مصر لا تملك ثلث آثار العالم
«مصر تمتلك ثلث آثار العالم».. «الأقصر تمتلك ثلث آثار العالم».. هذه الجُمَل سمعنا عنها كثيرا، وتتردد أمامنا على شاشات التليفزيون، وحتى من بعض المسؤولين منذ عقود، فهل هي حقيقة؟ أم ادعاءات غير صحيحة كغيرها من الادعاءات عن الآثار المصرية؟.
مصر تمتلك الكثير من الآثار من مختلف العصور منذ ما قبل الأسرات، ومن الحضارة المصرية القديمة، والرومانية، والقبطية الإسلامية، ومع كل هذا التنوع؛ هناك بعض التساؤلات المنطقية للرد على امتلاك مصر ثلث آثار العالم؟، مثل: ما هي كمية الآثار التي تمتلكها مصر؟، وكم تملك مصر من آثار العالم؟، وكم يمتلك العالم من آثار؟، وهل منظمة اليونسكو ذكرت أن مصر تمتلك ثلث آثار العالم؟، وأيّ مصدر أو كتاب أو مرجع علمي ذكر أن مصر تمتلك ثلث آثار العالم؟.
والرد العلمي على هذه التساؤلات لنصل إلى الإجابة عن: هل تمتلك مصر ثلث آثار العالم، يتمثل فيما يلي:
مُنظمة الأُمم المُتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، ذكرت على موقعها الرسمي، أن قائمة التُراث العالمي تضُم 962 موقعًا، في 157 دولةً، وتنقسم إلى 745 موقعًا ثقافيًا، و188 موقعًا طبيعيًا، و29 موقعًا مُختلطًا، فكم تمتلك مصر من هذه المواقع الأثرية؛ لتصبح دولة تمتلك ثلث آثار العالم.
ووفقًا للموقع الألماني الإحصائي «statista»، تأتي دولة إيطاليا المركز الأول في عدد المواقع المُسجلة في قائمة التُراث العالمي بـ58 موقعًا أثريًّا، ودولة الصين في المركز الثاني بـ56 موقعًا، وألمانيا المركز الثالث بـ51 موقعًا، وإسبانيا رابعًا بـ49 موقعًا، وفرنسا خامسًا بـ49 موقعًا، والهند سادسًا بـ40 موقعًا، والمكسيك سابعًا بـ35 موقعًا، والمملكة المُتحدة البريطانية ثامنًا بـ33 موقعًا، وروسيا تاسعًا بـ30 موقعًا، وإيران في المركز العاشر بـ26 موقعًا أثريًا.
وأما عن مصر؛ فتمتلك 6 مواقع أثرية تاريخية فقط؛ وبالتالي، فإن ترتيب مصر في عدد المواقع التاريخية والأثرية، أقل بكثير من الثلث؛ مما يثبت أن هذه المعلومة عارية تماما عن الصحة، وأن مصر لا تمتلك كمية تساوى ثلث آثار العالم.
آراء بعض علماء الآثار عن كمية الآثار التي تملكها مصر
الرأي الأول؛ كان للدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، حيث ذكر أن مدينة الأقصر لا تحتوي على ثُلث آثار العالم كما هو شائع، لكن بها أهم آثار العالم على الإطلاق، وأن دولة مثل الصين، بها آثار أكثر من مصر أضعاف المرات، لكن تبقى الأهمية في قيمة آثار الأقصر، واكتشافاتها التاريخية، وقد كانت هذه التصريحات خلال أحد الحوارات التليفزيونية.
الراي الثاني، لرئيس هيئة الآثار المصرية الأسبق، الدُكتور عبد الحليم نور الدين، والذي قال عن امتلاك مصر ثُلث آثار العالم: التصريحات دي كانت في أكتوبر 2014.
ثالث رأي، كان لوزير الآثار السابق، الدُكتور ممدوح الدماطي، على إحدى القنوات التليفزيونية في سبتمبر 2014، بأن امتلاك مصر ثُلث آثار العالم؛ معلومة خاطئة.
وزارة السياحة والآثار ذكرت أن عدد المواقع الأثرية في مصر، 6 مواقع أثرية، وهذه هي مدينة طيبة القديمة «الأقصر»، ودير سانت كاترين في جنوب سيناء، ومعابد النوبة من أبو سمبل إلى فيلة، وجبّانة ممفيس من منطقة أهرامات الجيزة إلى دهشور، ومنطقة أبو مينا بالإسكندرية، والقاهرة التاريخية، بالإضافة إلى موقع واحد للتراث الطبيعي؛ وهو وادي الحيتان.
التضخيم في عدد الآثار المصرية، وخلق الخرافات؛ ليس له أهمية في جذب عدد أكبر من السائحين، أو خلق قيمة تاريخية، والدليل؛ أن دولة مثل السودان، تمتلك عشرات أضعاف ما في مصر من أهرامات، ومع ذلك، لا قيمة لهذه الأهرامات، مقارنة بأهرامات الجيزة الثلاثة، فمصر بلد ذات حضارة عريقة، بآثار تاريخية مهمة، لكن أسلوب التضخيم تجاه الآثار لا قيمة له؛ فالآثار المصرية، رغم عددها القليل، لكنها عظيمة في دقتها وقيمتها التاريخية والأثرية، وأن امتلاك مصر لثلث آثار العالم؛ خرافة، وليست حقيقة.