.

في النهاية.. أوقفوا حملات تخوين شوربجي، وأنزلوا الناس قدرهم، فذلك من تمام الدين والأخلاق.

تابع مواقعنا