في ذكرى ميلاد الملكة نازلي.. لماذا طلب نجلها الملك فاروق من أمريكا طردها؟
تمر هذه الأيام ذكرى ميلاد الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد ووالدة الملك فاروق آخر ملك لمصر، حيث ولدت في 25 يونيو عام 1894 وهي ابنة عبد الرحيم باشا صبري الذي تولى منصب وزير الزراعة في عهد فؤاد، وأمها توفيقة هانم ابنة رئيس وزراء مصر محمد شريف باشا.
اتسمت العلاقة بين الملك فاروق وأمه الملكة نازلي بالاضطراب والتوتر، وخصوصًا في السنوات الأخيرة له كملك مصر، حين رحلت الملكة نازلي من مصر إلى أمريكا وزوجت ابنتها الأميرة فتحية من رياض غالي، أحد موظفي السفارة المصرية على غير إرادة فاروق.
يعلق محمود فوزي في كتاب له بعنوان «إبراهيم بغدادي: كيف قتلت الملك فاروق» الصادر في طبعته الأولى عام 2008: مأساة عصفت بكل مقدرات الأسرة المالكة، حاول الملك فاروق إثناء أمه وشقيقته عن ذلك، سواء بالتهديد أو الوعيد؛ فقد حاول إغراء رياض غالي بتعيينه سفيرًا مقابل أن يترك شقيقته وشأنها، أو منحه مبلغا من المال، حدث هذا عن طريق السفير المصري في أمريكا ولكن دون جدوى؛ فقد كانت الفريسة سهلة وثمينة لموافقة الملكة نازلي وابنتها فتحية في أثناء رحلتهما إلى فرنسا على مطلبه. وكان رياض وقتها يعمل موظفا في القنصلية المصرية في مارسيليا، وكانت الملكة نازلي في رحلة إلى أوروبا للعلاج، وكانت الأميرة فتحية وقتها زهرة يانعة لا تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، وبدأ رياض يكسب في البداية قلب وثقة الملكة الكبيرة من خلال مغازلة شبابها الضائع ورفع روحها الأنثوية التي كانت مدخلا لشخصيتها بعد أن عاشت سنوات طويلة تعاني من القحط العاطفي فأرادت اللحاق بقطار اللذات السريع.
ينقل محمود فوزي في الكتاب أيضا أنه عندما نقل السفير المصري إلى الملك فاروق أنه شاهد شقيقته فتحية مع رياض غالي وهما يتبادلان القبلات في أحد الملاهي الليلية؛ جن جنون الملك فاروق، وقال يا نهار أسود يا نهار أسود، إذا لم تُعِدْ غالي هذا سوف أقتلك؟ وحاول السفير مع رياض غالي دون جدوى، ثم طلب فاروق من مصطفى باشا النحاس أن يتصل بالملكة نازلي في أمريكا ليثنيها عن عنادها الأزلي معه.
وقالت الملكة يومها لرئيس الوزراء: أظن موضوع زواج ابنتي ليس من اختصاص رئيس الوزراء، وقل للملك فاروق: لن نعود، والبنت هاجوزها لرياض لأنه بيحبها وبتحبه. وأغلقت السماعة في وجه رئيس الوزراء.
فاروق يطلب من أمريكا طرد أمه
وإزاء ذلك حاول فاروق إعداد خطة لخطف أخته فتحية من أمريكا ولكنه فشل، ثم وجّه إنذارا إلى أمريكا لطرد أمه وفتحية، ولكن الملكة نازلي هددت بنشر هذه الفضائح في الصحف الأمريكية، ورفضت الملكة نازلي والأميرة فتحية كل المساعي التي بذلت لإقصائها عن هذا الزواج.
عموما تم زواج رياض غالي من الأميرة فتحية وبعدها بأعوام انفصلت عنه ثم أطلق النيران عليها في عام 1976، وتوفيت بعدها أمها الملكة نازلي بعدها بعامين عام 1978.