جولة بن سلمان في مصر والأردن وتركيا تعيد سياسات المحاور للواجهة من جديد | تقرير
بات من الواضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يعرفون تماما دقة الموقف السياسي الذي تعيشه المنطقة، في ظل محاولات بعض القوى تدشين محاور سياسية أو عسكرية لتحقيق أهداف استراتيجية لها.
العديد من التقارير البحثية التي نشرها موقع المونيتور وموقع التليفزيون البريطاني، أشارت إلى أن محاولات ولي العهد السعودي في تقوية ودعم محور سياسي مهم تطلق عليه بعض من التقارير العلمية اسم المحور السني.
زيارة بن سلمان إلى مصر والأردن وتركيا
وتوضح بعض التقارير أن كلًّا من السعودية ومصر والأردن والإمارات والبحرين وتركيا هي من أبرز دول هذا الحلف، ساعية وبجد إلى التعاون العسكري والاقتصادي على مختلف المستويات.
ويتبين أن هذا الحلف يعمل جديًا من أجل كسب القوة والنفوذ ضد المحور الشيعي لإيران الذي يتشكل من قيادات وأحزاب متباينة ومنها حزب الله وحماس أو بعض من الدول سواء سوريا أو قوى سياسية أو اثنية في العراق أو اليمن أو حتى دولة قطر التي ترتبط بعلاقات جيدة مع أعضاء هذا الحلف.
وتشير التقارير إلى أن محمد بن سلمان يواصل زياراته عبر دول الشرق الأوسط ووصل إلى تركيا والتقى برئيسها رجب طيب أردوغان لبحث ملف إيران النووي والعلاقات بين البلدين.
جدير بالذكر أنه وفي البيان الختامي لزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ أكد كل من الرياض وعمان على ضرورة دعم الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وضمان سلمية برنامجها النووي.
ودعت كل من الأردن والسعودية إلى تعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحفاظ على منظومة عدم الانتشار، وإيجاد منطقة شرق أوسط خالية من السلاح النووي وجميع أسلحة الدمار الشامل.
مساعي إيران لامتلاك سلاح نووي
وفي تصريحات لـ القاهرة 24، قال زياد سنكري، رئيس تحرير بيروت أوبزرفر والباحث السياسي اللبناني، إنه من الواضح أن باب المصالحات التي حصلت في الفترة الماضية والذي توج بزيارات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الأردن ومصر وتركيا يأتي في سياق إعادة ترتيب وصياغة تحالفات أساسية من البوابة الاقتصادية وهو ما سينعكس على الشؤون الأمنية الجيوسياسية والحالة الإقليمية.
وأردف بأن كل تلك الخطوات تزيد من مخاوف إيران من هذه التقارب بين القوى "السنية" وتداعيات ذلك على مصالح طهران في جبهات التنازع المختلفة في المنطقة.
وأضاف سنكري قائلا: ذلك ينعكس من الآراء الواردة من وسائل الاعلام المقربة من صناع القرار في إيران والتي وجهت انتقادات لاذعة للتقارب السعودي التركي والتي اتهمت فيه بانه من صناعة أمريكية لتوحيد صفوف حلفائها في المنطقة.
واستكمل رئيس تحرير بيروت أوبزرفر، بأن أي تقارب بين الرياض وأنقرة والقاهرة يشكل تهديدا لأطماع إيران في المنطقة لما تشكله هذه الدول الثلاث من قوة اقتصادية وعسكرية قادرة إن اتحدت في الحد الأدنى أن تشكل خطرًا على مشاريع إيران بدءًا من العراق مرورًا بسورية ولبنان وصولًا إلى اليمن.
وأن ذلك يؤكد أن أهمية زيارة ولي العهد السعودي إلى عمان وبخاصة أن الملك الأردني كان أول من حذّر من خطر الهلال الشيعي في المنطقة.
كما أن الدور المصري أيضًا أساسي في هذا الوقت، بما تشكله مصر من قوة عسكرية لا يمكن تجاهلها في المنطقة حيث تملك أحد أقوى الجيوش في المنطقة.
أهداف جولة بن سلمان في المنطقة
واختتم سنكري حديثه لـ القاهرة 24 قائلا إن الزيارة الأخيرة للأمير محمد بن سلمان تشكل محاولة أساسية لتكوين شبه تحالف إسلامي لمواجهة المخاطر وبخاصة الإيرانية منها. الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن مفاعيل هذه الجولة المهمة وما ستؤول إليه خصوصًا من الناحية الاستراتيجية لمجابهة التحديات والتهديدات الإقليمية وبخاصة الإيرانية، والتي تشكل نوعا من التهديد الوجودي للعديد من الدول في حال لم تتم مجابهتها.
من جانبه قال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في غزة، إنه مع استمرار التهديدات الإيرانية في منطقة الخليج العربي، وتأثير إيران المتعاظم على أربعة عواصم عربية، وبعد توقيع اتفاقيات التطبيع العربية الإسرائيلية، يتبلور في المنطقة تحالف سني في مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة، ومن المؤكد أن هناك دعما أمريكيا لتأسيس هذا المحور للحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأضاف أبو سعدة أنه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وارتفاع أسعار النفط والغاز هناك اهتمام أمريكي متزايد في المنطقة، ومع تعثر الاتفاق النووي من جديد مع إيران، تستعر سياسة المحاور في المنطقة.